الرائدة في صحافة الموبايل

كورونيات

الشاعر عبد الكريم الخالقي من تونس

زمن الكورونا.. زمن استثنائي .. نشر الخوف من خسران احبه.. خوف من نهايه حلم لم يتحقق بعد … وقبل ان تعيشه كمبدع متلبس بمشاعر تتقاطع مع الإنسان فيك… تعيشها كمواطن يفكر في عائلته وأهله وصحبه وبلده… تعيش انعكاساتها على الوطن وعلى المواطنين وتنشغل اكثر من أجل المتعبين من بني وطنك في أيامهم العاديه فما بالك في زمن الكورونا…
اما هذا الشاعر الساكن فينا.. والذي اجدني اعيش الحجر .. وانا احرص على احترامه.. فرصة لاستغلال الوقت الكوروني لالتهام ما توفر في المكتبه من كتب متروكه لم نجد لها وقتا من قبل لفتحها… او نكتب .. او نجري اتصالاتنا للاطمئنان على الرفاق والاحبة على امتداد الجغرافيا الكورونيه.. نحاول أن نستغل الصفحات والمنصات لننشر ما يساهم في الوعي الجماعي بمخاطر هذا المجهول…
وبينالتفكير في هذه الازمه والكتابة اتفقد عصافيري واحصي الفراغ التي جاءت في زمن كوروني … واوزع الحاضنه بيضها أكلها..
التي بدأت تجمع الخيوط استعدادا للبيض اقدم لها البيض المسلوق… واغيرلها ماء شربها….
ثم اتفقد حوض القرنفل النابت في اتربة جمعتها من اقطار عربية عديده…
بين هذا وذاك اراوح بين خوف من هذا الكورونا.. وتحديه.. وفي كل الحالات نكتب قد يصبح الشعر تاريخا لهذا الزمن….

كورونيّات

من ثيابك
من يديك
من قبضة بابك
يتسلل ْ..

من نقود.. وحديد
عبر لمسهْ
واقتراب… عبر همسهْ..
يتسلل..فتطهّرْ

من مفاتيح الحياة
عبر قبلهْ
عبر كرسي… وشوكهْ
من إياد تحضنك
يتسلل..فتطهّر

يتسلل
يستقرّ في تجاويف الانوف..
ثم يرحل باتجاه الحنجره..
لا يطيل…
ويمر باتجاه الرئتين..
َوهناك تنشب الحرب الضروس..
فتطهّر

مستبد طاغيه
وخلايا للجسد…
ستقاوم… لن تساوم..
ستقاوم..
فاعنها ايها الجسد الخواء..
وتذكّر..
لك احباب وأبناء وحرفْ..
لك اسماء وأشياء وطيفْ
واغان ليلُ تيهْ
ونجوم.
ستلاقيها… بصيفْ
وتذكّر.. لا تساومْ..
انتفض انت المقاومْ..
ومتى الحق يخاف شرّ ظالمْ.
فتذكّر وتدبّر … وانتصرْ….

كي لا نمرّ من الحجر..
للاكتئاب
تواصل مع روح امّك
ودعك تضيع…
بين ثنايا كتاب..
واصنع من التبغ لعبه..
لوّن. بالأبيض الناصع…. ريش. ذاك الغراب..
واشدد تجاعيد وجهك..
وعد لسنين الشباب
تواصل مع من تحبّ
غنّ لهم في الغيّاب..
واقرا كتابك … صنّفه..وحدك..
بين الجزاء وبين العقاب..
وخاطب …
كل المحيطين بكْ…
من خلف باب…
كي لا نمرّ من الحجر للاكتئاب…
ضع صورة امّك.. فوق كفّك..
سرّح لها شعرها..
خذ مرودا…
كحّل لها رمشها..
غنّ لها… واعدْ..
كما كنت دوما..
“يمّه القمر عالباب “

في زمن”الكورونا”
يمكن أن ارحل دون وداع
ودون صلاة جنازه
ودون عزاء…

لن اُحضن … من احد
ولن تُطبع قبلة
على برد هذا الجبين..

الموت
في زمن الكورونا..
لا طعم فيه..
لا يراك التراب.. ولا طيف امّك
ولن يسير وراك مودّع..

تموت غريبا
وترحل دون وداع…
فلا تمنحوه…
فرصة للشماته..
ولن امنحه..

أنا اشتهي حين موتى..
غسلا يليق بصمتي
ونائحة تعلم امّي بأنّي اليها أسير
دون ترجّل..
أنا اشتهي ان يؤبنني شاعر ونقابي وكم اتمنّى …
الّا يخاف العلم…
وهو يوشّي.. الجنازه..

انا اشتهي ان امنح عمّتي
فرصة لرثائي وهي تنوح…
الموت في زمن “الكورونا”
لا طعم فيه..
لهذا اعتكفت ببيتي…
فيا أيّها المشتهون لموت جميل..
امكثوا في البيوت…

والموت دون كورونا…اكيد..
ولكنه يمنح الراحلين…
فرصة للوداع..
لهذا اعتكفت… ببيتي…

الموت حق
ولكننا نؤمن…بانّ
١”على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة”
لهذا امكثوا امكثوا امكثوا… في البيوت..
غدا نزرع بسمة للحياة
و انشودة للفرح…

24مارس 2020
“على هذه الأرض ما يستحق الحياة “درويش

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد