الرائدة في صحافة الموبايل

صموئيل فون بوفندورف.. إرادة الدولة نِتاج لإرادة الأفراد الذين تتألف منهم الدولة.

ضمن العدد الثاني من سلسلة “أساطين الفكر على مر التاريخ” ، فكرة وإعداد ياسين شاكور

صموئيل فون بوفندورف (Samuel Von Pufendorf) ؛ سياسي وفيلسوف ومحامي ومؤرخ ألماني. ولد عام 1632، درس في لايبزيغ ثم درس في يينا، ثم انتقل بعد ذلك إلى كوبنهاغن ليعمل مدرسًا لدى أسرة لأحد الديبلوماسيين السويديين.

كان يعتبر بوفندورف أنّ تمتّع الإنسان بحقوقه الطبيعيّة خاضع لقانون أخلاقي أو فطرة أخلاقيّة متأصّلة في الجبلّة البشريّة قوامها العدالة، وهي أسمى من القوانين الوضعيّة والمدنيّة التي تضبطها المجتمعات لنفسها، وهي بهذا الاعتبار غير قابلة للطعن أو التحوير.

وبما أنّ هذه القوانين الوضعية تنطلق من مصالح المواطنين، فإنّها تخوّل لهم استعمال حق المقاومة في صورة وجود سلطة ظالمة، وهي النتيجة التي تنسجم مع منطق جون لوك وتخالف فلسفة هوبز. ولعل فك الارتباط بين حق المقاومة والقوانين الإلهية عند بوفندورف هو الذي منح أفكاره طابعا أكثر عالمية وشمولا. وسبق جان جاك روسو بنحو قرن من الزمان، حين أعلن أنّ إرادة الدولة هي نِتاج لإرادات الأفراد الذين تتألف منهم الدولة.

اعتقل صموئيل بوفندورف وقتما أعلنت السويد حربها على الدنمارك، وحاول التخفيف من ضجر السجن من خلال وضع نهج للقانون الدولي، فلمّا أطلق سراحه رحل إلى ليدن، حيث نشر نتائج بحثه تحت عنوان “عناصر القانون الدولي” (1661)، وهو الكتاب الذي حظي بإعجاب شارل لويس ناخب البالاتينات، فاستدعاه إلى هيدلبرغ وأنشأ له كرسيّ الأستاذيّة في القانون الطبيعي والقانون الدولي، وهو أوّل كرسي من نوعه في التاريخ. كتب أيضا دراسة عن “مملكة ألمانيا” هاجم فيها الإمبرطوريّة الرومانيّة وأباطرتها، ثمّ هاجر إلى السويد واشتغل مدرّسا بجامعة لوند (1670) وفيها نشر كتابه “القانون الطبيعي والناس” (1672)، وهو من أشهر مؤلّفاته.

تعرّض في السويد إلى حملة استهدفت فكره وكتاباته قام بها عدد من القساوسة الذين اتهموا نظريّاته بأنّها تجاهلت الله والكتاب المقدّس، ولم تقم لهما وزنا في الفلسفة السياسيّة، وتمّت المطالبة بترحيله إلى ألمانيا، إلاّ أنّ شارل الحادي عشر دعاه إلى ستوكهولم وقلّده منصب المؤرّخ الملكي، فكتب، اعترافا بالجميل، سيرة هذا الملك وتاريخا للسويد. وفي سنة 1687 “أهدى بوفندورف إلى ناخب براندنبرج الأكبر، رسالة عن “العلاقة بين العقيدة المسيحيّة والحياة المدنيّة” يدافع فيها عن التسامح” (ديوارنت، د.ت، مج 8، ج4، ص 159).
توفّي بوفندورف عام 1694.

بعض من أعمال صموئيل بوفندورف:

• Craig L. Carr (ed.), The Political Writings of Samuel Pufendorf (Oxford 1994
• Elementorum iurisprudentiae universalis (1660
• Elementorum iurisprudentiae universalis libri duo (1660
• De obligatione Patriam (1663
• De rebus gestis Philippi Augustae (1663
• De statu imperii germanici liber unus (Geneva 1667
• De statu imperii Germanici (Amsterdam 1669
• De jure naturae et gentium (1672

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد