الرائدة في صحافة الموبايل

عبدالوافي سعيد رئيس AMCN.. “كوكب الأرض يستعيد توازنه الإيكولوجي وشيئا من طبيعته الكونية”

حاوره عبدالعالي الطاهري – دنا بريس

▪︎ في سياق الطارئ الدولي المرتبط بوباء كورونا،ماهو البرنامج المعتمد من طرفكم في هذه الظرفية، كجمعية وطنية تعنى بقطاع النظافة وتدبير النفايات بالمغرب؟

•• في البداية اسمحوا لي أن أتقدم إليكم ومن خلالكم لمؤسستكم الإعلامية بالشكر العميم،أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع مكونات “الجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات”.
وجوابا على سؤالكم،أؤكد لكم وللرأي العام الوطني،أننا وضعنا برنامجا عمليا دقيقا يهم بالخصوص كخطوة أولى تعقيم جميع المرافق العمومية والشوارع،كل شركة حسب المدن التي تشرف على تدبير قطاع النظافة وجمع النفايات بها.وهي العملية التي شرعنا فيها مع بداية التوصل بالتوجيهات الملكية السامية الرشيدة وكذا القرارات الحكومية،الهادفة في شموليتها إلى تحصين وطننا ومواطنينا من آثار وتبعات هذا المرض الذي أثر في أغلب دول العالم.
كما،وفي ذات السياق،اعتمدنا في “الجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات”،على تبني آليات التنسيق فيما بيننا كمؤسسات وشركات عاملة في قطاع النظافة وجمع النفايات على مستوى تراب المملكة،تحقيقا لدورنا الأساس والجوهري،والمتمثل في توفير تعبئة جميع مواردنا وآلياتنا وكذا رأسمالنا البشري المؤهل تقنيا وعلميا،لتوفير بيئة نظيفة، عبر محاربة أي نوع من أنواع تراكم النفايات أو التلويث الإيكولوجي،وهو الأمر الذي مكننا،ولله الحمد،من تحقيق أهدافنا،بتنسيق وتعاون دائمين مع القطاعات الحكومية المعنية وعلى رأسها وزارة الداخلية ممثلة في السادة ولاة وعمال صاحب الجلالة على الجهات والأقاليم.

▪︎ يجري الحديث اليوم وفي ظل هذه الإكراهات عن الدور الكبير الذي تقوم به ما يصطلح عليها “الجبهة الأمامية” لمواجهة وباء كورونا،وعلى رأسها الهيئات الطبية والتمريضية والمؤسسات الأمنية والجيش والسلطات المحلية وبدرجة مهمة عمال ومستخدمي النظافة..تعليقكم على ذلك؟

•• أكيد،خاصة أن االأطقم الطبية والتمريضية والمؤسسات الاستشفائية المغربية أثبتت حساً وطنيا وإنسانيا صادقا وقدمت ولا تزال تضحيات كبيرة،في مواجهة هذه الجائحة التي قلبت موازين الشؤون اليومية لأغلب الأقطار والدول،بل وجعلت أقوى اقتصاديات العالم في مهب الريح،أمام عدو مجهول البنية والشكل،كارثي النتائج والتبعات.هذا مع التأكيد على الأدوار المحورية والمفصلية التي تقوم بها مختلف تشكيلات الأجهزة الأمنية،من شرطة ودرك ملكي،ومؤسسة الجيش الملكي التي نفتخر بها وبمهنيتها وخبرتها المشهود بها على المستويين الوطني والدولي،هذا علاوة على الدور الحيوي للسلطات المحلية،خاصة ارتباطا بعملها الميداني اليومي.
وفيما يخص عمال ومستخدمي قطاع النظافة،فإنني أؤكد لكم،وانطلاقا من خبرتي في الإشراف الإداري والتدبيري على مؤسسة متخصصة في مجال تدبير النفايات والتثمين الطاقي،فيجب أن يعلم الرأي العام الوطني،أن عمال النظافة المغاربة يقدمون عملا نوعيا جبارا،خاصة في هذه الظروف الطارئة والإكراهات التي نعيشها جميعا،إذ يعتبر قطاع النظافة قطاعا فارقا ومحوريا فيما يتعلق أولا بتوفير بيئة مناسبة للتنزيل السليم للخطة الوقائية والاحترازية التي تبناها المغرب مع بداية تفشي داء فيروس كورونا المستجد،إذ نقوم كشركات منتمية “للجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات”، تشرف على قطاع النظافة وتجميع النفايات بمختلف مدن وأقاليم المملكة،نقوم وفي جو يطبعه التنسيق الدائم مع السلطات المحلية،بتعقيم الشوارع والأزقة ومختلف المرافق العمومية وحاويات الأزبال،وقبل هذا وذاك،ومع التحاق العمال والمستخدمين بمقرات العمل صباح كل يوم،يخضع الطاقم البشري للتعقيم بغرف خاصة بهذه العملية،بعد ذلك يتم إجراء الخطوة الثانية اليومية والمتمثلة في التعقيم اليومي لجميع مرافق وأقسام ومصالح مقرات العمل،لتبدأ الخطوة المتعلقة بانطلاق الشاحنات والسيارات المخصصة لبرنامج تعقيم المدينة أو القرية وكذا جمع النفايات،هذا طبعا بعد أن تكون العربات (الشاحنات والسيارات) قد خضعت بدورها للتنظيف والتعقيم الدقيق،أولا احتراما للقواعد المهنية وللمواصفات المعمول بها دوليا في هذا المجال،وبدرجة أهم حماية لعمالنا ومستخدمينا،الذين أحييهم بهذه المناسبة على تضحياتهم العظيمة والتي سوف تبقى في سجلهم الوطني والإنساني قبل السجل المهني.

▪︎ ما هو تقييمكم إلى حدود الساعة بخصوص تأثيرات فيروس كورونا على المجال البيئي؟

•• سؤال عميق ويلامس نقطة ذات أهمية كبرى كنت راغبا في الإشارة إليها.
قد تستغربون مما سأقول لكنها الحقيقة،معلوم أن هذا الفيروس اللعين قد أخذ أعزاء لنا وأحباء الكثير منا،وأعني في وطننا العزيز وفي العديد من البلدان الصديقة والشقيقة،وأربك الاقتصاد العالمي،بل غير كل تفاصيل وترتيبات معيشنا اليومي،لكن وهنا عمق الحكمة الربانية،لقد استعاد كوكب الأرض توازنه الإيكولوجي مع جائحة كورونا،فهاهي السفن وقد رست في الموانئ دون حركة أو حراك،وهاهي الطائرات رابضة في مدرجات المطارات،لا إقلاع ولا هبوط،وها هي أغلب المعامل وكبريات المصانع العالمية في أعظم دول العالم كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، التي كانت تساهم بأكبر النسب في تلوث كوكب الأرض،وقد أعلن وتوقفت أدخنتها ومعه تلوثها الكارثي الذي أتى على الشجر والماء والهواء والبشر،ورغم كل الاتفاقيات والبروتوكولات ومؤتمرات “ال”Cop” للتغيرات المناخية،ظل الوضع يزداد سوءا يوم بعد يوم،خاصة بالدول ذات الإمكانيات والموارد المحدودة لمواجهة تبعات التلوث البيئي ومعه تبعات وعواقب التغيرات المناخية،لتأتي جائحة فيروس كورونا بإيجابية واحدة وكبرى وبدلالات ورسائل عميقة،أولها وأهمها: كوكب الأرض يستعيد توازنه الإيكولوجي وجزءا كبيرا من طبيعته الكونية.
الأكيد أننا نتضرع للباري تعالى أن يرفع عنا وعن البشرية جمعاء هذا البلاء والابتلاء،طبعا مع الاستمرار في الأخذ بالأسباب،المتمثلة أولا في الالتزام بالحجر الصحي وبالتعليمات الحكومية في هذا السياق وكذا تقديم المزيد من التضحيات وتظافر الجهود بين جميع المكونات المجتمعية،لكن يجب أن نأخذ العبر من هذه المحنة،أولا بالحفاظ على كوكبنا وثانيا الاقتناع التام أن الإنسان هو الرأسمال الأساس والمفصلي في مواجهة جميع المحن والتحديات التي قد تصادف الجنس البشري،وليست الجيوش الضخمة والأسلحة المتطورة ولا حتى كبرى البورصات العالمية المتحكمة في الاقتصاد العالمي وبدرجة أكبر في لقمة ومصير الدول الفقيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد