الرائدة في صحافة الموبايل

أوكواريوم …

كريم القيشوري

الطقس بارد..، وزخات المطر تنعش المدينة عبر إيقاع صبيب ناب عن سكانها في تنظيف إسفلت شوارعها وأزقتها..أكوام أجساد منشورة في مقاهي المدينة تتابع الليغا الإسباني، ضدا في تدبر وضعها الإجتماعي والاقتصادي.. لغط ودخان يتصاعد عبر واجهاتها الزجاجية. ..وأنا أمتطي وسيلة نقل أفرزتها ثورة تكنولوجيا الحداثة،المنقولة إلينا عبر دول الجوار الأوروبية، الموسومة ب “الترام “.
هذا الترام الذي يتخذ شكل القطار، ويشق مساره عبر شوارع المدينة.. في هذا اليوم المطير،الشديد الرياح..مكتظا بالركاب حيث أبخرة أفواههم تولد سحابا ضبابيا، ينعكس على نوافذه،فيصبح مادة تساعد الأطفال والشباب على ممارسة شغب فعل تشكيل رسم ما، أو كتابة شيء ما.!
الاكتظاظ منفر، وعملية التنفس من شهيق وزفير أصبحت صعبة،والركاب يتصايحون، وينقرون الزجاج طلبا للاستغاثة من وضع لا يحسدون عليه.
أنوار الترام الداخلية تنير وتظلم، وسرعته المعتادة بدأت تخفت وتخفت إلى أن صارت تحاكي سرعة السلحفاة..انتصف المسير بين ضفتي نهر أبي رقراق، على مرتفع جسر الحسن الثاني، عن يمينك تقابلك معلمة تصميم المسرح المشيد حديثا من قبل الراحلة العراقية المهندسة ” “.صاحبة التصاميم العالمية ” زها حديد
وعن يسارك قصبة الأوداية الخالدة المتربعة على ربوةمخضرة تطل على النهر..
الصمت المطلق أصاب حركة الترام، حيث التيار الكهربائي انقطع..وضجيج الركاب خوفا مما لا تحمد عقباه قد يقع. وأضواء المركبات السيارة العابرة والدراجات..تمر كنجوم منيرة بساط الإسفلت..وفضول المارة الراجلين وأصحاب الدراجات..يقفون يستطلعون الأمر. وركاب الترام في صخب بالداخل، يلوحون بأيديهم تارة، وأخرى يمسحون ماعلق بزجاح النوافذ من بخار.

صمت مطبق لآلة الترام.السائق في وجوم محتجز في غرفة القيادة، والمراقبون في حالة وضعية الركاب..والمدخر من الهواء في اضمحلال.. الموت قادم يصرخ أحد الركاب، وامرأة مسنة ترد عليه من الجهة المقابلة باللعن، وبكاء الأطفال يمتزج باللغط فيصم الآذان، والشباب المفتولة عضلاته يحاول بقوة فتح نوافذ الإغاثة أو كسر زجاجها، وشيوخ يقرؤون ما تيسر من الذكر، ويتلون أدعية اللطيف..
وأنا أصارع الهامات والقامات لأتمكن من مقبض الإغاثة الأحمر لفتح الباب، ما إن أمسكت به، حتى أنارت غرفتي فإذا بي أجدني ملقى على السرير أتصبب عرقا من فعل هواجس كانت تطبق على صدري نتيجة تناول وجبة عشاء دسمة في وقت متأخر من الليل، تلبية لدعوة..
أدرت عيني داخل رأسي ، حمت في فضاء الغرفة بنظراتي للتأكد من الوضع. قنينة ماء تتربع على منضدتي، وكتبي متناثرة هنا وهناك..رشفت رشفة من ماء القنينة مبسملا ومحمدلا على نجاة ركاب الترام/الأوكواريوم من الفاجعة.

الطقس بارد..، وزخات المطر تنعش المدينة عبر إيقاع صبيب ناب عن سكانها في تنظيف إسفلت شوارعها وأزقتها..أكوام أجساد منشورة في مقاهي المدينة تتابع الليغا الإسباني، ضدا في تدبر وضعها الإجتماعي والاقتصادي.. لغط ودخان يتصاعد عبر واجهاتها الزجاجية. ..وأنا أمتطي وسيلة نقل أفرزتها ثورة تكنولوجيا الحداثة،المنقولة إلينا عبر دول الجوار الأوروبية، الموسومة ب “الترام “.
هذا الترام الذي يتخذ شكل القطار، ويشق مساره عبر شوارع المدينة.. في هذا اليوم المطير،الشديد الرياح..مكتظا بالركاب حيث أبخرة أفواههم تولد سحابا ضبابيا، ينعكس على نوافذه،فيصبح مادة تساعد الأطفال والشباب على ممارسة شغب فعل تشكيل رسم ما، أو كتابة شيء ما.!
الاكتظاظ منفر، وعملية التنفس من شهيق وزفير أصبحت صعبة،والركاب يتصايحون، وينقرون الزجاج طلبا للاستغاثة من وضع لا يحسدون عليه.
أنوار الترام الداخلية تنير وتظلم، وسرعته المعتادة بدأت تخفت وتخفت إلى أن صارت تحاكي سرعة السلحفاة..انتصف المسير بين ضفتي نهر أبي رقراق، على مرتفع جسر الحسن الثاني، عن يمينك تقابلك معلمة تصميم المسرح المشيد حديثا من قبل الراحلة العراقية المهندسة ” “.صاحبة التصاميم العالمية ” زها حديد
وعن يسارك قصبة الأوداية الخالدة المتربعة على ربوةمخضرة تطل على النهر..
الصمت المطلق أصاب حركة الترام، حيث التيار الكهربائي انقطع..وضجيج الركاب خوفا مما لا تحمد عقباه قد يقع. وأضواء المركبات السيارة العابرة والدراجات..تمر كنجوم منيرة بساط الإسفلت..وفضول المارة الراجلين وأصحاب الدراجات..يقفون يستطلعون الأمر. وركاب الترام في صخب بالداخل، يلوحون بأيديهم تارة، وأخرى يمسحون ماعلق بزجاح النوافذ من بخار.

صمت مطبق لآلة الترام، السائق في وجوم محتجز في غرفة القيادة، والمراقبون في حالة وضعية الركاب..والمدخر من الهواء في اضمحلال.. الموت قادم يصرخ أحد الركاب، وامرأة مسنة ترد عليه من الجهة المقابلة باللعن، وبكاء الأطفال يمتزج باللغط فيصم الآذان، والشباب المفتولة عضلاتهم يحاول بقوة فتح نوافذ الإغاثة أو كسر زجاجها، وشيوخ يقرؤون ما تيسر من الذكر، ويتلون أدعية اللطيف..
وأنا أصارع الهامات والقامات لأتمكن من مقبض الإغاثة الأحمر لفتح الباب، ما إن أمسكت به، حتى أنارت غرفتي فإذا بي أجدني ملقى على السرير أتصبب عرقا من فعل هواجس كانت تطبق على صدري نتيجة تناول وجبة عشاء دسمة في وقت متأخر من الليل، تلبية لدعوة..
أدرت عيني داخل رأسي، حمت في فضاء الغرفة بنظراتي للتأكد من الوضع، قنينة ماء تتربع على منضدتي، وكتبي متناثرة هنا وهناك… رشفت رشفة من ماء القنينة مبسملا ومحمدلا على نجاة ركاب الترام/الأوكواريوم من الفاجعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد