الرائدة في صحافة الموبايل

جان جاك روسو.. “الحكومة تقوم على التصويت وليس بالإرث؛ فالشعوب ليست متاعاً يُورَّث. “

ضمن العدد الثامن من سلسلة “أساطين الفكر على مر التاريخ”، فكرة وإعداد ياسين شكور



الحرية صفة أساسية للإنسان، وحق غير قابل للتفويت، فإذا تخلى الإنسان عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته وعن حقوقه كإنسان.
“جان جاك روسو”

جان جاك روسو (Jean-Jacques Rousseau)؛ فيلسوف وأديب ومحلل سياسي ‏سويسري، ولد في جنيف عام 1712 في أسرة بروتستانتية فرنسيّة. توفيت والدته بعيد ولادته مباشرة فنشأ في كفالة والده ثمّ خاله قبل أن يفرّ من مسقط رأسه بحثا عن عمل يكسب منه عيشه. تعرّف وهو في الخامسة عشرة من عمره على أرملة ثريّة تكبره بحوالي 13 سنة تدعى لويز دي وارنز استقرّ برفقتها في مدينة شامبيري وكانت سببا في انضمامه إلى الكنيسة الكاثوليكيّة.

انتقل إلى باريس طلبا للثروة والشهرة عبر محاولة احتراف الموسيقى ولكنّه لم يجد العناية التي أمّلها. وشارك في مسابقة نظّمتها أكاديميّة ديجون (L’Académie de Dijon) حول صلة العلوم والفنون بتهذيب السلوك الأخلاقي وفاز بجائزتها فكان ذلك نقطة تحوّل في حياته وفاتحة توجّهه نحو معارضة النظام الاجتماعي والسياسي القائم في عصره وتصوّر البدائل الممكنة. ومن المواضيع التي اهتم بها أيضا موضوع الحب والفضيلة والطبيعة والتأمّل والتربية والتعليم.

من أبرز كتاباته “العقد الاجتماعي” ففيه حارب الاستبداد والعبوديّة ودافع عن الديمقراطية وسلطة الشعب المطلقة والمساواة بين المواطنين وأقرّ أنّ هدف أيّ نظام اجتماعي وسياسي هو حفظ حقوق كلّ فرد وضمان سعادته.

انتقد روسو كل من رؤية هوبز ولوك للإنسان في حالة الطبيعة الأولى. فالإنسان حسب روسو تسيطر عليه قوتين متضادتين “حب ذات مستنير، ومصالح أنانية”، الأولى نابعة من الرغبة الملحة في البقاء والحفاظ على الذات، أما الثانية فهي تدفع الأفراد إلى محاولة تحقيق مصالحهم بصرف النظر عن مصالح الآخرين. تمتد حالة الطبيعة، حسب روسو، لمراحل: أولها يعيش الإنسان في سعادة لم يعرف فيها المفاهيم التي فرضتها المدينة على الأفراد، والتي أبعدتهم عن السعادة؛ فقد كان الإنسان في علاقة مباشرة بالطبيعة متوحد مع ذاته غير مغترب، لا يعرف أصله أو أولاده، ولا يعرف أي لغة، وكانت حاجاته قليلة.

تمثال لروسو في مدينة جنيف السويسرية

يؤكد روسو على أن مع تتابع الكوارث على الإنسان وعدم قدرته بمفرده على مواجهتها، حتمت عليه ضرورة التعاون مع الآخرين لمواجهتها، بإنشاء حالة مدينة منظمة بالقوانين، يتحول في كنفها الإنسان الطيب بالطبع إلى شرير بالاجتماع. إنها الحالة الثانية من حالة الطبيعة، تشبه حالة الحرب كما تصورها هوبز، ويصبح هدف الأفراد هو الخروج منها والعودة، المعنوية، إلى حالة الطبيعة الأولى، ومن ثم يستطيع الإنسان استعادة حريته من خلال الدخول إلى عقد اجتماعي يجعل السيادة للمجتمع.

يقر روسو على ضرورة تنازل الفرد عن نفسه كاملة، عند العودة المعنوية للمرحلة الأولى، لتكوين ما أسماه بالإرادة العامة، إنها الكيان الجديد للسلطة المطلقة، فهي ليست أنانية فردية أو جماعية، بل هي مستقلة عنهم، وهي على صواب دائم، وطالما أنها تكونت فلا يمكن الخروج عليها من جانب الأفراد.

تقوم السيادة مع روسو في جوهرها على الإرادة العامة، ولا يجب أن يفوض الأفراد هذه الإرادة لغيرهم، ومن ثم فهو لا يؤمن بالممثلين السياسيين؛ لأن أفضل نظام حكم بالنسبة له هو الديمقراطية المباشرة؛ حيث يدير الشعب أموره مباشرة دون وكلاء أو ممثلين.
وأكد روسو أن هذا النظام يمكن أيضا تطبيقه في الدول الكبيرة، وذلك من خلال تناوب اجتماعات الشعب بين المدن الرئيسية المختلفة من أجل ممارسة السلطة التشريعية وتجديد الثقة في الحكومة. وفي حالة فقدان الفرد لحريته، فقد أباح روسو الثورة إلا أنه لا يسمح بها في حالة وجود الإرادة العامة، لأن الخروج عنها يمثل يمثل الخروج على الصالح العام.

وقد آمن روسو بقيمة التربية والتعليم وفصّل القول في هذا الباب ضمن كتابه إميل الذي أضحى مرجعا لا غنى عنه للمصلحين التربويين بعده. فقد عدّه المؤرّخون مؤسّس التربية الحديثة.

وجمع روسو تجربته الحياتيّة في كتابه “اعترافات” وحاول فيه استعراض مسيرته بمحاسنها وخطاياها وعليها يتمّ الاعتماد لترجمة حياته.
ومع ذلك صودرت كتابات روسو في حياته وأحرق عدد منها علنا وصدر أمر بالقبض عليه فعاش بقية حياته متخفيا فارا إلى أن توفي سنة 1778 في إيرمينوفيل (Ermenoville) شمالي فرنسا. ونقلت رفاته عام 1794 إلى البانتيون مدفن العظماء بباريس.

 Les oeuvres principaux de Rousseau:

• Dissertation sur la musique moderne, 1736
• Discourse on the Arts and Sciences (Discours sur les sciences et les arts), 1750
• Narcissus, or The Self-Admirer: A Comedy, 1752
• Discourse on the Origin and Basis of Inequality Among Men (Discours sur l’origine et les fondements de l’inégalité parmi les hommes), 1754
• Discourse on Political Economy, 1755
• Letter to M. D’Alembert on Spectacles, 1758 (Lettre à d’Alembert sur les spectacles)
• Julie, or the New Heloise (Julie, ou la nouvelle Héloïse), 1761
• Emile, or On Education (Émile, ou de l’éducation), 1762
• The Creed of a Savoyard Priest, 1762 (in Émile)
• The Social Contract, or Principles of Political Right (Du contrat social), 1762
• Four Letters to M. de Malesherbes, 1762
• Pygmalion: a Lyric Scene, 1762
• Letters Written from the Mountain, 1764 (Lettres de la montagne)
• Confessions of Jean-Jacques Rousseau (Les Confessions), 1770, published 1782
• Constitutional Project for Corsica, 1772
• Considerations on the Government of Poland, 1772
• Letters on the Elements of Botany
• Essay on the Origin of Languages, published 1781 (Essai sur l’origine des langues)
• Dialogues: Rousseau, Judge of Jean-Jacques, published 1782
• Reveries of a Solitary Walker, incomplete, published 1782 (Rêveries du

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد