الرائدة في صحافة الموبايل

من هو الصحافي المهني؟!

مصطفى الحسناوي


التعريف الرسمي للصحافي المهني حسب ما جاء في الجريدة الرسمية، هو الصحافي المشتغل بوسيلة إعلامية، ويكون مورده ومدخوله منها، وحاصل على بطاقة الصحافة، من المجلس الوطني للصحافة.
إذا ما تأملنا بالتعريف نجده لا جامعا ولا مانعا؛ فمن الصفات اللازمة لأي تعريف، أن يكون التعريف يجمع كل معاني وامتدادات هذا المفهوم، ولايمنع من تسرب معاني أخرى تشوش عليه. فهو إذا تعريف ضبطي تحكمي تنظيمي…، فالصحافي المهني هو من تعترف به السلطة كصحافي مهني، وهو من كان مسجلا في لوائح معينة، وحاصل على اعترافها.
إنه تعريف لايحدد أو يضبط معاني وامتدادات مفهوم المهنية، بقدر مايقنن المهنية، بطريقة تمكن من ضبطها والتحكم فيها.
فللمهنية معنيان:
-المهنية نسبة إلى المهنة، فكل من اشتغل بالصحافة فهو صحافي مهني، ممتهن لها، بغض النظر عن مستواه ومردوديته وإنتاجه واحترافيته -المهنية نسبة للعمل وفق قواعد وضوابط المهنة وكذا أخلاقياتها، فالمهنية هنا ليست مجرد انتساب لجسم الصحافة، بل هي نعت أو صفة (دون الدخول في الفرق بين النعت والصفة) الغرض منها زيادة التوضيح والتفصيل، وإثبات الفرق بين من يحمل هذه الصفة، وأي صحافي آخر.
بحسب المعنى الأول كل صحافي منتسب للمهنة فهو مهني، وبحسب المعنى الثاني ينبغي للصحافي أن تتحقق فيه شروط معينة، لكي يتصف بصفة صحافي مهني..
فهل الشروط هي الشهادة والدبلوم؟! وإذا كانت الشهادة، فهل هي تلك التي يمنحها المعهد العالي للصحافة والأعلام، المؤسسة العمومية الوحيدة، أم أي شهادة أخرى مماثلة.
أم تتمثل في حصول الصحافي المهني على بطاقة الصحافة؟
أم هي مجرد تدوين وكتابة، وإن كانت بمستوى رديء، فكثيرا ما صارت الفروق غائبة إلى منعدمة بين الصحافي والمدون، والصحافي واليوتوبر الهاوي. أم هي شروط الوزارة والمجلس الوطني والجهات الوصية؟
الحقيقة أنه لاهذا ولاذاك.
المهنية على الأقل وفي تقديري، هي العمل بأصول وقواعد وأخلاقيات المهنة، والكتابة وفق معايير وضوابط الكتابة الصحافية، وإنتاج المواد الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية، بالشروط التقنية والفنية المتعارف عليها، والحضور والتواجد في الساحة من خلال مساهمات في أجناس صحافية عديدة مكثفة ومتنوعة، وبناء شبكة علاقات جيدة مع الوسط الإعلامي، في إطار التقدير والاحترام، وتبادل المعلومات وتقاسم التجارب.
وهكذا يكون الصحافي المهني كل من يعمل بمهنية واحترافية بغض النظر عن الشهادة وبطاقة الصحافة، بخلاف التعريف الذي جاء بالجريدة الرسمية والذي أغفل هذا الجانب من الممارسة والمهنية، فالتعريف الرسمي والحال كذلك شمل غير المنتسبين لمهنة الصحافة، كالحاصلين على شواهد وديبلومات ولا قدرة لهم على الامتهان الصحفي الحق.
يشمل التعريف كذلك كل الحاصلين على بطاقات الصحافة، بطرق ملتوية أو وساطات وتدخلات، أو دون أن ينتجوا شيئا، مما يمكن اعتباره منتوجا صحافيا.
كما قد يشمل صحافيين أشباحا يختبؤون ويتسترون وراء صفة صحافي وكثر هم ولا ينتجون مواد صحافية.
لكنه لا يشمل المدونين داخل المنابر الإعلامية، الذي يتواجدون بالساحة الإعلامية وينشرون مواد لاعلاقة لها بالصحافة ولا بالأجناس الصحافية.

ختاما أقول أن العمل المهني الاحترافي، هو الذي يمنح لصاحبه صفة المهنية، وليس النشر من أجل النشر، حتى لو كان صاحبه خريجا من معهد الصحافة، وإذا اجتهد العامل أو الناشط بالمجال للحصول على شهادة مهنية؛ أفضل، وإذا حصل بعد ذلك على البطاقة المهنية؛ أفضل بكثير، وإذا أغنى تجربته، فهذا أفيد له ولمساره كصحافي مهني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد