الرائدة في صحافة الموبايل

المنتدى الدولي للإعلام والتنمية ينظم ندوة دولية حول موضوع: “المجتمع المدني وأزمة كورونا..مقترحات ومبادرات مشتركة”

عبدالعالي الطاهري – دنا بريس

في سياق الأنشطة التي أطلقتها مجموعة من الفعاليات المدنية والمجتمعية الوطنية والدولية في ظل الطارئ العالمي المرتبط بجائحة كورونا،نظم المنتدى الدولي للإعلام والتنمية يوم السبت 16 ماي 2020 عبر تقنية “زوم “،ندوة دولية حول موضوع “المجتمع المدني وأزمة كورونا..مقترحات ومبادرات مشتركة لمواجهة الوباء وتدبير مرحلة ما بعد الجائحة” .

وقد شهدت هذه الندوة العلمية الدولية مشاركة مجموعة من الأطر القانونية ومحامون وإعلاميون وفعاليات جمعوية من توجهات ومرجعيات متعددة.

وكانت الكلمة التقديمية للأستاذ عثمان بنطالب مدير الندوة ورئيس المنتدى الدولي للإعلام والتنمية ،والتي أشار من خلالها إلى أن تنظيم هذا النشاط العلمي والجمعوي يأتي تماشيا مع الوضع الذي يعيشه العالم في ظل فيروس كوفيد 19، كما بسط المحاور التي سيتم مناقشتها خلال الندوة،والمتمثلة في محورين أساسيين : أولا “تعامل المجتمع المدني مع أزمة فيروس كورونا”، و المحور الثاني وهو المتعلق “بالمجتمع المدني ومرحلة مابعد الجائحة”.

وقد عرفت هذه الندوة الدولية مجموعة من المداخلات الوازنة والتي حملت العديد من القيم المضافة والمقترحات البناءة. فكانت مداخلة الأستاذة فاطمة بلعربي الإعلامية والجمعوية من العاصمة الفرنسية باريس، حيث أشارت إلى أن وباء كورونا حال دون تنظيم الكثير من البرامج واللقاءات الدينية والثقافية التي كان مبرمجا لها ،كتنظيم يوم الإفطار الرمضاني الذي يتم خلاله تنظيم إفطار جماعي بين كل الأطياف الدينية في أجواء يطبعها التعايش الإنساني والحضاري وتكامل الثقافات والعادات.

وأكدت الأستاذة بلعربي،أنه تم تخصيص مساعدات مادية ومعنوية من طرف المجتمع المدني للطلبة المسلمين والمغاربة العالقين في فرنسا ، لكن يبقى هناك مشكل واحد هو عدم القدرة على نقل المواطنين المغاربة الذين توفوا بالديار الفرنسية سواء بفعل وباء كورونا أو لأي سبب آخر .

بعد ذلك جاءت مداخلة الأستاذ عبدالعالي الطاهري عضو المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان ومدير الأسبوعية الوطنية “الأصداء الجديدة “،مشيرا إلى أن دستور 2011 جاء بمستجدات جديدة وهامة وعلى رأسها آلية الديمقراطية التشاركية التي جعلت من المجتمع المدني المغربي ليس فقط فاعلا جمعويا يؤطر ويلعب دور الوساطة بل فاعلا ميدانيا يؤثر في المشهد اليومي،من خلال الوقوف على احتياجات شرائح مجتمعية عريضة والعمل إما على تنزيلها على أرض الواقع أو نقلها بتصور ورؤية واضحة البنية إلى الجهات الحكومية والدوائر المسؤولة، خاصة في ظل غياب دور الأحزاب السياسية كمؤسسات للوساطة بين الدولة والمواطن.

وأكد الأستاذ الطاهري أن المجتمع المدني كان له دور مهم في عملية التحسيس والتوعية،في ظل هذه الجائحة، وذلك بالتأكيد على ضرورة احترام إجراءات ومقتضيات الحجر الصحي وضرورة التعقيم إلخ..،وأيضا دوره في توفير مؤن غذائية.

وأشار السيد عبدالعالي الطاهري أن المغاربة تأكدوا في ظل جائحة كورونا من الصنف الأصيل و الحقيقي من المجتمع المدني الذي يخدم وطنه ومواطنيه بصدق وأمانة ودون انتظار مقابل،وليس فئة الجمعيات والمنظمات التي تسترزق باليتامى والمتخلي عنهم ومصائب الناس ونوائبهم.

هذه الندوة الدولية شهدت أيضا مداخلة الدكتور الحسين السباعي، المحامي بهيئة أكادير والباحث في الإعلام والهجرة، والذي أشاد بالمجهودات التي قامت بها الدولة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس ، وأكد أنه لا أحد اهتم جديا بالدور الحقيقي الذي لعبه ويلعبه المجتمع المدني وعلى قدرته على تحمل المسؤولية إلا بعد دخول المغرب مرحلة الحجر الصحي،حيث ظهرت المبادرات التوعوية والتحسيسية التي قام بها.

وأشار السيد السباعي إلى أن هذه المرحلة ليست مرحلة لنشر الأخبار الزائفة وزعزعة الاستقرار الاجتماعي ، بل هي مرحلة تظافر الجهود والسعي إلى تحقيق مفهوم الأمن الاجتماعي في أبهى تجلياته المواطناتية وكذا ترسيخ قيم التعاون و مد جسور الثقة بين مؤسسات الدولة والأمة المغربية.

ليضيف الدكتور السباعي بأننا نعيش مرحلة يجب أن يكون فيها هدفنا الأسمى هو بناء دولة تقوم على أساس تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعي وكذا الاعتراف بالكفاءات الوطنية وقيمتها ومردوديتها على مستوى خدمة الوطن والمواطن.

الدكتور إبراهيم الشعبي الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال ورئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان،ثمَّنَ عقب مداخلته القيمة،الدور المفصلي الذي لعبته المؤسسة الملكية من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات،وفي مقدمتها تأسيس صندوق خاص بمواجهة جائحة كورونا،وهو ما ساهم في تحريك جميع أو أغلب المكونات المجتمعية خاصة الهيئات والمنظمات المدنية،التي أكدت على علو كعبها خاصة على مستوى الترسيخ الفعلي لثقافة تدبير الأزمة.

فجاءت الحملات التحسيسية والتوعوية بخطورة الفيروس مع ضرورة الالتزام التام بالمقتضيات القانونية التي جاء بها مرسوم القانون المتعلق بالحظر الصحي،مؤكدا على أن المجتمع المدني سواء كان في المغرب أو في فرنسا،قد كان في مستوى الانتظارات والتحديات المرتبطة بتبعات وتداعيات فيروس “كوفيد 19”.

ونوَّه الدكتور الشعبي بالمنهجية التي تبنتها أغلب هيئات المجتمع المدني من خلال الاستثمار والتوظيف الأمثل لوسائط التواصل الاجتماعي، خاصة إطلاق مجموعة من الهشتاغات من قبيل الهشتاغ العالمي الذي أطلقه المنتدى الدولي للإعلام والتنمية تحت عنوان “يا مغاربة العالم مصيركم مصيرنا”،وهو الهشتاغ الذي لاقى إقبالا وتجاوبا كبيرين من مختلف الأطياف المجتمعية على المستويين الوطني والعالمي.

وخلُص المشاركون في هذه الندوة الدولية إلى مقترحات أهمها : أن وباء كورونا شكَّل رسالة إنسانية للعالم حتى يتحد ويحافظ على البيئة،مع الدعوة إلى ضرورة دعم الجمعيات الصغيرة التي كانت في الصفوف الأمامية في مواجهة كورونا دعما ماديا ومعنويا ، وكذلك يجب على الجمعيات والمنظمات المدنية التي بصمت هذه الفترة من الحجر الصحي بعملها الوطني المسؤول،أن تضع تصورا مؤسساتيا طبقا لأحكام الدستور ووضعه لدى رئاسة الحكومة،في أفق خلق آلية تشاركية مستقبلا بين الدولة والفاعلين المدنيين الحقيقيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد