الرائدة في صحافة الموبايل

مصطفى الحسناوي: النشر الإلكتروني دمقرطة شاملة تقفز على منطق المنع والمصادرة

حاورته الإعلامية نادية الصبار

في تجربة جديدة ومتميزة ، نشر الصحافي مصطفى الحسناوي كتابه “سجون وأشجان ” في نسخة إلكترونية، على موقع أمازون الدولي، وهو الكتاب الذي سبق له أن صدر في نسخة ورقية.

هذه التجربة التي قال عنها في تدوينة على فايسبوك “إذا نجحت سأعممها و سأنشر بقية كتبي مستفيدا من الأخطاء الفنية والتقنية والمطبعية، بما في ذلك كتابي الجديد، الذي تعذر نشره ورقيا لأسباب عديدة”.

وبالمناسبة كان لجريدتنا دنا بريس هذا الحوار مع الصحافي والكاتب مصطفى الحسناوي .

في تجربة جديدة، قمت مؤخرا بنشر كتابك “سجون وأشجان” إلكترونيا، لماذا التجأت للنشر الإلكتروني رغم أن الكتاب منشور ورقيا؟ 

أولا قمت بذلك لتمكين القراء الذين لم يصلهم الكتاب الورقي، من قراءة كتابي.

ثانيا أردت توسيع دائرة قرائي، خاصة أن موقع أمازون الذي نشرت من خلاله هو موقع عالمي.

ثالثا هي تجربة إذا نجحت سأعممها على بقية كتبي، خاصة أن لي تجربة سيئة مع النشر الذاتي ورقيا.

هل يمكن أن تحدثنا عن هذه التجربة السيئة وعن الأسباب التي جعلتك تتجه للنشر والتوزيع الذاتي، وليس لشركة توزيع؟

عندي تجارب كثيرة مع النشر، يمكن أن ألخصها لك في:

التجربة الأولى كانت تنقصني المعلومات والخبرة، ولم أكن أعرف شركات التوزيع وكيف تعمل، ولم أجد دار نشر تتكلف بطبع ونشر كتابي الأول، فطبعته على نفقتي، ووزعته بشكل محدود على المكتبات.

 أما كتابي الثاني فقد تكلفت بطبعه أيضا على نفقتي، لكنني تعاقدت مع إحدى شركات التوزيع، تفاديا لتجربة النشر المحدود التي مررت بها، وهكذا وقعت عقدا كل بنوده لصالح الشركة الموزعة، بنسبة أرباح تكاد تصل لنصف مبلغ البيع، لكن قلت لابأس إذا كان الكتاب سيتم تعميمه على مكتبات وأكشاك المغرب، لايهم الربح المادي، يكفي أن يصل كتابي للقراء، لكن كل حساباتي كانت خاطئة، طريقة التوزيع محفوفة بمجموعة من الأخطاء والتجاوزات، التي لاتساهم في انتشار الكتاب، أذكر على سبيل المثال، أن الكتاب حين يصل للكشك، يتم إهماله أو عدم إظهاره أو نسيانه ضمن مجموعات الكتب القديمة، وبعض الكتاب يمرون على الأكشاك للمطالبة بعرض كتبهم بشكل واضح، وهذا أمر متعسر ومستحيل القيام به، إذ هو من مهام الناشر، وكم من مرة ذهب صديق أو قارىء عند صاحب كشك ولم يجد الكتاب، بل يسأل عنه فيقول البائع إن الكتاب غير موجود، لأنه يكون قد نسيه، ولو كانت شركات التوزيع تراقب الأكشاك وتقوم بدورها لتجنبت مثل هذه الأخطاء، بعد ثلاثة أشهر يتم جمع الكتب التي لم تبع، وتحصى، وتتصل بك الشركة، إذا أردت توزيعها مرة اخرى أم تكتفي، المهم بعد آخر عملية جمع، تأخذ ثمن المبيعات، والكتب التي لم يتم بيعها، تجدها في حالة مزرية بالية مقطعة، تعرضت للشمس الحارقة والأمطار والغبار… ولايوجد أي بند يعوضك عن هذه الخسارة، المبلغ الزهيد الذي تحصل من بيع الكتب، تأخذ منه الشركة أزيد من أربعين في المائة، وما تبقى تغطي به أنت نفقة الطبع، وغالبا لاتغطي تلك النفقة، مع وجود كتب لم يتم بيعها، ولم تعد صالحة للبيع.

 في التجربة الثالثة عدت للتوزيع الذاتي، فوزعت أيضا بشكل محدود.

ثم في تجربة رابعة بالتزامن مع معرض الكتاب الدولي الأخير، تعاقدت مع دور نشر، لنشر كتاب مهم جدا وغير مسبوق، لكن تدخلات جهات معينة اتصلت بدور النشر تلك، ومنعت طبع الكتاب، وربما أتكلم عن هذه الحادثة بالتفصيل مستقبلا.

 لذلك خضت الآن تجربة النشر الإلكتروني، تفاديا لكل هذه العراقيل والمشاكل والخسائر المادية، ولأعممها إذا نجحت على بقية كتبي.

قلت خسائر مادية هل يمكن أن تطلعنا عليها؟

التكلفة في التجربتين الأولى والثانية كانت عشرين ألف درهم العشرة آلاف درهم الأولى، لم أقبض منها سنتيما واحدا، بحكم التوزيع كان محدودا، وأيضا لم أتحاسب مع المكتبات. والعشرة آلاف الخاصة بالكتاب الثاني، أخذت من شركة التوزيع حوالي أربعة آلاف درهم، وماتبقى من كتب، وزعته يدويا في حدود خمسة آلاف درهم أخرى، المجموع تسعة آلاف، يعني خسرت ألف درهم، وبقيت لي نسخ كثيرة من الكتاب، بعضها صالح للبيع وبعضها غير صالح، بسبب مشاكل التوزيع التي ذكرت لك.

هل يعوض النشر الإلكتروني، النشر الورقي؟

لكل منهما سلبياته وإيجابياته، والنشر الإلكتروني إيجابياته أكثر، من ناحية الانتشار وتخطي الحواجز والعراقيل والمنع، النشر الإلكتروني يمكن أن نقول إنه عملية دمقرطة للنشر والتوزيع، تتجاوز منطق دولة القمع والمنع والاستبداد والتحكم والتدخل والوصاية والتعليمات، التي لا يزال البعض يتعامل بها في القرن الواحد والعشرين، معتقدا أنه يتحكم بكل شيء.

النشر الإلكتروني يصل مباشرة للقارئ، متخطيا كل تلك الوسائط التي يمكن أن يتم التحكم بها أو الضغط عليها.

بالعودة إلى كتاب “سجون وأشجان” لماذا إعادة نشره هو بالضبط، هل هو تجديد للبوح في ظرف آخر تعيشه كلاجئ سياسي؟ 

عندي ارتباط عجيب بهذا الكتاب، رغم أنه كان من الممكن أن يكون أفضل وأكبر حجما، لكن كنت طبعته في ظروف استثنائية، ومع ذلك فهو توثيق لتجربة ومحنة لا تريد أن تنمحي من ذاكرتي، لكن صراحة اختياره للنشر إلكترونيا كان اعتباطيا، ومع ذلك فقد قلت أني سأنشر باقي كتبي المطبوعة وغير المطبوعة.

كم عددها؟

المطبوعة ثلاثة كتب، وغير المطبوعة ثلاثة منها جاهزة للنشر، واثنان آخران يحتاجان لبعض العمل والتعديل والمراجعة

ألم توحي إليك لحظات تعيشها وحيدا مغتربا معزولا عن الوطن مرتين، اللجوء والحظر وحالة الطوارئ، بأن تكتب رواية جديدة من وحي لحظات تعيشها في سجون كورونا وشجونها؟

سؤال جميل كأنك تقرئين أفكاري..

نعم أنا بصدد الانتهاء من رواية، من وحي هذه الظروف التي نعيشها، رواية تدور أحداثها حول موضوع كورونا والزلزال الذي أحدثه هذا الوباء، على مستوى المعتقدات والأفكار والسياسات والمصالح والتحالفات…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد