الرائدة في صحافة الموبايل

الدكتور بوحميدي: ليس لكم في الإعدام عبرة يا أولي الألباب

دنا في حوار مع الدكتور نبيل بوحميدي

بعد أن أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بملحقة استئنافية سلا المختصة بقضايا الإرهاب، وما خلفته هذه العقوبة من ردود تختلف بين مؤيد ومناصر لقرار المحكمة بدافع الإنسانية ورافض لها بدافع الإنسانية كذلك… كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ نبيل بوحميدي دكتور بمجال الحقوق ومدير موقع “ماروك دروا” الذي أجابنا عن جملة من الأسئلة حول هذه العقوبة .

على إثر الحكم على مقترفي جريمة “شمهاروش” بالإعدام هل تعتقدون أن القضاء بهذا التوجه قد وجه رسالة ما؟
بداية وتأكيدا لبلاغ الائتلاف ضد عقوبة الإعدام أؤكد أن أي عاقل، سيكون ضد الجريمة كجريمة شمهاروش وضد عقوبة الإعدام كعقوبة لا علاقة لها لا بالإنسانية ولا بالعقلانية ولا بالدين.
أما بخصوص سؤالكم، فأقول كيفما كانت رسالة القضاء المرجوة من هذا الحكم، فإنها رسالة لنا عليها جواب واحد هو كالتالي”ليس على نساء ورجال السلطة القضائية، التماهي مع التأويلات الخاطئة لمبررات المدافعات والمدافعين على هذه العقوبة خاصة وانه ثبت بالملموس أن الإعدام لم يصبح آلية فعالة لتقليص الجريمة ومخاطرها، ولا رادعا لها خاصة الجريمة ذات المنطلقات المتطرفة.

إذا بماذا تفسرون تشبث القضاء بمثل هذه العقوبة؟
كي نكون منصفين؛ فليس القضاء من يتشيت بعقوبة الإعدام، فالمؤسسة التشريعية هي التي تفرض وجود هذه العقوبة عندما تصادق على قوانين تتضمنها.
أما القضاء فنقطة ضعفه أنه أمام قانون يفرض عليه النطق بعقوبة الإعدام عندما يكون أمام ضغط المجتمع الدولي وأمام ضغط العاطفة الشعبية، وكي لا يتم تأويل قولي بشكل سلبي أقول أنني لا أقصد عدم استقلالية القضاء، ولكن أقصد أن دور القضاء في تحقيق الأمن القضائي في دولة تعاني من نسبة مهولة من الأمية، ومن غلبة الفكر العاطفي على الفكر العقلاني.

لماذا ترفضون أو بشكل أخر لمادا انتم ضد عقوبة الإعدام؟
بكل بساطة لأنها عقوبة انتقامية وانتقامية ولا نرى لها أثر عبر العالم، إلا في المحاكمات السياسية أو المحاكمات التي يكون فيها ضغط شعبي أو دولي، ومادمت عقوبة على هذه الشاكلة فلا نرضى لوطننا تعاملا على هذه الشاكلة من التعامل، هذا إضافة إلى أنها عقوبة حاطة بالإنسانية ولا علاقة لها بالقصاص المتوارث من الإرث الديني،
وأنا شخصيا ومن منطلق اعتقاداتي ومعتقداتي أراها جريمة تتخفى وراء ستار الشرعية القانونية.

شكرا دكتور نبيل بوحميدي على تفضلكم بالجواب على أسئلتنا، وقبل أن تغادرنا نرجو منكم كلمة أخيرة في الموضوع، فهلا تفضلتم؟
أخيرا وليس آخرا أشير إلى أن الحكم بالإعدام على ذوي الفكر المتطرف ليس بحل لأن منطلقات هؤلاء المتطرفين أصلا مصدرها الموت، موت يغلفونه بالاستشهاد، قصد الفوز برحاب الجنة على شاكلة فرقة الحشاشين تحت رئاسة المتطرف الأول الحسن ابن الصباح، التي اتخذ من قلعة الموت ببلاد فارس حصنا لها كأول فرقة انتحارية عبر التاريخ.
وجبت قراءة هذا التاريخ، لنا جميعا، ولأولي الألباب لتكون لكم عبرة العاقلين لا عبرة للناقلين المتطرفين، اقرؤوه جيدا ليتبدى لكم الواقع وان المدافع على الإعدام متطرف في الاتجاه المعاكس لمتطرفي العمليات الانتحارية وعمليات القتل تحت يافطة الدين والدين بريء منهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد