الرائدة في صحافة الموبايل

ألوان “ترامب” وضحكات نتنياهو!

الدكتور بكر أبو بكر، كاتب وأديب من فلسطين

كان “نتنياهو” يتحدث بزهو المنتصر، كالديك المنفوش فليس امامه سوى الدجاجات، وكان يتحدث خارجا من المعركة وكأنه قد ركّع الليوث الذين منهم الأبطال امثال ياسر عرفات ومحمود عباس وجورج حبش وأحمد ياسين، هو يظن ويمتليء زهوا.

وكان “بن يمن نتنياهو” يضحك، والرئيس الامريكي يلقي كلمته وكأنه حاز الدنيا وافترش ظهر العالم، فهاهي روايته الخرافية الممجوجة بأن فلسطين بلده تقع موقع المركز في عقل “ترامب” المشبع بالأساطير الدينية!

كان “نتنياهو” كما رأيته بالحفلة يتفلت ويكاد يطلق صيحة الفرح كاولئك المنتصرين الهمجيين أي على جثث المهزومين المقطعة اوصالهم في حرب غير متكافئة تماما كتلك الحرب التي خاضها أسلاف “ترامب” الاستعماريين وأسلاف “بلفور” الاستعماريين على جثث الآسيويين والأفارقة والعرب والسكان الأصليين في أمريكا واستراليا.

ها هو “ترمب” وها هو “نتنياهو” يعيدان للعلن الفكر العنصري الاستعماري الاحتلالي البغيض بأوضح صورة، وكأن 100 عام منذ “بلفور” تظهر مجددا ، كما خطب أبومازن، وهو يمتليء مثلنا جميعا بالحرقة والألم، ولكنه ألم العربي الفلسطيني والحر الممزوج بالثبات العظيم والإيمان العظيم والنصر العظيم القادم بإذن الله فهذا وعد الله والله لا يخلف وعده.

الرئيس الامريكي الذي استعان بالتقانة (التكنولوجيا) لغرض أن ينضبط للنص الذي حاول من خلاله -ولمن كتبوه له- أن يخدع العالم كان يحاول طرح الكلمات الملونة أي تلك الكلمات التي قد يفهمها الأغبياء “توازنا” تكلم عنه ولكنه ما استطاع مطلقا أن يحققه.

وكيف لموبوء بفيروس “كورونا” العصر أي فيروس العنصرية والتشدد والارهاب الديني الخرافي كما عبر عنه، كيف له أن يتوازن أو ينصف ؟

ومهما كانت كلمات الرئيس الأمريكي -الذي سيسقط قريبا -فارغة المضمون رغم كلماتها التي بدت مبهرجة قليلا ومنتفخة وذلك بنظر الأغبياء الذين يرون القشور وهم المنتشرين في ثنايا الأمة، إلا أنها جلية وواضحة ولم تأتِ الا بالكثير من الهدايا و المنح (البلفورية) المعطاة ل”نتنياهو” وعقله التوراتي الأسطوري الذي يظن حالما أن هذه الأرض ليست فلسطين وخاب وسيخيب.

قالها جمال عبدالناصر رحمه الله للرئيس الامريكي جون كندي عام 1962 “لقد أعطى من لا يملك، وعداً لمن لا يستحق، ثم استطاع الاثنان “من لا يملك” و”من لا يستحق” بالقوة وبالخديعة، أن يسلبا صاحب الحق الشرعى حقه، فيما يملكه وفيما يستحقه” .

وها هو أبومازن عام 2020 يلطم وجه الخديعة، ويصرخ في وجه العرب، ويستبشر بالشباب، ويرفض التراب الذي تم حثوه في وجوه الأمة كافة، وينفخ في النار تحت الرماد.

لم يستطع المحتل نتنياهو أن يكتم فرحه، ولا أن يكتم سعادته ، فعبر عن شكره للجميع ممن حضروا الحفلة أي حفلة الخديعة الكبرى، التي للأسف حضرها بعض العربان الذين لن يكونوا الا هوامشا ومن قعر الأمة.

لم يستطع المحتل “نتنياهو” أن يتحمل بعض الالوان والأصباغ التي وضعها “ترامب” على كلماته الباهتة تجاه الأمة وفلسطين محاولا استمالة العالم أو الفلسطينيين بمعسول كلماته فارغة المضمون، فأشرق وجه “نتنياهو” المغبر معلنا النصر ومعددا المنح والعطايا التي تلقاها من يد سلطان العالم -الموهوم بعظمته الشخصية- كي لا يفهم أحد أن هناك تنازلا او شبه تنازل لاولئك المتسمين العرب الفلسطينيين!

قال “نتنياهو” بوضوح (أننا أخذنا كل المساحة، وأخذنا شرعية المستوطنات وسنستمر بها، وأخذنا ضم غور الأردن في بلادنا في يهودا والسامرة وكنا قد اخذنا أن لا لاجئين وأن القدس عاصمة اسرائيل….) وغيرها من العطايا السلطانية.

وفوق كل ذلك فهو لم يعِد بشيء؟!! هو اخذٌ فقط! بل قال بكل زهو وقباحة أننا سننظر للفلسطينيين المطلوب منهم فوق كل هذه العطايا التي تلقاها أن يثبتوا حسن اخلاقهم!

كان نتنياهو قد وضع كتابا اسمه مكان تحت الشمس افترض فيه أنه سيقود العالم العربي! بعد أن يطيح بفلسطين، وها هو اليوم يتحقق حلمه الكبير بعد أن ابتلع كل فلسطين بإرادة امريكية، وانهيار اقليمي فظيع.

وها هم العرب أو هوامشهم يحضرون خطاب اعتلاء هامة الامة وافتكاك بكارتها المرة تلو الأخرى من واشنطن.

ضحك نتنياهو مطولا في خطابه، ولم لا يضحك! علينا! أمة عابثة لاهية خارقة للعادة! فهو لم يستطع أن يكتم فرحه وسروره من الحضور بما فيهم هوامش العرب، ومن صديقه أو ربيبه “ترامب” الذي لم تفده الكلمات المزينة المكتوبة والمعروضة الكترونيا امامة فقاطعها “نتنياهو” بصراحته ففقأ عين الأعمى! بعد أن تم ترسيمه سلطانا على المنطقة بلا منازع.

دعهم في غيهم يعمهون، ف( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴿٢٩ المطففين﴾ و(فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨٢ التوبة﴾

فالثورة نار لا تنطفيء مطلقا كما قالها أيضا محمود عباس في خطابه، والثوار سيسودون، وفلسطين لنا أبى من أبي وشاء من شاء، والأرض تعرف الأقدام التي تمشي عليها وإنا لمنتصرون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد