الرائدة في صحافة الموبايل

العنف والعنف ضد المرأة في زمن كورونا.. نظرة الدين وعلم الاجتماع وعلم النفس.

ألطاف افتحي – دنا بريس

خلف  أبواب موصدة ومنازل مغلقة؛ ترتفع  صرخات  الإستغاثة  نتيجة العنف الأسري ، و تزداد  قصص  نساء يتعرضن  يوميا لحالات عنف متكررة من قبل  شركائهم ، بسبب احتكاك  مباشر وطويل الامد ومواجهة يومية ووجها لوجه، فرضته ظروف الجائحة،  فقبل زمن كورونا كان الخروج  من  المنازل ، متاحا وممكنا للعمل والتسوق والرياضة و النزه وما إلى ذلك ، والرجال سواء ؛ ففرصة احتساء قهوة الصباح أو المساء رفقة الأصدقاء والصحاب ؛ او الذهاب للملاعب لمتابعة مقابلة رياضية ، صارت حلما بعيد المنال، ففي ظل فرض تدابير وإجراءات الحظر والطوارئ الصحيين؛ ارتفعت حالات العنف وتزايدت .

  نمط  الجائحة  الدخيل  كان  ضحيته  نساء؛  لا حول لهن ولا قوة ، اخترن المعاناة في صمت،  والمكوث  في بيوتهن خوفا من العيب و العار  أو  بمعنى  آخر؛ خوفا من “القيل و القال ” ، وكثر منهن قد نجون  من كوفيد 19؛ غير أنهن لم يفلتن من لعنة اعتداءات تتباين أنواعها بين جسدية و لفظية و جنسية .

وضعهن المزري يدفعنا لمعرفة مبررات  العنف  الأسري و الذي تتداخل عوامله ، بين ماهو اجتماعي و موروث ثقافي مفعم بالتقاليد  الخاطئة؛ التي تكرس النظرة  الدونية للمرأة ،ينضاف اليها تصور سائد يعتبر أن المرأة خلقت للطاعة ولا شئ غير الطاعة.

لهذا الغرض  استضافت  جريدتنا  “دنا  بريس”  الأستاذ  “عبد  الهادي  الحلحولي” ، أستاذ باحث في شعبة  علم  الإجتماع ، لمعرفة  كل  العوامل  الإجتماعية والموروث الثقافي  ال يساهمان  في تكوين  شخصية  عنيفة ، كذلك تستضيف جريدتنا الأخصائية النفسية  “سعيدة شيت ” في مداخلة حول الدوافع  النفسية لممارسة  العنف ، ولمعالجة الظاهرة من وجهة نظر الدين والشرع ، سيفيدنا د. “محمد لبيتي “، مختص بالفكر الإسلامي و رئيس لجنة التوثيق و النشر بمركز دراسات المعرفة و الحضارة وعضو اللجنة الثقافية بالمجلس العلمي خريبكة ، و مسك الختام مع  الأخصائية  النفسية “ذكرى الريسوني “، لفهم  العوامل  التي تجعل  المرأة المعنفة تستمر في العلاقة مع شريكها رغم الأضرار النفسية والجسدية.

مداخلة الأستاذ  عبد  الهادي الحلحولي  باحث في  علم  الإجتماع

البداية  معك  أستاذي ، هل للعنف علاقة بموروث وثقافة ذكورية تنحو نحو السيطرة في ظل مجتمع عرف متغيرات كثيرة ؟

إن التفكير في العنف بين الذكور والإناث هو تفكير في إشكالية علاقات الهيمنة التي تخترق كل مجالات الفضاء الاجتماعي، بحيث لا يخلو أي مجال من هذا النوع من العلاقات التي تقوم على تملك موارد ورساميل اجتماعية كانت رمزية أو اقتصادية أو اجتماعية. لذلك و لفهم إشكالية العنف الممارس في ظل هذه العلاقة يجب ان يتم بناء على هذه الخلاصة السوسيولوجية، كما أن هذه الأخيرة لا تخترق المجتمع الواحد بل جل المجتمعات ، إما بدرجات متساوي أومتفاوتة.. ومن يعتقد عكس ذلك، فاعتقاده ضرب من اليوتوبيا.

كما لا تخلو ما تمرره مجموعة من الهيئات حول مسألة العنف من يوتوبيا عندما تنظر إلى العنف في اتجاه واحد أي ممارس من جانب الذكور تجاه الاناث،  بحيث تكشف مجموعة من الدراسات اليوم أن ممارسة هذا السلوك يختلف حسب طبيعة العلاقة وتملكها وتملك مواردها الاجتماعية.

لذلك نجد العنف يتزايد في المجتمعات التي تمتلك فيها مجموعة بشرية ما من قبيل الذكور رأسمالا ثقافيا او اقتصاديا كالنفقة والمكانة الاجتماعية القائمة على الجنس البيولوجي ويتحول العنف لصالح الجنس الآخر عندما تتغير هذه الشروط.

ربما هو صدام بين ثقافتين وجيلين ، ونساء ينزعن نحو الحرية ورجال يحاولون السيطرة على أدوارهم الكلاسيكية؟

بما  أن المجال الاجتماعي الذي يتحرك بداخله الأفراد هو مجال ثقافي بالمعنى العام وهو مجال التجاذب الثقافي كذلك، أي أمام فئات أو مجموعات أو أقليات اجتماعية نكون أمام شبه ثقافات فرعية التي تشتعل داخل نفس المجال. المثال هنا هو ثقافات الذكورة الأنوثة، أحيانا تشتغل في تناغم وانسجام وتوافق إن صح التوصيف، وهنا افتح القوس للقول من الضروري تجاوز المقاربة الكلاسيكية التي توفرها العلوم الاجتماعية في مقاربة موضوع العنف خاصة عندما نكون أمام مجالات تتغير فيها المعطيات ( ازواج لديهم نفس المستويات التعليمية، دخل قار، ولوج إلى الفضاءات العمومية….) بمعنى أدق، تصبح القيم التي يحملها كل واحد هنا عن الآخر وعن المؤسسة الأسرية كفضاء لبناء المشترك؛ محدد أساسي لإنتاج العنف أو التفاوض حوله.

 الأخصائية النفسية  سعيدة شيت

في الأول سيدتي  ما هي  الدوافع  النفسية  التي تجعل الرجل عنيفا مع زوجته  ؟

 العوامل  النفسية  التي  تجعل  من الرجل  زوجا  عنيفا  هي  متنوعة  و لابد  أن ننطلق  من  شخصية  الزوج  فللعلم  أن هذا  الرجل يكون  قد  تعرض  من قبل للعنف  و مورس عليه و يقوم  بتفريغه في زوجته  هذا  من جهة ،  أما من جهة  السيدات اللاتي  يتعرضن   للعنف  جلهن  ليس لهن  دخل قار أي  أن  هناك  تبعية اقتصادية للرجل و أن مستواهن  متواضع و منهن  من يعانون  من  مشاكل  عائلية و هناك  زوجات من فئة أخرى تتمتعن بمسوى ثقافي عالي و دخل قار و يتعرضن للعنف ، فهذه الظاهرة لا يمكن ربطها أبدا  بفئة دون  الأخرى  لأننا  أما م  أنواع  مختلفة من العنف هناك  ” العنف الجسدي”  و تكون آثاره واضحة  و العنف اللفظي ” من خلال التللفظ بأقوال تمس كرامة المرأة  و “الجنسي”  و يكون عبر إرغامها بمسائل لا تبث لثقافتنا بصلة و أشكال أخرى لا يمكن  حصرها  ، وللأسف  أننا  لم  نصل بعد لذلك  المستوى  المطلوب  من الوعي  و أن نؤمن  أن العنف  أنواع  و ليس  فقط ذاك   المتعلق  بالضرب  .

هل  يمكن  القول أن  السبب  المباشر  وراء ارتفاع  الظاهرة هو الحجر المنزلي  ؟

ارتفاع  الظاهرة  في الحجر الصحي رهين  بالإحتكاك  اليومي و المباشر للزوجين  ،  لأن  قبل  الوباء كانت  ساعات  الإحتكاك  متقلصة  وصغيرة  ،  وايضا  لا ننسى  الوضع  المادي  المزري الذي سببه  هذا  التوقف  المفاجئ  ،  فهناك  ضغوطات جديدة و عوامل  لم نعشها  من  قبل  هي  التي  زادت  من تفشي هذه  الظاهرة  بقوة .

إصابة الزوح  ببعض  الأمراض  العقلية  أو النفسية  هي التي تدفعه لممارسة  العنف ؟

  صراحة لا يمكن  الجزم أن  كل  الأمراض  العقلية أو النفسية  تجعل  الرجل  عنيفا ،  الرجل  مثلا الذي يعاني من مرض  الفصام في الشخصية  أو اضطراب ثنائي  القطبية ممكن أن يقوم بتعنيف ، و الذي  يكون  مصابا باكتئاب حاد هو الآخر لا يمكنه  من  ضبط  أعصابه  وكذا  الزوج  المدمن  الذي  يكون  خارج  وعيه  فحتما سيلحق أذا  كبيرا بالزوجة ، و هذه كلها  حالات تتطلب التشخيض و المتابعة  ، أما الأمراض الأخرى فلا عذر للزوج

هل  لكم  أن  تصفوا لنا الحالة النفسية التي تعيشها الزوجة  المعنفة  و بعض  الآثار ؟

  أي زوجة تعرضت للعنف امام أبنائها و بطريقة يومية  نفسيتها تكون هشة  ، و تفقد  الثقة حتى في نفسها  و قدراتها و لا يمكنها تربية أطفال بشخصية متزنة و بالتالي  أطفال بدون شخصية و مرشحون  لتعنيف  شركائهم في  المستقبل .

  ماهي  الخطوات  التي تسلكها  كأخصائية  نفسية مع  الزوجة  المعنفة ؟

تجربتي  مع  الزوجة المعنفة   من خلال  العمل  الجمعوي صادفت  فئة كبيرة    لا تريد  الطلاق  و  الإستمرار  في  هذه العلاقة  رغم  القساوة  فنبدأ سويا بمعرفة  مصدر هذا العنف   ثم  نذكرها بإنجازاتها  وقدراتها   لأجل استرجاع  الثقة  بنفسها  ،  لكن  يبقى  من  الضروري ان  تكون  هناك  متابعة  نفسية لكلا  الزوجين  .

ماذا  تقترحون  كحلول للحد  من  هذه الظاهرة  في  ظل الحجر الصحي  ؟

أما  بالنسبة لمجموع  الحلول  المقترحة فلا بد  من تدخل الدولة لإدراج  برامج  تتحدث  عن العنف  و الآثار  المصاحبة  له  ،إضافة لتكثيف مراكز الإستماع  للنساء المعنفات و التوعية  عبر برامج    تتضمن  الخطوات  التي يجب أن  تسلكها  السيدة  المعنفة

الدكتور محمد لبيتي مختص في الفكر الإسلامي و رئيس لجنة التوثيق و النشر بمركز دراسات المعرفة و الحضارة ، وعضو في اللجنة الثقافية بالمجلس العلمي خريبكة

 حديثنا  اليوم  عن  العنف  الممارس  عن  المرأة  ، ما موقف  الدين الإسلامي من  هذا  العنف ؟

عندما يستدعى موقف الدين في مجموعة من القضايا غالبا ما يتم ذلك لأجل التبرير و أحيانا من أجل الفهم و التفسير، لكن موقف الدين لا ينبغي التعامل معه بهذا الفكر الاختزالي الذي يظهر النصوص في بعض القضايا، أو اقتناصا لنصوص أخرى من أجل الانتصار لرأي معين،أو الذهاب بدلالة النصوص إلى تأويلات مغرقة في مصادرة النص؛ وهو ما يشكل أداة للاستغلال السيئ للدين من قبل جهة  التطرف الديني و التطرف اللاديني، ولعل من أهم القضايا التي تبدو فيها هذا الأمر قضايا الأسرة و خصوصا العلاقة بين الزوجين و بشكل أخص مسالة العنف المتبادل بينهما.

لعل أهم نص تعرض للقراءة الاختزالية هو قوله تعالى:” وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ” (النساء:34) ، فأصحاب المناهج المتطرفة في الدين يتخذونه مبررا لاحتقار المرأة واستغلالها و النظر إليها بدونية، على اعتبار أن الإسلام أجاز ضرب المرأة مما يدل على رفعة شأن الرجل وشرعية تحكمه في شأن المرأة ومصيرها وعلى وجوب طاعتها وتبعيتها للرجل بل إن قبولها بعنفه الموجه إليها عبادة، وهذا التفسير نفسه هو أكبر سلاح لآخرين يستعملونه لإبراز ماضوية هذا الدين و تخلفه القاهر للمرأة و المضيع لحقوقها، وبالتالي فتحرر المرأة من العنف يمر لزاما عبر التحرر من الدين نفسه الذي يبيح قهرها ويكرس دونيتها.

        إن النظرتين معا قاصرتان عن الوصول إلى حقيقة الدين ومواقفه، فلا يمكن فهم النصوص إلا بإدراجها في منهج الإسلام وتصوره الكلي لقضايا الاجتماع و الوجود، وأي نص يعزل عن سياقه العام قد يؤدي عكس دلالته، فكيف إذا كان هذا النص دينيا تشريعيا يمس فهمه قضايا الناس وتصوراته.

من خلال  ابرازكم  لإلزامية  فهم النصوص  التشريعية  فهما مسفيضا أود  معرفة   كيفية  معالجة الإسلام لقضية  العنف ؟

،يقول الله تعالى:” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران:159) ، هذا تصور عام للإسلام، نستشفه من تضافر النصوص عليه، يؤكده قول رسول الله :”  إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ”( رواه مسلم.) و يؤكده فعله أيضا،إذ لو كان العنف منهجا دينيا لكان أولى أن يمارسه رسول الله، و لما رأينا شهادة لزوجته عائشة رضي الله عنها بعد وفاته، ولا ضغط عليها، تقول:” ما ضرب رسول الله ﷺ شيئاً قطُّ بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطُّ فينتقم من صاحبه إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله تعالى  . ( رواه مسلم)، فاللين والرحمة و الرفق من مقاصد الزواج التي لاقيمة للزواج بدونها، رحمة ومودة من الطرفين معا، تجعل الأسر تقوم على العلاقات التراحمية أكثر من العلاقات التعاقدية ، قال تعالى:” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21) فالزواج عبادة للرجل والمرأة، السكن منهجها، والرفق دواؤها، والرحمة ظلها و المحبة ملاذها، والسكينة مقصدها، فهل تتحقق السكينة مع تشريع العنف؟

ما الذي  يمكن  استخلاصه  دكتور  من كل  الآيات  و التوجيهات  الإسلامية لمعالجة قضية  العنف  الأسري؟  

        إن الاستقراء التام لنصوص الدين، وتنزيل تطبيقه في التجربة النبوية النموذجية يبين أن روح الدين  لا ترتضي العنف منهجا في القضايا العامة و الخاصة، وأن النص المذكور ينبغي أن يفهم في إطار فلسفة التشريع العامة التي تجعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل لا صراع، و تنظر إلى العنف المتبادل بين الزوجين باعتباره داء ومرضا يصيب العلاقة الزوجية أو قد يكون تعبيرا عن غياب أسس التصور الإسلامي في أسس بناء هذه العلاقة، أو في بعض تفاعلاتها؛ وهو عرض قائم يقدم الإسلام تصورا عاما لمعالجته في إطار الإسلام، فجعل الزواج عبادة، ينبغي استحضار النية الصالحة في أدائها، والانضباط بالضوابط الشرعية في كل مراحلها، وليس اقتناص الزوجة للنصوص التي تأمر بالإحسان إلى الزوجة وأداء حقوقها مع إغفال النصوص التي تحثها على أداء حقوق الزوج، أو اقتناص الزوج للنصوص التي تبرر غطرسته وعنفه وظلمه للمرأة، مع استبعاده للنصوص التي تبين أن أهم شروط القوامة هي قدرته على الرعاية التامة لزوجته ومراعاته لنفسيتها وحاجتها إلى رحمته و تفهمه واستيعابه لها وتجنب مايسيء إليها ، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم  حين قال :”خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم” فالعنف المادي و النفسي و الاجتماعي  مرفوض من طرفي العلاقة الزوجية لأنه يمس كرامة الإنسان التي هي أكبر مقاصد وجود الدين نفسه.

السيدة ذكرى الريسوني أخصائية نفسية في القطاع الخاص :

في نظركم   هل بالفعل الحجر النفسي زاد من حدة العنف الممارس  عى النساء؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسبة لمسألة العنف الزوجي المتعلقه بتعنيف  الزوج لزوجته   و المتمثلة  من خلال سلوكيات ” كالضرب الجسدي” او “العنف لفظي “و “المعنوي”  ليست مرتبطة بالحجر الصحي بل  بأبعاد أخرى لها علاقة بالبعد النفسي و التربوي و الاجتماعي والثقافي لدى الشخص العنيف .

فهناك اسباب تعود إلى التنشئة الاجتماعية بحيث نجد ان الشخص قد  ترعرع في محيط يحتوي على مختلف مظاهر العنف “كتعنيف والده لوالدته” ووسط  يؤمن  بالتقافة السائدة التي تشجع مظاهر العنف ضد النساء وبالتالي  نكون  امام  شخص يحمل  قناعة ان من حقه ممارسة العنف على زوجته ،  كما أكدت مجموعة من الدراسات حول هذا الموضوع ان الأشخاص الذي ترعرعوا في وسط عنيف كثيرا منهم سيعيدون نفس مظاهر العنف في الكبر.

 هناك أيضا اسباب فيزيولوجية فبحكم التكوين الجسدي للرجل و المرأة، نجد أن المرأة أضعف جسديا من الرجل ،و بالتالي التفاوت من حيث القوة الجسدية بين الرجل و المرأة شجع على العنف.

 كما لا ننسى العوامل نفسية  و التي تتعلق  بمجموعة من الاضطرابات الشخصية و التي ينتج عنها سلوكات عنيفة، و المشاكل الاقتصادية و العائلية اللتي يمكنها ان تزيد من درجة عنف الشخص.

بالنسبة للعنف الزوجي و الحجر الصحي فالحجر الصحي زاد من تفاقم وضع كان موجودا سابقا بحيث الاحتكاك الممتد على طول اليوم و المشاكل المتراكمة بفعل الحجر الالزامي يمكن أن يؤدي إلى انفعالات و خلافات اكثر و بالتالي عنف  بطريقة مفرطة بحكم انه في الأيام العادية كان هناك متنفس للتباعد  فالاختلاف فقط هو من حيث الوتيرة و الدرجة.

ارتباطا بالواقع نجد صور العنف لا تقتصر فقط على الاسر الهشة او التي لا تتوفر على مستوى ثقافي عالي  بل  هناك زوجات مثقفات وتشتغلن بمناصب عالية تتعرضن للعنف، ما تفسيركم لذلك ؟

نعم و كما ذكرت سابقا فمسالة العنف هي متعددة الأبعاد منها ما هو تربوي و ثقافي واجتماعي و منها ما هو نفسي و شخصي و كما ذكرنا بعض الأسباب لدى الرجل العنيف فيجب كذالك ان نتطرق كذالك للجانب المتعلق بالمرأة المعفنة التي تعتقد أنه أمر عادي ومادام زوجها فله الحق في الإيذاية لأنها هي أيضا  تربت في محيط كانت والدتها تتعنف و تعاني في صمت .

كما بعض الموروثات الثقافية  التي  تحث المرأة  على الصبر لأجل   أبنائها  أو أنها  ستتعرض  للنظرة الدونية للمطلقة، هناك أيضا بعض السمات في شخصية المرأة المعفنة كمثلا ضعف الثقة في النفس و ميول للخضوع وصعوبة في اتخاذ القرارات و شعور بالخوف و الاتكالية و تتزايد هده الأعراض بفعل العنف الممارس عليها،ولذالك هناك نساء رغم مستوياتهن  العالية يتعرضن  للعنف

و لا يجب أن ننسى كذالك ان هناك نساء يستحملن العنف بسبب ظروفهن الاجتماعية و الاقتصادية القاهرة حيث انها تدرك لو اتخذات قرار الانفصال ربما عائلتها ستكون اول المضطهدين، و الشعوربغياب السند من بين الأمور التي تجعل المرأة تتفادى الطلاق.

ماهي بعض الحلول المقترحة ؟

ضرورة  توعية  المراة ان  ليس  من حق  زوجها  تعنيفها  و من واجبها معرفة مختلف الطرق و الأساليب لطلب المساعدة  من خلال أفراد من العائلة تثق فيهم أو جمعيات نسائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد