الرائدة في صحافة الموبايل

حكومة الشباب الموازية.. اعتماد قانون مالية تعديلي مع إحداث ضريبة تضامنية على الثروة والتأميم المؤقت للمصحات الخاصة

في سياق التبعات الاقتصادية لحالة الطوارئ الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، ووعيا من حكومة الشباب الموازية بالظروف الدقيقة التي تجتازها بلادنا على كافة المستويات، وبالنظر لكون العالم يعرف حالة من التوقف الاقتصادي (standby économique)  بسبب تدابير الحجر الصحي الجماعي الذي اتخذته جل دول العالم من أجل محاربة الفيروس، وهذا التوقف ينعكس بشكل كبير على الاقتصاد العالمي الذي يجد نفسه في الطريق الى كساد غير مسبوق منذ أزمة 1929 وحالة تراجع اقتصادي عالمي هي الأخطر منذ اعتماد منظومة(bretton woods)  بريتون وودس عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. فمثلا يتوقع أن تعرف أمريكا انكماشا(récession)  اقتصاديا يفوق 3.3% سنة 2020 وأن تخسر حوالي 3.28 مليون منصب شغل وهو رقم يفوق بخمس مرات ما خسرته أمريكا من مناصب خلال أزمة  2008(crise des subprimes) ، ويرتقب أن تشهد دول الاتحاد الأوروبي حالات انكماش تصل الى 6% في فرنسا و 5 % في ألمانيا والحال يمكن أن يكون أكثر خطورة في إيطاليا وإسبانيا. وسيعرف جزء كبير من دول العالم الظاهرة الاقتصادية المعروفة بالرُّكود التضخُّميّ(Stagflation) ، وهي حالة نمو  (croissance)اقتصادي ضعيف وبطالة(chômage) عالية، يرافقه تضخم(inflation) مرتفع.

وحيث أن في المغرب، يمكن التكهن بنفس سيناريو الاقتصاديات العالمية لسببين رئيسيين مرتبطين بدرجة انفتاح الاقتصاد الوطني على العالم والذي يتجاوز 80% وثانيا بدرجة التوقف الاقتصادي ببلادنا خاصة على مستويات قطاعات السياحة والتجارة والخدمات والصناعة والفلاحة دون اغفال حالة الجفاف التي تمر منها البلاد. لكن الترابط (corrélation) بين مدة الطوارئ الصحية ومردودية الاقتصاد الوطني تبقى كبيرة حيث كلما زادت هذه المدة كلما اقتربنا من سيناريو الانكماش والعكس صحيح. وفي العموم يمكن توقع نسبة نمو 1 الى 1.2% كنسبة نمو في أكثر السيناريوهات تفاؤلا ونسبة انكماش قد تصل الى مستويات تفوق 6% في أكثر السيناريوهات تشاؤما. بجانب تقلص منظومة الطلب الخارجي الموجهة للمغرب وركود منظومة الطلب الداخلي على المستوى المتوسط نتيجة ارتفاع مستويات الاسعار.

فحكومة الشباب الموازية تدعو إلى:

  1. ضرورة أن يتم اعتماد “مشروع قانون مالية تعديلي” لإعادة النظر في منظومة موارد ونفقات الدولة واعداد إطار جبائي(cadre fiscal)  ينسجم مع الظرفية الاستثنائية للجائحة ويتيح موارد اضافية للدولة.
  2. احداث ضريبة تضامنية على الثروة، مع فتح امكانية المصالحة الجبائية بالمساهمة ب 30% من ديون الضريبة في الصندوق المرصد لأمور خصوصية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا.
  3. “التأميم المؤقت” للمصحات الخاصة وتقديم راتب شهري صافي لكل العاملين بها إسوة بنظرائهم في القطاع العام، وذلك في إطار المصلحة العامة ومقتضيات الدستور.
  4. نوصي بأن تستفيد الدولة من تصنيفها الائتماني المحترم وذو النظرة المسقرة حسب وكالات التصنيف الائتماني العالمية، لإصدار سندات سيادية  (obligations souveraines)خاصة بجائحة فيروس كورونا والاستفادة من رغبة المستثمرتين العالميين في تدبير مخاطرهم النقدية عبر الاستثمار في سندات سيادية مضمونة الربح ومحدودة المخاطر. خاصة وأن مشروع المرسوم بقانون يرخص ذلك لوزير الاقتصاد والمالية واصلاح الادراة حيث يمنحه حق تجاوز 31 مليار درهم التي هي سقف الاقتراضات المحدد بموجب المادة 43 من قانون المالية رقم 19.70، وذلك باصدار اقتراضات وكل أداة مالية أخرى.

وإذ تشد حكومة الشباب بحرارة على أيادي جنود الصف الأول لمكافحة الوباء ومن أمننين وأطر صحية ورجال ونساء الصحافة، فإنها تدعو بالرحمة للموتى وشهداء الواجب، وتدعو الشعب المغربي لمزيد من الصبر والالتزام بالتوجيهات الصحية والوقائية للسلطات العمومية.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد