الرائدة في صحافة الموبايل

خوفا من أن يختلط التنزيل السليم للقانون بالمزاجية

عبدالعالي الطاهري

في سياق هذا الزخم غير المسبوق من التضامن والتكافل وكذا التعبئة الوطنية،التي تقودها الحكومة وجميع أركان ومكونات الدولة المغربية تحت القيادة والتوجيه الرشيدين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،تعبئة وطنية مشمولة بقيم التضامن والوعي بخطورة الطارئ الوطني والدولي الذي بتنا نرزح تحت تهديده،ممثلا في جائحة وباء كورونا ،تقفز إلى سطح الأحداث المتلاحقة صور وإن كانت استثنائية وجد قليلة ومحصورة،تعبر عن التنزيل غير السليم للتعليمات الواردة بخصوص حالة الحجر الصحي أو حالة الطوارئ الصحية،كما هو الحال بالنسبة لقائدة بمنطقة تيط مليل،تتحرك بمنهجية خارج سياق الزمن ولحظة الإجماع الوطني،بإيحاءات قمعية (حمل حزام البدلة العسكرية والتلويح به)،والقائد المقنع (يضع كمامة طبية سوداء)،الذي لايختم جملة “شنو كادير فالزنقة” إلا ب “تصرفيقة” وركل في حق مواطن أو مواطنة،قد يكون غير مستوعب لخطورة الوضع أو متهاون على مستوى التقيد بالتعليمات والقوانين المؤطرة لحالة الطوارئ الصحية،ما يعني أننا أمام غياب أو تغييب لخطاب تواصلي توعوي في مقابل لغة الإشارات الدالة على فكر قمعي (طريقة حمل حزام البدلة العسكرية والصفع والركل غير المبرر )،وإذا كان من موقف استدعى صيغة الصرامة هذه،من قبيل الاعتقال وفي أحيان أخرى العنف المشروع/الشرعي،الذي يبقى حقاًّ سيادياً ودستورياً للدولة متى اقتضت الضرورة الحفاظ على الأمن العام وعلى الممتلكات الخاصة والعامة وبدرجة أكبر حماية حياة الأشخاص أفرادا وجماعات،فقد كانت المظاهرات التي خرجت قبل أيام بكل من سلا وفاس وطنجة،أولى بهذا النوع من الإجراءات،بعد أن تمرد الداعون إليها والخارجون فيها،على القانون وعلى المقتضيات الدستورية،بخرقهم لحالة الطوارئ الصحية بشكل علني،وقد تأكد أنها لم تكن مظاهرات ” عفوية”،بل هو أمر دبر بليل،على حد تعبير سادة قريش زمن دار الندوة (برلمان قبائل قريش).
نحن جميعا مع الحزم والصرامة في تنزيل المقتضيات القانونية حماية لمواطناتنا ومواطنينا ووطننا من خطر عدو مجهول البنية والشكل وكارثي النتائج (فيروس كورونا) ،وندعم بكل ما فينا من إرادة وعزيمة وحس وطني وإنساني صادق،جميع المجهودات الجبارة التي تقوم بها الجهات الحكومية ومختلف الأجهزة الأمنية والجيش،ومعها وقبلها الجبهة الأولى الواقفة بثبات وشجاعة في مواجهة فيروس كورونا،متمثلة في الهيئات الطبية والتمريضية،خاصة في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ البشرية،لكن نرفض وبالمطلق ركوب بعضهم وبعضهن على حالة الطوارئ الصحية لتصريف عُقدهن وعقدهم القمعية المرضية،التي تسيء إلى صورة المغرب وقطعا لا تخدمه.
وطننا في حاجة ماسة،وبالضبط في هذه اللحظات المفصلية، لترسيخ مبدأ الثقة وقيم التعاون والتضامن،ليس فقط بين مختلف مكونات الشرائح المجتمعية،ولكن وبدرجة أكبر،بين أجهزة الدولة (الحامي) والشعب (المحمي)..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد