الرائدة في صحافة الموبايل

زهير دادي: الراحل “إيدير” فنان ببعد عالمي

تحاوره ألطاف أفتحي 

توفي الفنان القبائلي الكبير إيدير (حميد شريت)، مساء السبت بمستشفى “بيشا سان كلود برنار” في فرنسا، عن عمر يناهز 71 سنة بعد صراع مع مرض أصابه على مستوى الرئة، ويعتبر الراحل سفير الأغنية الأمازيغية في جميع أنحاء العالم، كما تعد أغنية “أفافا ينوفا”، أي “أبي ينوفا” واحدة من أشهر أغاني “إيدير”.

وعن الراحل أيدير واغنيته “أفافا ينوفا”، ستستضيف جريدتنا دنا بريس “زهير دادي”، لنتعرف أكثر على مسار الراحل.

نشكرك أستاذي الكريم زهير دادي على قبول دعوتنا ، ونشكرك على هذه الفسحة الفنية، وإذا سمحتم تجيبون على بعض الأسئلة:

كيف  تعرفت على الفن الذي  كان يقدمه القدير إيدير  ؟

 منذ ثلاثين سنة تقريبا، كان الاكتشاف الأول، على أمواج راديو ميدي 1 ذي التوجه المغاربي، وأنا ما أزال طفلا صغيرا، سأستمع للفنان القبايلي إيدير في أغنيته الشهيرة “بابا إينوفا”، وهي الأغنية التي ارتبطت باسمه منذ النشأة، وإن كان الراحل غزير الإنتاج باللغتين الأمازيغية والفرنسية.

كيف  يمكنك  ان تصف  لنا الفنان الراحل ؟

 إيدير، المغني المحترف والمثقف الهادئ والرصين، لطالما أبهر جمهوره بأدائه المبهر وإيقاعه المتميز، وكذا بتصريحاته الصحفية العميقة حول الهوية والقضية الأمازيغية تحديدا. لم أميز ذات يوم بين إيدير، عموري مبارك، المعتوب لوناس والوليد ميمون، هم وجوه متعددة لهدف واحد: الوفاء للقضية عبر الفن.

  ماهي الرسائل  التي كان يبعثها عبر فنه ؟

 إن أغنية واحدة من أغاني إيدير تعادل العشرات من المقالات والآلاف من الخطب السياسية للتعريف بالقضية الأمازيغية. والفنان إيدير ليس أمازيغيا وحسب، إنه فنان ببعد عالمي، ذلك أن عدالة القضية التي آمن بها والإيقاع الموسيقي الذي تميز به، جعلاه يتخلص من البعد الهوياتي الضيق في اتجاه الكونية. لم أنظر ذات يوم إلى إيدير بنظرة الوافد أو البراني، إذ طالما اعتبرته جارا عزيزا تصلني أهازيجه عبر النافذة، إنه ذلك الفنان البعيد القريب في الآن ذاته، إذ أستطيع استيعاب أغانيه من منظور إنساني وكوني صرف، وفي المقابل أجد فيها هويتي المفقودة. 

اشتهر الراحل بأغنية بابا اينوفا ، هل يمكنك أن تحدثنا قليلا عنها ؟

إن التقاسيم الموسيقية التي يستهل بها أغنيته “بابا إينوفا” تحبس الأنفاس، تهدئ الأعصاب وتُسَكِّر الروح حقا. وعلى مدى أربع دقائق وتسع وعشرين ثانية من عمر الأغنية، تحس على أن الأرض قد توقفت، لتعيد توغلها في ملكوت الرب بعد انتهاء الأغنية.
بابا إينوفا، تلك الأغنية  التي طاردت الفنان طيلة مشواره، حيث إن الجمهور غير المتابع عن كثب، لا يتذكر الفنان سوى عبر هاته الأغنية، وفي المقابل، فهي تشبه الابن البكر، إنها المدخل النظري القوي والقدرة على استكناه المستقبل، إنها بمثابة تتويج مسبق للأغاني التي ستليها، إنها ذلك الطفل الذي يرث صفات أبيه ويأخذ من ملامحه الشيء الكثير، ثم يخلف الأب بنتا أو ولدا آخر، غير أنه يُذكر دائما باسم ابنه البكر ويحمل كنيته: أبو الابن الأكبركذلك هي أغنية بابا  إينوفا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد