الرائدة في صحافة الموبايل

انتقال الكتاني إلى “جدة”.. انطلاقة حقيقية

دكتور حسناء الكتاني – مذكرات

حينما كان والد أبي – رحمهما الله – الشيخ العلامة “المنتصر بالله الكتاني” يقطن في مكة المكرمة كان قد عين أستاذا لمادة أصول الفقه في جامعة أم القرى و مستشارا للملك الصالح الشهيد “الملك فيصل بن عبد العزيز”، 

في تلك الفترة إقترح جدي رحمه الله على الملك تأسيس رابطة للعالم الإسلامي للاعتناء بقضايا المسلمين و خاصة  “الأقليات الإسلامية في العالم” و بالفعل أسست و عين مستشارا فيها.

ثم بعدها اقترح جدي فكرة تأسيس “منظمة المؤتمر الإسلامي” كبوتقة لجمع الدول الإسلامية داخل هيأة واحدة من أجل توحيد أهدافها و تنميتها فكان جدي رحمه الله أحد رؤساء الوفود التي ابتعثها الملك الراحل “فيصل” لإقناع الدول الإسلامية بالانضمام.

الغرض من تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي هو توحيد العالم الإسلامي تحت قوة واحدة منظمة تحل محل الخلافة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك اقترح جدي رحمه الله توحيد عملة الدول الأعضاء في المنظمة لتصبح “الدينار” الإسلامي و لتغدو قوة إقتصادية كبرى تنافس الدولار الأمريكي….

البروفيسور علي بن المنتصر بالله الكتاني، رفقة ضياء الحق الرئيس الراحل لدولة باكستان

إلا أن المشروع مات بعد اغتيال الملك رحمه الله سنة 1975م.

في تلك الحقبة كان العالم الإسلامي يرزح تحت التخلف و الفقر و التبعية الاقتصادية و العلمية، و كان اقتصادها يعتمد على تصدير المواد الخام ثم استيراد البضائع المصنعة، و لهذا فكرت “منظمة المؤتمر الإسلامي”  في التأسيس لإيطار عملي يكفل تضامن دول العالم الإسلامي فيما بينها في ميدان البحث العلمي (خاصة) فأنشأوا لهذا الغرض من بين ما أنشأوه ” المؤسسة الإسلامية للعلوم و والتكنولوجيا و التنمية”

أول توصية لإنشاء المؤسسة كان في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في كوالالمبور بماليزيا سنة 1974 م، و تم الاعداد للتدابير للتحضير لها.

وقع إجماع أعضاء المنظمة على اختيار والدي رحمه الله كمدير عام للمنظمة في آخر إجتماع لوزراء الخارجية سنة 1980 م ….و هنا كانت بداية الإنطلاقة العلمية و الدعوية. 

تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الإسلامية للعلوم و التكنولوجيا و التنمية (IFSTAD) كانت تتكون من هيئتين رئيسيتين:

المجلس العلمي: و كان يترأسه الرئيس التركي الشهيد تورغوت أوزال رحمه الله،

و المديرية العامة: و كان يترأسها د.علي المنتصر بالله الكتاني،

و كان رئيس اللجنة الدائمة للتعاون العلمي و التكنولوجي (التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي) حينئذ هو الرئيش الباكستاني الشهيد ضياء الحق رحمه الله،

و من هنا توطدت علاقة والدي مع هذين الرئيسين المجاهدين في الخفاء و اللذين تم اغتيالهما فيما بعد.

في المشاركة القادمة بإذن الله سأعرض أهم إنجازات والدي التي لم تستطع الدول الإسلامية إكمالها بغيره بالرغم من كل إمكاناتها إلى يومنا هذا….

يتبع…..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد