الرائدة في صحافة الموبايل

الحسن المنصوري: دورنا تقييم وتتبع السياسات وبرامج التنمية البشرية

نادية الصبار – دنا بريس

نظم المرصد الوطني للتنمية البشرية (ONDH) ورشة تكوينية حول ” التنمية البشرية وتقييم السياسات العمومية ” لفائدة الصحفيين من مختلف المنابر الإعلامية الوطنية، يومه الجمعة الموافق للثالث عشر من دجنبر الجاري، بمقر المرصد بالرباط. 

وتندرج هذه الورشة التكوينية لفائدة الصحفيين في إطار تعزيز قدراتهم في مجال تتبع وتقييم السياسات العمومية المتعلقة بالتنمية البشرية، وبهذه المناسبة قدم السيد “الحسن المنصوري” الكاتب العام للمرصد الوطني للتنمية البشرية كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور من إعلاميين وإعلاميات من منابر مختلفة.

سجل السيد المنصوري رفقة الأستاذين “عبد القادر تيتو” رئيس قطب الدراسات والمسوحات الميدانية والسيد “عبد الفتاح حمادي” رئيس قطب النظام المعلوماتي؛ امتنانه وامتنان زملائه بالصحافيين الذين تجاوابوا مع دعوة المرصد في محاولة للانفتاح على الإعلام كشريك فعال وحقيقي في التعريف بجهود المرصد في تتبع وتقييم سياسات وبرامج التنمية البشرية بالمغرب، وانسجاما مع مبدأ التفاعلية بين الخبراء والصحافيين، وفرصة لتنوير الرأي العام ووضعه في الصورة وإطلاعه على ما يبذل من جهود.

قدم السيد المنصوري بالمناسبة نبذة عامة عن المرصد الوطني للتنمية البشرية، الذي يتولى مهامه حسب المرسوم الذي أنشئ بموجبه بتاريخ 28 أكتوبر 2008، والذي أوكلت إليه مهمة دائمة تتمثل في تحليل وتقييم آثار برامج التنمية البشرية المنجزة، بما في ذلك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واقتراح التدابير والأنشطة التي تساهم في إعداد إستراتيجية وطنية للتنمية البشرية وتنفيذها. 

ومن جهته أوضح الكاتب العام للمرصد أن مهمة التقييم الموكولة للمرصد ليس الهدف منها النقد من أجل النقد بقدر ماهو محاولة لوضع الأصابع على مكامن الخلل لإيجاد حلول لها، فالهدف بالنسبة لنا؛ يقول السيد المنصوري يتمثل في توجيه رسالة بسيطة وغير مركبة تلمس واقع الساكنة المغربية، على اعتبار أننا كمرصد أوكلت إليه مهمة تقييم السياسات المتعلقة بالتنمية البشرية.

تحدث عن المعطيات ودورها في التقييم مشيرا إلى أننا من البلدان الأكثر غنى من حيث المعطيات، فالمعطيات موجودة لكنها لا تستغل بالقدر الكافي من قبل الخبراء. 

يتساءل المنصوري لماذا نحن كدولة لديها مؤهلات ولكننا لسنا في صدارة الترتيب العالمي؟

يعزي المنصوري التخلف لأسباب على رأسها التفاوتات المجالية، ويعطي كمثال على أنه بين الصخيرات والخميسات مثلا تفاوت سوسيو اقتصادي كبير، فالخميسات لا مجال لمقارنتها بالرباط أو البيضاء، فلتلحق الخميسات بركب الصخيرات على الأقل يلزمها عدة سنوات… من بين المشاكل التي تساهم في التفاوتات الجغرافية كذلك؛ نزوح النخب المحلية  نحو العواصم الكبرى كالبيضاء والرباط.

أيضا يساهم في تأخرنا (التأخر يقاس بمؤشرات صندوق الأمم المتحدة الإنمائي) الأمد الدراسي القصير لوجود هدر مدرسي في صفوف التلاميذ وانقطاعهم عن الدراسة قبل الباكالوريا وقبل ذلك بكثير، فمليوني شاب وشابة مغربية لايدرسون ولا يعملون، وهناك متابعة لهم من 2012 إلى الآن لتتبع أوضاعهم من خلال عينات من الأسر يتم اختيارها وبالتالي متابعتها من طرف باحثين مختصين.

بالإضافة لأمد الدراسة، يقاس تأخر المغرب وتخلفه عن دول الصدارة؛ بضعف الدخل الإجمالي الذي يبقى ضعيفا مقارنة بدول الجوار وبعض البلدان العربية، أما مؤشر الصحة فقد سجل المغرب تقدما ملحوظا؛ فحسب معطيات البحث الوطني لتتبع الأسر، عرفت معدلات وفيات الأمهات والرضع تراجعا مهما هذا وقد عرف معدل التأمين الصحي ارتفاعا قويا يعزى ل “راميد”.

والجدير بالذكر أن المغرب عرف نقلة ديمغرافية في وقت وجيز، فالمغرب لا يعاني حاليا الضغط الديمغرافي الذي عاشه بسنوات الستينيات والسبعينيات من هذا القرن، إلا أن هذه النقلة السريعة التي عاشها المغرب في ظرف 40 سنة، عاشتها الدول الأوربية في فترة زمنية طويلة راوحت المائة والمائتي سنة، فالمغرب يعيش فترة ذهبية للديمغرافية والتي سيعيشها -حسب المنصوري دائما- لعقدين من الزمن، فيما يرتقب أن يشيخ المجتمع المغربي بالعقود القادمة التي تلي هذه الفترة الديمغرافية الذهبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد