الرائدة في صحافة الموبايل

البام.. رسالة “المتوكي” إلى الرفيق “اعميار” فيما قيل وسيقال عن نجاح المؤتمر الوطني الرابع

ذ. محمد المتوكي / شريك في رئاسة المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة و المعاصرة


درج في القاموس السياسي ان الديمقراطية تعتبر أكثر النظم مزايا و أقلها عيوبا و اقربها للكمال ، او كما وصفها ونستون تشرشل بأنها أقل النظم سوءا ، لكنها تصير أكثر بؤسا حينما تتحول إلى ” لعب الدراري ” ، وقديما قال المغاربة ” الي تحسر مع الدراري كيصبح فاطر “

رفيقي العزيز ، من المؤسف حقا ان نبذل مجهودات خارقة في التنجيم والتنبؤ غير البريئين لاجل اتهام رفاقك في التجربة بمحاولة تهريب الحزب و الاساءة لمشروعه السياسي ، والحال ان الجميع داخل الحزب ، وبمؤشرات قابلة للقياس منخرطون في تنزيل مخرجات المؤتمر والتعبئة لمراحل سياسية حاسمة في تاريخ المغرب الحديث قد تفضي لمرحلة إجماع وطني ثانية وبناء معالم جديدة للعمل السياسي ويجب ان نستعد له في جو خال من منسوب المؤامرة والتشكيك .

رفيقي العزيز ، مايحدث الآن بحزبنا هو ضخ منسوب نوعي من الوعي الجماعي داخل هياكل الحزب وطموح جماعي في تطوير مخرجات المؤتمر بعيدا عن منطق المؤامرة والالتفاف على التجربة كما توحي خرجاتك الاخيرة ، فبإجماع المغاربة المرحلة الان دقيقة بما يكفي لأن نقتصد كل الجهد للمرحلة المقبلة وهي مرحلة الاستحقاقات ومرحلة بناء وطن مابعد الجائحة وتداعياتها ، مرحلة عمل القرب الذي يحتاج اول مايحتاجه حزبا حداثيا في كامل عافيته التنظيمة بعيدا عن ثقافة التخوين والتشكيك و التبخيس .

رفيقي العزيز ، أربعة أشهر تفصلنا عن تاريخ نجاح المؤتمر عن تاريخ خرجاتك الاخيرة ، و هي مدة كانت ستكون ذهبية لو اسثتمرتها في إغناء الورش الفكري الكبير للحزب و لعموم الديمقراطيين في الوطن ، لكان أجدى من الانتظار كل هاته المدة لنسمع لاحقا لدى الصحافة عن نواياك في بناء مولود سياسي جديد ــ حقا هذا يبقى حقك في نهاية المطاف ــ ، لكن رفيقي العزيز تدرك جيدا أن المؤتمر لم يكن نزهة أطفال في حديقة منتزه ، بل كان تعاقدا بين أشخاص راشدين ، و لا نريد من جهتنا أن نكون مساهمين في خراب المشهد السياسي بالوطن و زيادة منسوب بؤسه بتفريخ التنظيمات التي تولد ميتة .
رفيقي العزيز ، يؤسفني أنك تناسيت ــ عن قصد أو غير قصد ــ في خرجاتك الاخيرة أن رئاسة المؤتمر كانت مشتركة ، و أن كل شئ ثم تحت إشرافك وتحت إشرافي بعد ان انتدبنا المؤتمر إلى جانب أربع رفاق/ات اخرين لتدبير مختلف أشغاله ، والاصل ان نطعن فيما ترؤسه أخرون لا في ما دبرناه سويا، فلا نطعن مثلا في مخرجات قرارات اشرفنا على اعتمادها بعد مرور فترة طويلة ، طويلة بما يكفي ان تصير تلك المخرجات تشكل خارطة طريق حزب وتجربته النوعية في تمثل الديمقراطية الداخلية .

لا أخفيك سرا رفيقي ، على أنني حزين ويزيد حزني وانا أخذ قلمي للرد على رفيق تجربة وان ابذل مجهودا ثمينا في القراءة والرد.، وهو مجهود كان حريا بك ان تقتصده على نفسك وعلينا لنستعمله في كل غاية نافعة بدل استعماله في الطعن على نفسك ورفاقك، و من منطلق المسؤولية الأخلاقية و السياسية و التنظيمية اتجاه حزبي و عموم المناضلات و المناضلين عبر ربوع مغربنا الحبيب ، اجدني مضطرا للتفاعل حول عدد من النقاط و المغالطات التي يتم تسويقها :

ـــ اولا لم تكن رفيقي العزيز رئيسا منفردا للمؤتمر ، وإنما عضوا في رئاسة المؤتمر مناصفة مع شخصي المتواضع ، وكما تعلم رفيقي فإن للرئاسة تلك تبعات ومسؤوليات جسيمة خاصة في الظروف و المعطيات التي طبعت مرحلة التحضير و الاعداد للمؤتمر ، و ما تخللته مع كامل الاسف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، وأقلها ان تكون اول الحاضرين وآخر المغادرين ، واتكلم هنا على الحضور المادي والمعنوي معا ، وهنا اذكرك وانور المؤتمرات والمؤتمرين انك اضطررت لمغادرة أشغال المؤتمر في حدود منتصف ليلة السبت / الاحد 8 فبرار ، بعدما صرحت لأعضاء الرئاسة عن تدهور وضعك الصحي ، و هي الليلة التي خصصت لانتخاب عضوات و أعضاء المجلس الوطني حسب الجهات و الاقاليم ، حيث استمرت هذه العملية إلى حدود الساعة الخامسة صباحا تحت إشرافي و إشراف باقي الرفيقات و الرفاق في رئاسة المؤتمر ، و لا يفوتني ان اذكرك رفيقي العزيز أن كل اشغال المؤتمر قد ثم توثيقها بالصوت و الصورة ، و اذكرك رفيقي العزيز بأننا إتفقنا في رئاسة المؤتمر على أنه لن تؤخذ بعين الإعتبار سوى لوائح أعضاء المجلس الوطني، الموقعة من طرف المنسق الجهوي و المنسقين الإقليمين المعنيين، و عندما كنا نتوصل بلائحة ما كنا نتأكد من توقيع المنسق الجهوي و الإقليمي المعني، ثم نعرض اللائحة للتصويت على الجلسة العامة و ثم من بعد ذلك نرسلها إلى الإدارة من أجل إعداد البادجات لأعضاء المجلس الوطني بغية التحضير الجيد لجلسة إنتخاب رئيس / ة المجلس الوطني و الامين / ة ،و أذكرك رفيقي العزيز انك كنت حاضرا ولم تبد اي طعن امام كل التعديلات النوعية والكمية التي افضت ألى تغيير في عدد عضوات واعضاء الملجلس الوطني بما يضمن تمثيلية حقيقية لمختلف الفعاليات النقابية و منتديات الحزب والتي تطورت بما يكفي ليتم تمثيلها بشكل طبيعي في بنية المجلس ،وتم كل ذلك في جو شفاف ،ووسط توافقات رفاقية لم يطعن في مشروعيتها احد – على الاقل رسميا ، و تجدر الإشارة في هذا الصدد انه تلقينا في رئاسة المؤتمر طعنا واحدا مكتوبا يخص انتخاب اعضاء المجلس الوطني بجهة فاس مكناس تمت معالجته في حينها – بمافيه انت الذي كنت تشارك في تدبير رئاسة المؤتمر، كما اذكر ايضا أنك كنت سعيدا وانت تهنئ بانتخاب رئيسة المجلس الوطني ، ولم يظهر عليك حينها أي اثر من اثار السحر او الشعوذة وكنت في كامل قواك العقلية والذهنية ، _ و يمكنك الرجوع لمشاهدة كلمتك الختامية و التي هي بالمناسبة موثقة ايضا بالصوت و الصورة _على الاقل ذلك ما كنا نعتقده ، حتى اثبتت رسالتك اننا ربما اخطانا في التقدير .
ثانيا : لست في حاجة لأذكرك رفيقي مخرجات المؤتمر هو ماصادق عليه مجموع المؤتمرات والمؤتمرين وهو حصيلة عمل اللجنة التحضرية من ساعة تأسيسها إلى لحظة انتخاب رئيس أو رئيسة المجلس الوطني، وللطعن في نتائج هاته المرحلة قوانين ومساطر وأعراف وأقلها هو تاريخ وساعة إيداع الطعون تلك ، أما وقد مرت شهور على ذلك واستكمل التنظيم إعادة بناء نفسه وطنيا وجهويا، فإن طعنكم هذا إذا أضفناه إلى مغادرة أشغال المؤتمر تحت مبرر المرض فليس له معنى واحد مع كامل الاسف و هو محاولة للتشويش على عمل الجميع داخل الحزب.

ثالثا : غطى المؤتمر إعلاميا حقوقيون وإعلاميون وأصدقاء من تجارب مختلفة نوهوا بمنسوب الديمقراطية الداخلية ،وبقدرة الجميع على تدبير لحظات المؤتمر العصيبة ولا أحد منهم لاحظ الخروقات التي تدعيها الآن وكانوا الأقدر على فعل ذلك نظرا لحيادهم ، فكيف علينا اليوم ان نفهم رسائل طعنك هاته في هذا التوقيت بالضبط؟كيف علينا ان نقراها..هل نقول مثلا ان التنظيم أساء اختيار مناضلين ينصفون التجربة؟ .
و في ختام رسالتي ، اتمنى صادقا ان ينتهي هذا الكابوس هنا وان يكون كل مايروج مجرد تخمين صحافيين وان تكون خرجتك هاته تمت في لحظة غضب وان نراك قريبا تواصل بناء التعاقد الحزبي الجديد ودعم قدرات رفاقك في الاستعداد للاستحقاقات المقبلة ، فامامنا عمل كبير ينتظرنا ، فعلى المستوى الشخصي لا رغبة لي في المضي في اجواء الغموض هاته وتبادل نوايا التشكيك، فلطالما أمنت بأن فضاءات و مؤسسات الحزب كفيلة بإيجاد نقط الالتقاء بين طموحاتنا الشخصية وحلمنا بوطن متعدد ، و سعينا لإعادة التوهج للحزب و مشروعه السياسي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد