الرائدة في صحافة الموبايل

التأثيرات النفسية لحالة الحجر الصحي على الكبار والصغار وأهمية التوعية من أجل الإهتمام بالصحة النفسية


سي محمد البلبال بوغنيم

  • فيروس كورونا “يحتجز” نحو أكثر من نصف سكان العالم في منازلهم وذلك تفاديا للتعرض لاختراق فيروس كورونا لأجسامهم هذا الفيروس الذي يتنقل بسرعة قصوى على عكس الفيروسات الاخرى، بحيث يمكن أن يسبب هذا الفيروس مشاكل متعددة  الى حد الوفاة، وذلك في حالات الإصابة الشديدة، كالالتهاب الرئوي، ومتلازمة الإلتهاب الرئوي الحاد، وقصور وظائف عدد من أعضاء الجسم.
  • يعد كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري الربو وأمراض القلب،  أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مما يؤدي إلى الوفاة و بالأخص لدى الأشخاص قليلي المناعة وأكثرهم الشيوخ.
  • وهنا أقف لأذكر بأهمية الصحة النفسية لتقوية مناعة الجسم وأن الأشخاص المضطربين 
  • والذين يعانون من أمراض نفسية وعصبية تكون مناعتهم قليلة.
  • أمام هذا الهجوم الكاسح للمرض الذي فرض قسرا على عالمنا حجرا صحيا،
  •  تبقى الصحة النفسية شأنها كشأن باقي أجهزة الجسم حيث من الممكن أن تتعب وتمرض وتحتاج للعلاج 
  •  لا داعي للخجل أو التلكؤ من الحديث عن الصحة النفسية فمن المهم الوقاية من الأمراض النفسية وعلاجها حين حدوثها.
  • أمام الوضعية الإنسانية المزرية التي تعيشها الدول الكبرى والمتقدمة عسكريا واقتصاديا  وأمام الكم الهائل ممن قضى على حياتهم وتم احراقهم مخافة العدوى ظهرت حالات كثيرة تعاني من الخوف المرضي.
  • قبل زمن كورونا كان الشخص الذي يخبر بأنه سيحجز لسبب أو لآخر  يحس بخوف كثير جدا اذا ما علمنا ان الخوف شعور انساني طبيعي شريطة ألا يتحول إلى خوف مبالغ فيه يتجاوز العادي، فيتحول إلى خوف مرضي تصاحبه أعراض كخفقان القلب و الرجفة والتنمل ويسبب تشويشًا كبيرًا في سير الحياة اليومية، في الأداء الوظيفي الحياتي  الاجتماعي، كما يسبب الشعورَ بتوتر داخلي وخارجي ذاتي كبير.
  • أما اليوم وبحلول هاته الجائحة وبشكل غير مفاجئ لكون الأخبار كانت تدور عن اجتياح كورونا لمدينة ووهان الصينية وبعدها اضطرادا  إلى ايطاليا ثم اسبانيا وفرنسا فالولايات المتحدة الأمريكية التي تزعم سيطرتها على العالم بل إلى كل دول الاتحاد الأوروبي

         وباقي دول العالم،  فبانتشار ووجود المرض و الإنتشار  الإعلامي المحيط بكورونا 

    شعر البشر بالقلق  L’anxiété فعلى مستوى الفرد هناك توتر قلق /حزن /اجهاد /غضب/ ألم إلى درجة الاكتئاب، نعم كبرت المخاوف مما زاد الطين بلة، على مستوى الجماعات  دخلت الأغلبية في هلع التبضع مخافة نقص المواد الغذائية أمام انتظارات الجميع بالقضاء على الجائحة المروعة.

  • ويمكننا أن نتوقع أن التأثيرات النفسية والضغط وكل المتغيرات المفاجئة التي حدثت  لدى الشعوب يمكن أن تتحول إلى احتجاجات وغضب ضد الحكومات والقطاعات الصحية من أطباء وممرضين وكل العاملين، فالشخص حين يشعر بالتهديد والضغط النفسي يتحول ما بداخله إلى انفعالات وسلوكات مضادة ضد الآخرين.
  • هذا على مستوى الدولة أما على مستوى الأسر فقد أدى الحجر الصحي ومن خلال ما نقرأ ونشاهد في وسائل الإعلام الرقمي فيديوهات أوديوهات يبان أن هناك تأثر نفسي فإما أن يكون ايجابيا أو سلبيا،  أحيانا يصل إلى صراعات بين أفراد العائلة مما يؤدي إلى التأثير السيكولوجي على أفراد الأسرة الواحدة فيما بينها مما يؤثر أيضا على الأطفال وتحصيلهم الدراسي وقد فضح كل هذا هشاشة عدد من المجتمعات من الناحية الإجتماعية و الإقتصادية ومن ناحية السكن الصحة والتعليم وعرى عن زيف المؤسسات التي كانت تقول دائما أن كل شيء بخير.
  • علما بأن للحجر الصحي تأثيرات نفسية مباشرة على الفرد والمجتمع من خلال وضعيات:
  • تغيير نمط الحياة وبشكل مختصر في الزمان والمكان.
  • الإحتكاك بين الأشخاص في مساحة مكانية محددة وأذكر على الاخص السكن الذي تقل مساحته عن 120 متر.
  • التحول من مجتمع  أسري منفتح ومفتوح الى مجتمع اسري منغلق أو مغلق.
  • تغيير أنماط الاكل والنوم.
  • الحجر الصحي الاجباري للبقاء في السكن.
  • التهويل والإشاعات.
  • معاناة الأسر والإحتكاك مع الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
  • الإستعمال المفرط لوسائل الوقاية أو المعقمات.
  • انتشار الخرافة والشعوذة عبر وسائل الإتصال الرقمية والسمعية البصرية.
  • تأثر أفراد الأسرة في حال وجود مريض بمرض عضوي والخوف من الذهاب للمستشفيات.
  • خوف الأبناء على آبائهم من وصول الفيروس إلى البيت عبرهم.
  • فالشائعات تضر بالصحة النفسية للناس وبشكل كبير الموجودون بالحجر الصحي فهم لا يجدون المعلومة إلا  في مصادر وسائل الإعلام، لأن المعلومة المشوشة تؤدي لدى جزء كبير من الناس إلى الإضطراب النفسي لذا يجب التأكد من المصدر ومن الجهات الرسمية الموثوق بها كالمؤسسة الرسمية الطبية التابعة لجهاز  الدولة وكذلك منظمة الصحة العالمية، فيتم التأثير وبشكل كبير على الأطفال الأبرياء والأشخاص الذين تعوزهم المعلومة الصحية الخاصة بهذا الوباء، فيسكنهم الخوف انطلاقا من التهويل والمبالغ فيه مما قد يصلهم  بالنسبة لحجم التهديد. فيشعر هؤلاء بالقلق بطريقة غير متناسبة مع الخطورة البسيطة والواقعية للفيروس.
  • وأحيانا يكون بعض المتداولين للخبر أكثر عرضة لخطر  الإضطراب النفسي، انطلاقا من الخوف المبالغ فيه والتهويل، أو اتباع إجراءات صحية غير معتمدة طبيا وغير موثوقة كالعلاج  بالأعشاب ومع الاسف نجد من يروج لهذا الدواء من الدكاترة المحسوبين على العلماء كالعلاج بالعسل وسكين جبير والثوم والبصل وغيرها من الأمور التي ليست علمية وغير خاضعة لشروط الفارمكولوجي.
  • أما الخوف فيحدث عندما يبالغ الفرد في الإجراءات الإحترازية  وبشكل يزيد عن المنطقي العقلي أو يتوقف عن ممارسة حياته اليومية، فالمرونة كوظيفة تنفيذية يجب ان يتم اعمالها حتى يتمكن الانسان من أن  يجد البدائل ويستمر في الحياة ورعاية أبنائه والتواصل مع الآخرين بطريقة ايجابية مع البحث عن البدائل الآمن كإلغاء الاجتماعات وإجرائها إلكترونيا.

يجب البحث عن بديل حتى لا يهزمنا الخوف القلق والتوتر الذي يخلقه الفراغ والروتين القاتل.

يجب ملأ فراغ الأطفال بالدراسة عن بعد حتى لا  تجد الأفكار المريبة مكانا لترسم في خيالاتهم حلقات سلبية من تاريخنا الإنساني الكوروني بحثا عن التوازن النفسي بعد سن الرشد.

  • الإهتمام بالشيوخ يعتبر ضرورة ملحة جدا فهم أكثر رقة من الأطفال كما أن لديهم ضمور على مستوى كل الأعضاء وكون الجينات المسؤولة عن ضعف النظام المناعي مما يتسبب في هشاشة الجسم وبالتالي إصابته.     maladie infectieuses بأمراض معدية يفقدون في جل الأحيان الجينات الخاصة بالمناعة فهم يتأثرون بشكل كبير جدا بالأخبار التي تصل عن الجائحة.
  •  كما أنهم معرضون في أي وقت للإصابة بالفيروس لأنهم قليلوا المناعة  و يجب دعمهم نفسيا و الإهتمام بتغذيتهم وملاحظة اذا ما ظهرت عليهم بعض الأعراض.

يجب على الآباء الإنتباه إلى ماقد يحدث من مشادات كلامية بينهما في حضور الأطفال خصوصا اذا وعينا بالألم والتأثر الذي يلحق الطفل  جراء هذا السلوك.

يجب توعية الأطفال بالنظافة وافهامهم حسب المرحلة العمرية ما هو فيروس كورونا، ولنسلم من شره نحتاج للنظافة والتعقيم المستمرين  والحجر الصحي والتضامن دون تهويل الأمور.

  • يجب ألا تنسى الأسر الهواء والشمس نظرا لما لبعض الفيتامينات من تأثير على الخلايا الدماغية كفيتامين د مثلا.

يجب تقديم المشورة والدعم النفسي لأسر الأطباء والممرضين وأن نثني عليهم باستمرار مع حثهم على اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم نقل العدوى لاهلهم وذويهم لكونهم على رأس الجبهة المقاومة لهذا الفيروس اللعين وما قد يخلفه هذا من ضرر نفسي على جميع أفراد العائلة الاصدقاء والجيران.

 لذلك وأمام هاته الظرفية الجد معقدة على المعالجين النفسيين وأطباء علم النفس وكل السيكولوجيين أن ينخرطوا بتفان وجدية في مد الدعم والمساندة النفسية للأشخاص الذين أصابهم الخوف المرضي من خلال تتبعهم لوسائل الإعلام السمعية البصرية ومن خلال الإشاعات الحقيقية والغير حقيقية التي تصل إليهم، هنا نجد أن عددا من الأشخاص قد يصابون بمرض الفوبيا  ولا بد من اعطاء تعريف ولو بسيط لهذا المرض النفسي الذي تصنفه منظمة الصحة العالمية كمرض نفسي اذا علمنا وعلمنا فقط أن أسباب الفوبيا حسب النظريتين التاليتين:

  • 1- نظرية التحليل النفسي التي تربط حالة الرُّهاب بالخوف من الإخصاء والذي مصدره مرحلة الطَّوْرِ الأُودِيبيّ (Oedipal phase).

2- النظرية السلوكية والتي ترجع الرُّهاب لوضع صعب حدث في الماضي، والمتعلق بمسبب الرُّهاب، لتقليد حالة رُهاب مشابهة موجودة عند أحد أفراد الأسرة او العامل الجيني الوراثي، أو لتلقي معلومات عن عامل مسبب للرُّهاب (على سبيل المثال مانسمعه عن كورونا او  الإيدز أو السرطان…الخ.

علاج فوبيا:

  • العلاج هو الوقاية الحقيقية من المرض لا يمكن التنبؤ بأسباب إصابة الشخص بالفوبيا، 
  • حاول السيطرة  على مخاوفك بوضع استراتيجيات واعمال الوظيفة التنفيذية المتعلقة بالتخطيط مع أولويات إدارة الوقت ومهام حياتك بثقة تامة وعزيمة نافذة. 
  •   تجنب تعاطي الكحوليات و النيكوتين والكافيين والمواد المخدرة لأنها مسبب للاضطرابات و القلق والفوبيا بأنواعها. 
  • حاول الاتصال بمتخصصين في العلاج النفسي السلوكي لأن العلاج الفعال للتخلص من الفوبيا

هو علاج الخوف المعمول به حاليا، للمظطربين نفسيا و المصابين بالرُّهاب، هو العلاج السلوكي المعرفي (التفكيري) (behavioural – cognitive)  قصير الأمد.

  • حاول الابتعاد عن  الدجالين والمشعودين ; les charlatans .
  • لذلك على والمعاجين النفسيين واطباء علم النفس وكل السيكولوجيين والمهتمين بالسيكولوجيا ورجالات الكوتشين المكونين تكوينا جيدا ان ينخرطوا في مد الدعم والمساندة النفسية لكل الأسر وللذين كانوا يعانون في صمت من اضطرابات نفسية

فكان فيروس كورونا كمحفز للمرض  النفسي مما أدى الى زيادة معاناة المرضى النفسيين وظهور  بعض الأمراض النفسية كالقلق، الإكتئاب، الوسواس القهري، الإضطرابات النفسية، الفوبيا (الرهاب – Phobia) وغيرها،  امراض أصبحت معروفة لدى الجميع هذه الأمراض لها طرق علاج مختلفة، منها العلاجات النفسية، العلاج السلوكي – الذهني والعلاجات الدوائية وكذلك العلاجات البديلة. بشكل نسبي.

وها هي اليوم ببلدنا المغرب تطلق عدة مبادرات من داخل الجامعات المغربية التي تدرس فيها مواد علم النفس من الاكلينيكي الى المعرفي إلى علم النفس الاجتماعي للمصاحبة والإنصات وتقديم العلاج للحالات التي تأثرت بموضوع الجائحة ومن خلال الحجر الصحي المفروض على الناس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد