مؤسسة الدراسات والأبحاث التهامي الخياري.. في لقاء تفاعلي حول ً اقتصاد المعرفة ً
هاجر علي – دنا بريس
في إطار لقاءات الفكر و الإبداع التي تنظمها مؤسسة الدراسات و الأبحاث التهامي الخياري، تم مؤخرا تنظيم ندوة تفاعلية حول موضوع حيوي ً اقتصاد المعرفة ً
سير الندوة الأستاذ عبد الله العبادي عضو في هيئة المؤسسة، والتي شارك فيها كل من السادة: الدكتور عبد الحفيظ محبوب أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة أم القرى بمكة ، والأستاذ سعد أبو النار الباحث و عالم الاجتماع من مصر، والأستاذ مصطفى رجعي من جامعة مستغانم ، و الأستاذ مصطفى بنعلي الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية ٠
وفي مستهل حديثه ، أعطى الدكتور عبد الحكيم قرمان رئيس مؤسسة الدراسات و الأبحاث التهامي الخياري ، تعريفاً لاقتصاد المعرفة حيث قال : هو نوع من أنواع الأنظمة الاقتصادية الذي يعتمد الإنتاج و الاستهلاك فيه على استخدام رأس مال فكري ويعرف بأنه الاقتصاد المعتمد على صناعة و تداول و تقييم المعرفة حيث لا يستخدم المفاهيم التقليدية للاقتصاد كالندرة في الموارد و تقل فيه الأهمية المترتبة على تكاليف العمل إذ يعتمد نمو اقتصاد المعرفة على كمية و نوعية المعلومات المتاحة و قدرة الوصول إليها٠
ثم سلم الكلمة لمسير اللقاء الأستاذ عبد الله العبادي الذي قدم الموضوع فقال أنه في ظل الثورة العلمية والطفرة الرقمية الهائلة التي يعرفها العالم و تطور التجارة الالكترونية العالمية انتقل العالم من توازن القوى إلى توازن الابتكار فظهر ما يسمى بالاقتصاد الجديد الذي يقوم على المعرفة ، وترتكز هذه المعرفة على ثلاثة مرتكزات أساسية وهي :
· توليد المعرفة بالبحث و الابتكار
· نشر المعرفة بالتكوين و التدريب
· توظيف المعرفة في مجالات التنمية
وتطرق الدكتور عبد الحفيظ محبوب للشق الأول حيث أوضح أن ـ و م أـ لا تزال تسيطر على العالم في مجال إنتاج المعلومة بالرغم من منافسة دول أخرى وعلى رأسها الصين و ذلك عائد للميزانية الهائلة التي ترصدها للبحث العلمي إذا فهي تبقى المهيمنة على امتلاك المعرفة و بناءها و توليدها٠
ثم ناقش الأستاذ سعد أبو النارالركن الثاني للمعرفة، ألا و هو كيفية نشرها فأكد أن هذا لن يتأتى إلا بتجاوز الطرق التعليمية التقليدية ، التي تقوم على الحفظ و التلقين وتبني برامج و نظم تعليمية جديدة لإعداد القادة ، تعتمد على البحث والاستنباط و الاستنتاج و تقوية قدرات المتعلم ، و تهتم بالتدريب الابداعي لحل المشكلات لا لحفظ حلول جاهزة و تعمل على مد المتدرب بالأدوات اللازمة لصقل مواهبه وتطوير مهاراته و تمكينه من التعلم الذاتي ومن تم على الاستقلالية ، وذلك لمواكبة و مسايرة التطور العلمي و القدرة على استقبال المعلومة ثم نشرها ٠
وجاء تد خل الأستاذ مصطفى رجعي حول توظيف المعرفة في النمو الاقتصادي فتحدث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي و الواقع الافتراضي Virtual Reality، والواقع المعزز Augmented reality ٠
و تستخدم هذه التقنيات في مجالات عدة ذكر منها الأستاذ مصطفى رجعي الصحة والتعليم و تطوير الزراعة والرفع من الإنتاج٠
فالبيئات الافتراضية تسمح للطلاب بالتدريب الافتراضي بدون المخاطر المرتبطة بالتدريب الواقعي، بينما تمكن البيئات المعززة من تمرير المعلومات إلى الطالب في الوقت الفعلي حول الأهداف و المخاطر و أفضل الممارسات٠
في مجال الصحة، فاستخدام هذه التقنيات واضحة و جلية فيالاكتشاف و التشخيص المبكر و السريع للمرض، و تحديد موضع الخلايا المصابة بدقة٠
بالنسبة لمجتمعاتنا فاتفق الضيوف على أننا مستهلكين للمعرفة لأننا غير قادرين على إنتاج إنسان مبدع و عقول متفتحة قادرة على تقبل المعرفة بمختلف مصادرها و استيعابها و حسن استعمالها ومن تم خلق و بلورة أفكار جديدة تقلب موازين القوى٠
ولكي نتحول من الاقتصاد التقليدي والمرور إلى اقتصاد المعرفة الذي يبدأ من الجامعة الحاضنة للشباب الرائد و للشركات الناشئة فنحن أمام تحديات كبيرة أهمها هو توفير بيئة محفزة و داعمة و مشجعة للرأسمال البشري٠