الرائدة في صحافة الموبايل

د. محمد هاشم التيال الطبيب والمحلل النفساني في حوار حول سلوكيات الأفراد النفسية والسلوكية زمن الحظر

حاورته الإعلامية ألطاف أفتحي

يعد الحجر الصحي الإجراء الأنجع لتفادي انتشار جائحة كورونا، لكنه في نفس الوقت ليس بالأمر الهين، بل إنه ظرف استثنائي وغير مسبوق . لذلك فلمن الطبيعي أن يخلف هذا الوضع آثاراً نفسية وجسدية وسلوكية لديهم ، و لهذا الغرض استضافت جريدتنا “دنا بريس الدكتور محمد هاشم التيال” للإجابة على مجموعة من الأسئلة المتعلقة اساسا بسلوكيات الفرد .

نرحب بالدكتور محمد هاشم التيال طبيب نفسي و محلل نفساني بالدار البيضاء و نائب الرئيسة الفدرالية المغربية للصحة النفسية و مسؤول على الخلايا النفسية والتربوية والإجتماعية التي أنشاتها الفدرالية.

نود في الاول أن نعرف ماهي الدوافع النفسية والإجتماعية التي تدفع المواطن لخرق الحجر الصحي رغم وعيه بخطورة الفعل قانونيا وصحيا ؟

إجابتي على هذا السؤال سأقسمها إلى ثلاثة انواع من المواطنين الذين يخرقون القانون ، فالنوع الأول مواطنون غير مسؤولين حيث أن أناهم الأعلى لا يجعلهم يشعرون بخطأهم و هم في حقيقة الأمر يشكلون خطورة على ذواتهم و على محيطهم ، يعني ثمة إشكال في شخصيتهم ، و هذا النوع تجدهم في أغلب الأوقات في وضعية خرق للقانون د كمثال في السياقة تجده دائما يتجاوز السرعة المسموح بها ، فشخصيتهم تكون قائمة على التجاوز .

أما فيما يخص النوع الثاني فهم مواطنون يستهينون بكل الأمور و لا يحملون أمرا على محمل الجد ، و ينفون الأمر ويقولون ” ذاكشي ديال الله ماشي د العبد …” ، فهؤلاء ليس لديهم وعي كافي بما يقع .

والصنف الأخير يتعلق بفئة المراهقين و الذين يعتبرون تحدي القانون عادي ، فبمجرد منع أمر ما إلا و يحاولون القيام بالأمر الممنوع ، كذلك لا يملكون الوعي الكافي لتقدير حجم ومدى المخاطر ، فلذلك نراهم يقومون بأشياء خطيرة ك ” الإلتصاق بالشاحنات و السيارات” أو انهم” لا يلتزمون بوضع الخوذة على رؤوسهم عند سياقة الدراجة النارية ” فمن الضروري القيام بتوعيتهم .

تزامن تمديد الحجر الصحي مع شهر رمضان ، حيث اختفت كل الشعائر والطقوس والعادات الرمضانية ، فهل لهذا الأمر تأثير ؟

بالفعل هناك تأثير سلبي ، من المعلوم ان رمضان يتميز باجتماع العائلة و صلة الرحم والترابط الإجتماعي الذي يكون حاضرا بقوة ، ومع ذلك فهذا امر يمكن تجاوزه ، إلا ان الكل يجمع على أن غياب الأمور المتعلقة بالجانب الروحي هي المشكلة الأساس، فالتوازن النفسي رهين بالجانب الروحي ، وهذا أيضا لا يعني أنه لا يمكن استحضاره ، كما يجب أن أشير إلى أن مرحلة الحجر الصحي صعبة على الجميع ، لذلك ظهرت خلال هذه الفترة مجموعة من الإختلالات النفسية و بعض الأعراض التي تدل على وجود مرض نفسي معين

هل للعقوبة بسبب خرق حالة الطوارئ الصحية تأثير على الموطنين و المواطنات ؟

من الأشياء المتفق عليها أن اي دولة يسيرها قانون و كل من قام بخرقه سيعاقب ، بداية أود أن أغتنم الفرصة لأقدم الشكر و الإمتنان لكل أجهزة الدولة التي اتخذت اجراءات وطبقتها بطريقة متساوية و بدون تمييز ، كما أود بالمناسبة الإشارة إلى أنه في غالب الأحيان بقيت المسألة في حدود التحذير ولم تتعداه إلى الاعتقال والمحاكمة إلا عند الضرورة ، أما فيما يتعلق بمسألة التأثير هل بالفعل هناك عواقب ، نعم هي موجودة وحاضرة و التي تتمثل في تهديم و تدمير شخصية الإنسان .

ماطبيعة الإستشارات التي تقومون بها في المبادرة المجانية التي أعلنتم عنها ؟

المبادرة موجهة للعائلات الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية ، ومن لديهم حالات مرض تزعج المحيط ، ومن يجدون أنفسهم تائهين و لا أحد ينصت لهم ، فهنا يبداون بالبحث عن الطبيب للبوح بمعاناتهم ، فهؤلاء الناس كانوا يقومون بانشطة خارج المنزل و بهذا تصبح الحالة مضاعفة و معقدة ، الفرصة اليوم امامهم ليتصلوا بالكاتب العام للفدرالية و هو الذي يوجه المكالمات نحو الطبيب النفساني الذي يكون معهم من الرابعة زولا إلى غاية السادسة مساءا ، و الأمر نفسه لمن اراد نصيحة في المجال التربوي أو أية مساعدة إجتماعية .

رسالتك الأخيرة ؟

التجربة التي نعيشها اليوم هي إيجابية لأنها اعادت النظر في مجموعة من العلاقات واهمها العلاقة الإنسانية التي انعدمت في زمن ما قبل كورونا ، المرحلة ستسمح لنا باكتشاف ذواتنا ، كما تبين أن البلاد قادرة على الإشتغال بكفآتها و تخصصاتها ، كما أنها محطة لإسترجاع الثقة ببلادنا و هذه فرصة لتقدم وازدهار المغرب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد