الرائدة في صحافة الموبايل

حوار مع مصطفى الحسناوي بمناسبة إطلاقه لمبادرة #اعط كتابا تنر عقولا

حاورته الإعلامية نادية الصبار

بعد النجاح الذي حققته مبادرة # اعط كتابا تحرر سجينا، السنة الماضية، بمساعدة عدد كبير من المتطوعين والمتبرعين، وعدد كبير من الصحافيين، في مختلف المنابر المكتوبة والمسموعة والمرئية، داخل وخارج المغرب، بل حظيت المبادرة بالتفاتة قوية من منابر كبرى: البي بي سي، الجزيرة، الحرة، وتلفزيون العربي، وإذاعة طنجة، وام اف ام…
ها هو اليوم ومن الديار السويدسة التي رحلها إليها لاجئا سياسيا بعدما تعرض للعديد من الضغوطات والاضطهادات، يواصل نشاطه داخل الوطن وعن بعد؛ ويعود بنسخة ثانية تحت شعار # اعط كتابا، تنر عقولا، نسخة يقول عنها مصطفى الحسناوي في تدوينة على حائطه الفايسبوكي؛ لا تحتاج لمتطوعين لجمع الكتب، بل لمن يتبرع، وبكل مرة سنعلن عن الجهة التي ستستفيد.

وبهذه المناسبة؛ مبادرة # اعط كتابا تنر عقولا، كان لنا مع مطفى الحسناوي الحوار التالي:

هل المبادرة امتداد للمبادرة الأولى واستمرار لها أم هي محاولة للتواجد من خلال مبادرة مماثلة بعد هذه المغادرة القسرية للوطن؟

المبادرة هي استمرار وامتداد للمبادرة التي أطلقناها في السنة الماضية، والتي استهدفت شريحة هشة، هي شريحة السجناء، وقد لاقت المبادرة في نسختها الأولى، نجاحا منقطع النظير، ماشجعنا على التفكير في إطلاق نسخ أخرى، كنت أتمنى شخصيا أن تكون في مستوى أفضل من النسخة الأولي.

بعد شعار “اعط كتابا تحرر سجينا” ؛ جاءت النسخة الثانية تحت شعار “اعط كتابا تنر عقولا”… فهل هي محاولة لتوسيع الرقعة وبدل توجيهها لفئة السجناء، توجه الدعوة هذه المرة للعقول؟! وكأنك تقول بعد التحرر لا بد من التنوير؟!

تماما؛ هذا الذي نريد، استهداف السجون والسجناء، فبسبب تجربتي المريرة، قطعت وعدا على نفسي وأنا داخل السجن، أن أمكن السجناء من الكتب، لكني انتبهت فيما بعد أن من يحتاجون لهذه المبادرة خارج السجن، هم أضعاف مضاعفة، وفي هذه النسخة من المبادرة، سنحاول أن نكون وسيطا وجسرا، بين القارئ، ومبادرات المجتمع المدني والجمعيات والمؤسسات، في نشر ثقافة القراءة، وتنوير المجتمع.

ألا ترى أن المبادرة على قيمتها لا يمكن أن تنجح، لأننا وببساطة شعب لايقرأ، وحتى هؤلاء الذين يقرأون نالت منهم مواقع التواصل والتهمت وقتهم الثالث بل والتهمتهم… أليس حري بك وبالمؤمنين بالفكرة إطلاق مبادرات استباقية تمهد للقراءة وتحبيب القراءة للناس، عبر مشاركة مقاطع من الكتب والروايات وإدراج القراءة ضمن برامج المسابقات حتى نحيي روح القراءة الميتة أو التي تموت يوما بعد يوم

بالنسبة لنا نجاحها هو إقبال الناس عليها، هو عدد المنخرطين والمساهمين والمتبرعين، هو عدد الكتب التي نجمع، وهذه كلها مقدمات لنشر ثقافة الكتابة وثقافة القراءة، وتطبيع الناس مع هذه الثقافة، وتحبيبهم فيها.
ونحن جزء من الفاعلين في هذا المجتمع، هناك من يطلق مبادرات من نوع آخر، كالتي تفضلت بذكرها في سؤالك، من إطلاق مسابقات القراءة، وإنتاج مقاطع مرئية، وتنظيم المعارض، وتشجيع المواهب في القصة والرواية والشعر والكتابة عموما، وفي القراءة أيضا، وهكذا يكمل الفاعلون بعضهم البعض في إشاعة هذه الثقافة، وبالنسبة لنا كما قلت لك، إقبال الناس على المبادرة هو نجاح للمبادرة، ولإشاعة ثقافة القراءة.

مصطفى الحسناوي، هل تجميع الكتب هو بيت القصيد في هذه المبادرة؟

بكل تأكيد، فتجميع أكبر عدد من الكتب، وإيصالها لمن يحتاجها هو لب المبادرة؛ فكثيرون يرغبون في القراءة ولايجدون كتابا ليقرأوه، وهناك من لم يمسك كتابا بيده، وهناك من لم يدخل قط في حياته لمكتبة، والكثير من التلاميذ والطلبة والناس عموما، عندهم حب كبير للمطالعة، فلايجدون كتبا، أو لايجدون كتبا تتماشى واهتماماتهم ورغبتهم في إشباع شغفهم بالمطالعة، نحن من خلال هذه المبادرة، وغيرنا أيضا من خلال مبادراتهم، نحاول على الأقل أن نكون حلقة وصل بين الكتاب والقاريء، وبذات الوقت نشجع العازفين عن القراءة ونستنثير فيهم الرغبة في القراءة، فهناك كنوز تسمى كتبا، نحاول تجميعها ووضعها في طبق من ذهب بين أيديكم.

ماهي الخطوات التي ستقومون بها معية النشطاء في مبادرة” اعط كتابا تنر عقولا” بعد جمع الكتب؟! هل من جرد لها وفلترة قبل توزيعها؟

المبادرة كما هو موضح في إعلانها، لن يكون في برنامجها جمع للكتب من طرفنا، بل مساهمة مباشرة من المتبرعين للجمعيات والمؤسسات، ونحن نقوم بدور التعريف بالجمعيات والمؤسسات التعليمية، ومشاريعها ومبادراتها، ونحث الناس على التبرع.

قصدت ، هل ستواكب المبادرة ما دمت أنت من أطلقها؟

بحكم وضعي سيصعب علي مواكبة المبادرة، كما فعلت في النسخة الأولى، لكن سأحاول عن طريق مواقع التواصل، والمكالمات الهاتفية، أن أتابع أين وصلت التطورات، وكيف تتقدم العملية، مع كل جهة على حدة.

سؤال أخير ولابد من الإجابة عليه، هل كل كتاب هو بالضررة مفيد او على الأقل مناسب للشريحة التي من المفروض أنها ستستفيد منه، لذلك كان سؤالي عن المواكبة… فما الفائدة من جمع مائات الكتب إن لم تتعرض للجرد والفلترة حتى يسهل توزيعها او بشكل أصح يقنن توزيعها؟

بالنسبة لي كل كتاب هو مفيد، كيفما كان.
هل في نظرك، من حقنا أن نقول للناس هذا الكتاب اقرؤوه، وهذا لا تقرأوه؟! لكن يمكننا أن نوجه عن بعد، أو نعطي فكرة عن الكتاب وكاتبه، أما ما أسميته سيدتي نادية بعملية الفلترة، عملية صعبة، فلايمكن أن نفرض على الناس قراءة كتب تناسب ميولتنا وأذواقنا،… وما يمكن اعتباره من خلال وجهة نظرنا وقناعاتنا كتبا غير مناسبة وملائمة لنا أو لثقافتنا أو غير مفيدة… سمها ماشئت، هي مفيدة من جانب الاطلاع على مافيها، ومعرفته، في أفق مناقشته أو توضيحه… وهنا يتجلى دور الجمعيات في التعاطي مع هذهعالمبادرة.
أما الشرائح المستهدفة، فهم خليط، من طبقات ومستويات وأعمار مختلفة ومتفاوتة، وبالتالي فلترة وغربلة الكتب، بحسب قناعاتنا وإعطائهم الكتب التي نراها نحن مناسبة، عملية فيها ظلم وتجني على اختلافاتهم، ورغباتهم ونهمهم للمعرفة والاطلاع.
عموما ليس هناك من ضرر في الكتاب، وكل جهة نتبرع لها، عندها مسؤولون وأطر وأساتذة، يشرفون على عملية القراءة، وعلى الكتب والمكتبات، إن في الجمعيات والأندية، أو في مكتبات المؤسسات التعليمية.

أظن أنكم أوصلتم رسالتكم، نشكركم باسم جريدة دنا بريس على كل التوضيحات بخصوص هذه المبادرة #اعط كتابا تنر عقولا، متمنين النجاح للمبادرة ومبادرات مماثلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد