الرائدة في صحافة الموبايل

نبيلة منيب: ما بعد كورونا مَصيرٌ رهينٌ بأولويةِ التعليمِ والصحةِ

ياسين شاكور – دنا بريس

أكدت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد في المغرب، في لقاء مفتوح على “الأنستغرام” يوم الجمعة- 3 -2020، على ضرورة أن تفكر الدولة المغربية، بجدية، في أولوية التعليم والصحة في الميزانية، وأنه ينبغي أن تكون اختيارات ديمقراطية وشعبية قائمة على العقلنة مع التغير الذي سيشهده العالم في مرحلة ما بعد كورونا. فبدون هذه الاختيارات سنتجه نحو الأسوأ. لهذا لا بد من إعطاء أولوية للتعليم والصحة: “حتى نصون الكرامة، وأن نفكر في تنمية الجهات بشكل متضامن؛ بمستشفيات جهوية وإقليمية، وأن تكون لدينا كليات الطب والصيدلة والتمريض بشكل كاف.

“فالدولة المغربية همشت البحث العلمي لعقود طويلة، وبالتالي، لو اهتمت به، لكانت مستعدة أكثر وأنتجت الكمامات على الأقل”. لهذا، أوضحت منيب قائلة: “إن المغرب بحاجة لإستراتيجية وطنية بدل الارتجال، وتساءلت: أين هو ذكاء المسؤولين؟ ودور الدولة؟ وقدمت مثالا بمستشفى القرب في تمارة، الذي بني بمواصفات دولية، لكنه مغلق وغير مشغل لسنتين، في الوقت الذي لا تتوفر فيه المستشفيات في جهات عديدة، وشباب الريف كانوا يطالبون بالمستشفيات، وعدد من الساكنة تطالب بالعلاج بسبب السرطان.

ونصحت المتحدثة ذاتها المغاربة بارتداء الكمامات واتخاذ ما يلزم من تدابير، من بقاء في المنزل، إلخ.  ودعت، في الوقت نفسه، للتعاون مع “فئات كبيرة لا تستطع أن تبقى في البيت، مرتبطة بالقوت اليوم والعمل اليومي، وبالتالي، لا بد من التضامن معهم، والمساهمة في الصندوق. كما شددت على ضرورة “توفير كل الطرق من أجل تأمين الأدوية والغذاء، لأن أكثر من 700 ألف فقدوا شغلهم بسبب الجائحة إلى جانب الملايين ممن لا شغل لهم في مغرب اليوم.

وعليه، أوضحت منيب أن حزب الاشتراكي الموحد “حاول أن يباشر حملات؛ بفيديوهات توعوية، وتحسيسية، وأن لهم مناضلين في الخارج يبحثون للمغرب عن “حقيبة للكشف عن فيروس كورونا” كي نتفادى الكارثة، باتصال بعدد من المختبرات، كي يصل إلى المغرب بتعاون مع وزارة الصحة. وأشارت إلى أن مناضلي حزبها “أطباء يشتغلون على صندوق لجمع أموال لاقتناء معدات أساسية ستوزع على الأطباء من كمامات وقفازات وأدوية. كما أن القطاع الصحي للتنظيم السياسي أصدر بيانا بالمناسبة، كما أسس حزبها “لجن اليقظة خاصة من أجل توفير تعويض لمن فقدوا الشغل كأجر شهري لإبراز أوجه التضامن لدينا”. وأشارت نبيلة، في هذا الوقت الراهن، إلى التصالح داعية للانفراج سياسي أكثر عدلا وإنصافا لمعتقلي حراك الريف والصحافيين والمدونين.

أما من ناحية المشهد السياسي بالمغرب، في ما بعد كورونا، فقد دعت منيب إلى تأهيله مشيرة أن هناك من استغل منصبه وراكم الثروات وأدى إلى العزوف. ودعت أن “تظل المؤسسة الأمنية في خدمة المواطن وأكثر قربا من نبضه، في احترام وصيانة لحقوق الإنسان وصولا للمواطنة الكاملة، مضيفة كيف يمكن تكوين المواطنين بدون إصلاح للمناهج التعليمية، وكذا توفير فضاءات ثقافية !

وتبعا لذلك، نبهت منيب إلى أخذ أحسن الدروس من محطة كورونا، ولا مزيد من الاستغلال الدين لأغراض سياسية، وأنه لا بد من توفير أحزاب مستقلة تحترم نفسها وشعبها حتى ينخرط المغاربة في سياسة شريفة تخدم المجتمع. ففي الصدمات تتقدم المجتمعات، وبالتالي، لا بد من أن ننتقل إلى بناء يحترم القانون والمساواة أمامه، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وكذا نشر ثقافة الاختلاف والاحترام حتى نبني مغرب الغد، مغرب بلا ريع ولا احتكار، مغرب التضامن ليس فقط في الجائحة، مغرب ينصف الكفاءات والمصداقية.

وفي إطار الدور الذي يلعبه اليسار المغربي، أكدت منيب أن “المشروع اليساري مشروع يرتكز على تحرير الإنسان من الاستغلال والاستعباد والاستبداد، والتوزيع العادل للثروات، وعلى أن يعيش المغاربة بالكرامة،  مشيرة إلى أساس الصحة والمدرسة العمومية وتحرر الإنسان، في دمقرطة المجتمعات، وفي تحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. 

كما اعتبرت نبيلة منيب أن اليسار المربي يعيش التصحر الإيديولوجي، وبالتالي يشتغل اليوم على مشروع وحدوي مع أحزاب أخرى، لإعادة بناءه، ولديه مشروع يشتغلون عليه، وسيتم إخراجه للوجود في أزمة المغرب ما بعد كورونا، لتجاوز الجهل المقدس والمؤسس، لمغادرة التفاهة، والتمسك، في المقابل، بالتقدم والتميز، بمعية أناس مثقفين، لاستدراك الوقت الذي أهدره الحزب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد