الرائدة في صحافة الموبايل

هذا ما أنتجته الشعبوية ووجود رجال دولة حقيقيين هو الحل

الدكتور سعيد جعفر

إن أصعب شيء يمكن أن يلحق مجتمعا سياسيا هو أن يكون حاكموه وطبقته السياسية شعبويون. وبدون شك فشعبوية ترامب وجونسون وبولسانو في البرازيل تؤدي إلى شقة كبيرة في القرار السياسي تنعكس على الناس وعلى اقتصاد واستقرار البلاد.

إن الشعبوي هو رجل سياسة ولا يمكن أن يكون ابدا رجل دولة، و تظهر تبعات الشعبوية أكثر في المحطات الصعبة من تاريخ الدول والمجتمعات.

إن نفس الشعبوي قصير جدا وهو محكوم بما هو تقني و بما هو انتخابي، ولا تشكل له الدولة أبدا خطة استراتيجية و غاية في ذاتها. فالدولة وأجهزتها ليست بالنسبة إليه إلا وسيلة للسيطرة على السلطة وإخضاع الناس.

إن عودة صغيرة لمسار بينتو موسوليني يؤكد هذه الحقائق، فهذا الرجل هو الذي قاد منظمة سرية تسمى الأيادي السوداء للسيطرة على السلطة وأدخل إيطاليا في اسوأ تجاربها في الاعتقال والقتل والنفي وأخرج إيطاليا منهكة ودولة صغيرة رغم تاريخها النهضوي المشرق.

الشعبوي هو منخرط في السياسة من موقع القيادة أو القواعد لا تؤهله كفاءاته الأكاديمية والسياسية لينتج أفكارا مبدعة وعبقرية، كما لا يمكنه أن يدفع الناس إلى الأمل والثقة في المستقبل.

ولهذا تجده دائما يتقوى بالتنظيم وبخطاب شعبوي ليس لإبداع الأفكار ولكن لمهاجمة خصومه و إختلاق المواجهات والبوليميك.

إذا كان في الحكومة يعتمد الديماغوجية و التسريبات وتبادل الأدوار وإطلاق الوعود الكثيرة وافتعال المواجهات مع المعارضة.

وإذا كان في المعارضة يلتجئ لمعارضة منبرية لا تؤدي إلا إلى تجييش المنتسبين وتجييش الخصوم.

الشعبوي في الحكومة لا يقوم بإبداع الحلول ولا يصنع الثقة في المستقبل.
والشعبوي في المعارضة لا يبدع مقترحات تساعد على تدارك الخصاص.

في المرحلة ما بين 2011 و2016 وبالتزامن مع الإكراهات العالمية عشنا أسوأ مراحل الشعبوية، رئيس حكومة شعبوي أقرب إلى الحلايقي وأمناء عامون للأحزاب شعبويون اكتفوا بصراع ديكة.

إن الفراغ الذي نعانيه اليوم أغلبية ومعارضة هو نتيجة لشعبوية هذه المرحلة التي انتجت طبقة سياسية اصغر من تحديات البلاد، ولهذا ترتفع الأصوات بتدخل ملك البلاد لتعيين حكومة حقيقية تتعرض للتحديات الاقتصادية والاجتماعية في السنتين المقبلتين.

بعد الحجر الصحي ستتوقف الدولة عن دعم المتضررين و ستعاني المقاولات جدا وسنكون أمام مشاكل اجتماعية كبيرة قد تهدد الاستقرار الاجتماعي، فهذا ما أنتجته الشعبوية ووجود رجال دولة حقيقيين هو الحل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد