الرائدة في صحافة الموبايل

جمال العسري يحلل خطاب الهجوم على “نبيلة منيب “

أحمد رباص

في تدوينته الأخيرة، قدم جمال العسري، عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموخد، قراءة هادئة لهجمات ساخنة شنتها على نبييلة منيب، الأمينة العامة لنفس الحزب، جرائد “الصباح”، “الأحداث”، “الأخبار “.
في البداية أشار صاحب التدوينة إلى أن محركي هذه الهجمات يريدون حزبا متواضعا و معتدلا، بينما المناضلون يريدون لحزبهم أن يكون حزبا مناضلا مقاوما. في هذه اللحظة، يلتفت المدون إلى رشيد نيني، مدير جريدة “الأخبار”، ليقول له صدقت عندما وصفت نبيلة منيب ب”الأمينة العامة ديال بزز”.
لكن قبل الرد على نيتي وعصابته، نبه جمال إلى أنه علينا أن نضع في الاعتبار ما خلفته و ما تخلفه و ما ستخلفه كورونا من أزمة خانقة على الاقتصاد المغربي، و علينا أن نضع في الاعتبار أنه من المنتظر أن تخلف هذه الأزمة حراكا شعبيا، واحتجاجات اجتماعية، و بركان غضب، لا أحد يدري متى سينفجر، و لكن الجميع متأكد من حتمية انفجاره. آنذاك الجميع ينتظر ويبحث عمن يمكنه تأطير تلك الاحتجاجات وذلك الانفجار. وبالرغم من أن هذا الإنذار يقع في حواشي موضوعه، فربما يحتل صلبه طالما أن الجميع يخطط للمستقبل.
لعل أهم ما ميز هذا الأسبوع بعد فضيحة لالا ميمونة – يتابع جمال – هو هذه الهجمات المرتبة على الرفيقة نبيلة منيب. عليه أن يكون غبيا، مغفلا، أو أجنبيا، ليقتنع بأن ما كتب في “الصباح” و “الأحداث” و”الأخبار” مجرد مصادفة. عليه أن يكون أبله ليقتنع بأن هجوم هذه الجرائد الثلاثة على الحزب في شخص أمينته العامة مجرد مصادفة وأن لا خيط رابط بينها. عليه أن يكون مؤمنا بحرية الصحافة واستقلاليتها بالمغرب إيمانا حتى النخاع، ليقول أن ما كتب في هذه الجرائد مجرد تعبير حر من صحافيين أحرار.
هو شخصيا مقتنع كل الاقتناع بأن هناك من يريد من الحزب أن يغير رأيه، بأن هناك من يريد ويضغط بكل الوسائل المشروعة و غير المشروعة ليغير الحزب خطه السياسي. ومن أجل دعم حكمه يدعو الاستاذ الجامعي قراءه إلى التمعن معه جيدا في هذه الجملة المقتطفة من مقال نشرته جريدة “الصباح”: “الدعوة إلى قيادة توجه تنظيم جديد أهم ما يقوم عليه التواضع و الاعتدال.”
من هذه الجملة يستنتج جمال أنهم يريدون من الاشتراكي الموحد أن يكون حزبا “متواضعا” و”معتدلا”، و لا ينبغي أن تكون نابغة لتفهم ما معنى أن تكون معتدلا في قاموس المخزن. ثم يتساءل المدون: ما معنى أن تكون حزبا متواضعا؟ قبل أن يجيب: المعنى الوحيد و الأوحد لهذا التواضع والاعتدال هو أن ترفع الراية البيضاء، و أن تركع على ركلتيك و تتراجع عن خطك السياسي و النضالي. فهذا هو مطلب ورغبة هؤلاء المهاجمين.
للمزيد من الوضوح و بكل وقاحة تقول جريدة “الصباح” في نفس المقال: “مطالبون بإعادة التموقع وترتيب الأولويات والأوراق و القيام بنقد شامل للولايتين التي قضتهما منيب على رأس الحزب.” فها هم يعلنون عن الهدف وهو إعادة التموقع والاصطفاف. هذا يعني أن نبتعد عن خطنا النضالي وعن موقعنا في قلب النضال الشعبي وعن الحراكات الاجتماعية، و أن نقوم بنقد شامل للولايتين؛ أي أن نقوم بنقد ذاتي لممارستنا السياسية،لممارستنا معارضة النظام بدل معارضة الحكومة، لوقوفنا مع الحراك الشعبي بالريف، لمطالبتنا بإصلاح القضاء، لنضالاتنا من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين، لتنديدنا بتغول الداخلية وسيرنا الحثيث نحو السلطة المطلقة. من أهدافهم ان نتوقف عن المطالبة بالملكية البرلمانية.
وعلى افتراض امتناع زوال الغموض عن رهانات الهحمة بعد هذه التوضيحات، يقف جمال عند حالة رشيد نيني الذي خاصم هو الآخر نبيلة منيب حيث كتب مخاطبا إياها بوقاحة التدخل في شؤون حزب اليسار الإشتراكي الموحد مدعيا أنه يستحق زعيما أفضل منها و أرقى (كذا). هنا يسألل جمال خصمه عن هذا التفضيل تم بأي معيار وقام على أي اساس. سأله كذلك عن معنى عبارة “أرقى منك”، وأين سيتجلى هذا الرقي.
المهم لن يصعب على كل متابع نبيه أن يدرك الميادين المفضلة عند نيني وعلى أساسها يقوم عنده حكم التفضيل. كما لا يخفى على أي متتبع لهذا الصحافي أن يدرك معنى الرقي عنده، و كيف تكون راقيا في قاموسه. نيني يريد زعيما على مقاسه، و على مقاسات أسياده ورؤسائه. و قد كان صادقا وواضحا وهو يصف الأمينة العامة في عموده المسوس بأنها “الأمينة العامة ديال بزز للحزب الاشتراكي الموحد”. و في هذا الوصف كان صادقا، فهي فعلا “أمينة عامة ديال بزز”. ماشي بزز من المناضلين و أعضاء الحزب و مؤتمريه. تم انتخابها بشبه إجماع، وبأغلبية فاقت 85%. هي أمينة عامة بزز في عرف محركي قلم نيني، هي أمينة عامة بزز بالنسبة لمهندسي الحقل السياسي المغربي. هي بزز في حكم الرافضين للخط النضالي الجماهيري للحزب الاشتراكي الموحد. لهذا فهي فعلا “الأمينة العامة ديال بزز للحزب الاشتراكي الموحد”،حسب صاحب القلم المأجور نيني.
و لأن الحزب عصي على الكسر و اللي، و لأنه ماض في طريقه وعلى خطه السياسي، يتعرض لهجومات من كل جانب، و هجمة الإعلام المأجور على رفيقتنا الأمينة العامة هي استهداف لرمز من رموز الحزب، مسدد على رأس الحزب. لن ينسى أعداء الحزب بتاتا مواقفنا من الريف،من استقلالية القضاء، من الاعتقال السياسي، من الاقتصاد، من الدستور، من المعارضة، معارضة النظام لا معارضة الحكومة ومن تغول وزارة الداخلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد