“اوكني اهرو ” المدير بالنيابة بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالراشيدية.. “طلبت الإعفاء لأني أريد أن أنهي مساري المهني بكرامة “

الإعلامية نادية الصبار – دنا بريس

في الوقت الذي يتهافت فيه الجميع على المناصب والدرجات العلا ، تجد آخرين ولو انهم قلة يتنصلون من المناصب ويطلبون الإعفاء منها .

إنها قصة ” اوكني اهرو ” المدير بالنيابة بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالرشيدية ، الذي يتقلد عدة مناصب بالانتداب ، فإلى جانب منصب مدير بالنيابة فهو يتقلد منصب كاتب عام بالنيابة .

سبق ل”اوكني اهرو ” أن عين سنة 2012 كاتبا عاما ومع الهيكلة الجديدة استمر كإطار بوزارة الصحة يقوم بمهامه كموظف ومؤطر لمهن التمريض، إلى أن تم تعيينه ومن جديد في 1. 1 . 2017 من طرف المدير الجهوي في منصب مدير بالنيابة في المعهد العالي لمهن التمريض والتقنيات الصحية ،  بنفس السنة كذلك يتم تعيينه   بالنيابة ولذات المنصب ، لكن ؛ هذه المرة من طرف وزير الصحة ، وتعيينه كاتبا عاما كذلك.

“مجرد تعيينات لمناصب ومسؤوليات ودون حوافز أو تعويضات” ، يصرح  “اوكني ”  لجريدتنا دنا بريس ، لأن المنصب بالنيابة لا يقابله منصب مالي ، ليستمر في مقاضاة نفس الأجر ودون أدناه امتياز أو تعويض نظير ما يقوم به من جهود .

هذا وقد تقدم فيما مرة لاجتياز مباراة التوظيف من أجل مناصب المسؤولية ، لكنه يتفاجأ بعدم التبليغ عن نتيجة المباراة ، وللإشارة فقد كان المرشح الوحيد الذي يتقدم للمنصب الذي يتبارى فيه .

قضى “اوكني اهرو ” سنوات يمارس فيها مهام شتى ويتولى مسؤوليات عدة ، كما تخرجت في عهدته أربعة أفواج والخامس في طريقه نحو التخرج .

طيلة مدة عمله من خلال شهاداته وإفاداته بالوثائق والصور ؛ قام بمجموعة من الانجازات التي يقول أنه من المفروض أن يثنى عليها لا أن يهان أو يذل.. تطوع “اوهني” بمحض إرادته الحرة لبناء بئر وتجهيزه وتسخيره لخدمة المعهد ، معتمدا في ذلك على صلاته بجمعويين  -بحكم أنه ابن الراشدية – الذين تطوعوا ومن مالهم الخاص لبناء البئر وتجهيزه .

وفي نفس السياق وسعيا من إدارة المعهد لتخفيف وطأة الحر عن الطلبة  الوافدين خصوصا في الفترات التي تشتد فيها الحرارة بمدينة الراشيدية ، قام “اوهني” باستقدام مبردات  من طرف جامعة  آل جابر القطرية .

في عهدته كذلك ، تم تشجير المعهد ب 200 شجرة قدمتها إدارة المياه والغابات بطلب من المدير بالنيابة ، والتي اشرف على غرسها طلاب وطالبات المعهد ومكونيه بشكل تطوعي .

كما تمت في عهدته إنشاء مكتبة بمساهمة من طرف جامعة آل حمد القطرية وبتنسيق مع  سفارة قطر بالمغرب ، والتي مكنت المعهد من 125 صندوق ملأى عن آخرها بالكتب ، والتي لا زالت تؤتت فضاء المكتبة إلى اليوم ، أضف مبادرات أخرى .

كما لم يفت “اوكني هرو ” أن جعل التربية البدنية نشاطا من بين الأنشطة الموازية داخل المعهد ، حيث سهر على إحداث نادي رياضي للإناث والذكور ، ومثلها للفن ، حيث تم إحداث نواد فنية مختلفة تتماشى وحاجات الطلبة وإيمانا بما لهذه النوادي من أهمية لتكوين متكامل .

كما نظمت إدارة المعهد في شخص” اوكني هرو ” الملتقى الوطني الأول حول التغذية بجهة درعة تافيلالت .

وفي إطار الانفتاح على الكفاءات الدولية تم توقيع شراكة وتشبيك مع جمعية خيرية فرنسية ” نقطة ماء ” يؤطرها مجموعة من الأطباء والأطر التمريضية الكفؤة .

يقول المدير المنتدب السابق “اوكني هرو ” عن طلب الإعفاء رغم كل هذه الانجازات طيلة عهدته كمدير بالنيابة والتي اتمت عامها الرابع كإطار  خدم قطاع الصحة  لمدة تفوق 30 سنة ..  “أنه ليس سهلا أن تنهي مهامك بنفسك وتطلب الإعفاء لولا مشاق المهام ، وفي غياب تام للموارد البشرية وغياب كلي لأي تعويض ممكن ، فلا زلت اتقاضى مرتبي كموظف لا أقل ولا أكثر ، بل ما حز في نفسي ؛ انه بعد تعديل قانون المعاهد العليا لمهن التمريض والتقنيات الصحية ،  والذي كان وراء استخلاص تعويضات تصرف لفائدة اطر المعهد ، أن تم خصم التعويضات لسنة كاملة والتي استفدت منها كمدير بالنيابة لسنة 2011 و بأثر  رجعي، هل يعقل ؟! ” يصرح” اوكني” لجريدتنا “دنا بريس “.

فمع عدم استجابة وزارة الصحة لمنحه اطرا ومساعدين وتوفير النقل وتعويضات التنقل، إذ تتطلب منه المتابعة أن يكون في عين المكان للسهر على الدورات التدريبية الميدانية للطلبة والطالبات .

كما أن طلب الإعفاء الذي تقدم به للوزارة الوصية يخص كل المناصب والمسؤوليات ، ف”اوكني ” لا يفهم كيف يتم إعفاؤه من منصب مدير بالنيابة ولا يتم إعفاؤه من منصب كاتب عام بالنيابة ؟!