الرائدة في صحافة الموبايل

قراءة في كتاب الابستيمولوجيا وإسلامية المعرفة

عصام أخيرى، باحث في الفكر الإسلامي

لا يزال الفكر الإسلامي في صراع جدلي فكري، ومنهجي معرفي، في محاولة إمكانية تطبيق أسلمة على المعرفة، منذ أن نادى بها الدكتور إسماعيل راجي الفاروقي، في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وتحديدا في سنة 1977، في محاضرة له في الدراسات الإسلامية بمكة المكرمة، فالحقيقة العلمية المعاصرة، التي تسلم بأسلمة المعرفة   منهج من بين مناهج الإجتهاد والتجديد والإصلاح في فكر الإسلامي المعاصر، وذلك من أجل وبغية تنزيل الفكر الإسلامي تنزيلا علميا إيبستيميا ، وإخراجه من غيابات جب التخلف الفكري والمنهجي، فكل ما من شأوه التداخل أو التكامل المعرفي، يمكن أن يكون بديلا في تحقيق مقاصد الإصلاح المعرفي في نسقية إعادة الهيكلة المنهجية؛ للوحي، الذي تُنُووِلَ في التراث على غير حقيقته، الشيء الذي أورث إشكاليات في العقل الإسلامي  عموما عبر مختلف العصور، فانقسم الفكر الإسلامي بالتقليد الأعمى، الذي نادى به متعصبو المذاهب بحجة سد باب الإجتهاد، في منتصف القرن الرابع الهجري والفهم الخاطئ، للبعد الجمالي للإسلام، وحقيقة القرآن المجيد، فانتقل من هيمنته وإطلاقيته، إلى مجرد نصوص تفسر وتأول للدفاع عن النزعة المذهبية، والأراء النسبية، في فرض أحقية وجودها، فانتقل القرآن المجيد من أعلى عليين، إلى درك الإستشهاد، والتقوية على مقالات المسلمين .

أصل هذا الكاتب ندوة علمية نظمت في جامعة ابن طفيل-القنيطرة، التي عنون ب “الإيبستيمولوجيا وإسلامية المعرفة”، يومي 20-21، فبراير، 2105، وقد حرر الندوة كل من الدكتور الحسن حما، والدكتور عمر مزواض، ففي كلمة د حما، أكد أن أزمة العلوم الإسلامية أزمة منهجية، وهي في أمس الحاجة إلى تكامل معرفي تصاغ من خلاله روابط منهجية، بينها وبين العلوم الاجتماعية.

قدم للكتاب الأستاذ الدكتور الحاج أوحمنة دواق، حيث أكد، وكانت جملة كلمته، تتمحور حول أهمة ما توصل إليه الفكر الإسلامي المعاصر، فقد تحرر من العاطفة المعرفية، للتراث، فقد تجاوزها إلى أبع الحدود، من ذلك نقده في الفكر والمعرفة، لكتب التراث، التي ورثها الفكر الإسلامي، والتي كانت في زمانها، وزمان شبه زمانها، غير قابلة للنقاش، والنقد، والقول فيها بالرأي، فمعلوم أن العقل العربي قد ورث، ما سماه الدكتور محمد عابد الجابري، “بالحياء المغلوط”، فقد تحرر إذن الفكر الإسلامي عموما، والعقل العربي خاصة من هذا الحياء.

انقسم الكتاب إلى ثلاث فصول، وتحت كل فصل مجموعة، من المداخلات، حيث عنون الفصل الأول ب “إسماعيل راجي الفاروقي… التكامل المعرفي” ضمنه أربع مدخلات كانت الأولى للدكتور محمد علا بعنوان “مركزية المنظور التوحيدي في منظومة الفاروقي” فقد تناول مجموعة من النقط، مبرز ا أن “التوحيد” عند الدكتور الفاروقي، يشكل مقاربة كلية، متجاوز المقاربة الجزئية التي تتعلق على الذات، دون ذكر معرفي، وهو بهذا فقد ترجم له-أي الدكتور علا لدكتور الفاروقي- ترجمة علمية معرفية، تتسم بنوع من العمق المعرفي متجاوزا السرد النمطي والتداولي في الترجمة، وما ذكره عن معالم التجديد في فكره؛ من بينها أن التوحيد بمفهومه الإسلامي الحقيقي، منفتح على جل ومختلف المجالات الواقعية، والمكاسب والمعارف الكلية، والمنهجية للبشرية جمعاء، باعتبار الإسلام مطلق الوجود، ومن خلال هذا المنطلق إن التوحيد، يتصف بما يتصف به الإسلام، لأن حقيقة الإسلام توحيد الألوهية لله تعالى، ويتناول كذلك المنظور التوحيدي، باعتباره أساس التأسيس للتكامل المعرفي، فق أورد-الدكتور علا- مجموعة من المبادئ، تعكس الرؤية التوحيدية، للفكر الفاروقي، منها:

  • الثنائية.
  • الإدراكية.
  • الغائية.
  • القدرة الإنسانية.
  • المسؤولية والجزاء[1].

 وقد ختم مقاله هذا بأن التوحيد قادر على استيعاب كل النماذج والتغيرات البشرية.

والمداخلة الثانية للدكتور عبد العزيز الإدرسي بعنوان “الفكر السنني عند الشهيد إسماعيل راجي الفاروقي”، ومحمور جل ما تناوله الدكتور الإدريسي في مقالته، أن السنن، عبارة عن قوانين ونواميس، كونية تتسم بالوجود الفعلي  والكوني، فعليها يقوم الوجود، في تحقيق التوازن والتفاعل المحقق لمقاصد الوجود، وتتجلى أهميتها عند الدكتور الفاروقي، في كونها منظور مرجعي ومحوري، إذ يجب الإلمام والإحاطة بها، في كل جوانب معرفتها، فكل نجاح إصلاحي مرهون في الأخذ بها بغية الوصول إلى نهضة أخلاقية، أما اعتبار خصائصها، فهي لا تتبدل ولا تتغير كما أخبر الحق بذلك في القرآن المجيد (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاَ)[2]، وحدد الدكتور الإدريسي ثلاثة مقومات منهجية مؤطرة لفكر الدكتور الفاروقي، تتمثل في:

١-مقولة قرآنية منطلق من قوله تعالى:(اقرأ باسم ربك)[3].

 ٢-مقولة نبوية تتمثل في قوله صلى الله غليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

 ٣-مقولة اجتماعية: وهي القطعية الدائمة الأدبية مع العصر الجاهلي.

 ومن خلال هه المقولات فإن تفعيل السنن عند الدكتور الفاروقي، تتجلى في:

١-مبدأ التاريخ[4].

٢-مبدأ الغيب[5].

٣-مبدأ الأخلاق[6].

٤-مبدأ النظام الأسري[7].

٥-مبدأ النظام العالمي[8].

 ومما ذهب إليه الدكتور الإدريسي، بأن الدكتور الفاروقي، يؤسس لسنن عمرانية متمثلة في فيما يلي:

١-مقتضى الإخبار بأنه لا إله إلا الله.

٢-النظر إلى الحياة بزمانها ومكانها بعين الجد.

٣-أساس الأمة.

٤-الفن كما هو في حقيقته.

المداخلة الثالثة للدكتور عزيز البطيوي، الذي عنون مداخلته ب “فلسفة التكامل المعرفي بحث في الأسس والنماذج” تندرج الإشكاليات التي وحاول الدكتور البطيوي أن يجيب عنها، أن الفكر الإسلامي المعاصر في أمس الحاجة إلى ابستيمولوجيا معرفية بغية تأسيس واقع معرفي للتكامل المعرفي، من أجل الإكتمال المعرفي للعلوم الكونية غير مقترن بمجال معين ، باعتبار أساسية الكلية لا الجزئية، ومفرقا بين المقاصد الشاطبية والمقاصد الخلدونية، معتبرا هذه الأخيرة سياق تاريخي انطلقت من الواقع إلى السنن إلى المقاصد، عكس المقاصد الشاطبية، فهو يقوم باستقراء المقاصد من النص إلى المقاصد إلى السنن.

وقدم الدكتور محمد لبيتي في المداخلة الرابعة، الموسومة بعنوان “نحو بناء نموذج معرفي وسؤال الخصوصي”، والمتمحورة حول الخصوصية باعتبارها لازمة من لوازم الذات، وان الخصوصية الإسلامية ليست كالخصوصية التي تدعيها العولمة، فهي شبه قارية بالمفهوم الغربي تميز الشعب الآري على غيره من مجموع شعوب العالم، لكنما يميز الخصوصية الإسلامية عن باقي الخصوصيات المؤدلجة، أن  في الخصوصية الإسلامية تميز لا هو عرقي ولا هو ابائي، بل التقوى، يفصل الأفضلية بين لناس، على اختلاف أعراقهم، وانتماءهم العقدي.

 ويؤكد الدكتور لبتي أن الخصوصية الإسلامية شيء وأن الخصوصية المعولمة، شيء كذلك، ويشيد إلى أن خطأ الحركات الإصلاحية، تقوم بالإصلاح من اللاشيء، دون مراعاة التطور المعرفي المعاصر، عدمية الوجود في المنهج الإصلاحي، في لا تقوم على التكملة المبدئية التي تتركها تلك الحركات التي كانت قبلها، فكل حركة، تبدأ من الصفر، إلا ولها صفر في الوجود المستقبلي، فكل مصلح يريد البداية على أسس يراها هي المنطلق، ولكن المنطلق الحقيق الذي لا بد وأن يعيه المصلح، أن الإصلاح لا بد له من شيء موجود وجودا على أساس التكملة، والغربلة.

ويضيف أن خصوصية الإصلاح، تكمن في دراسة كل المفاهيم القرينة، بمنهج القرآن المجيد والسنة النبوي، ويعتبر التوحيد خاصة من خصائص هذه الحضارة، ولكي تبلج معالم الخصوصية الإسلامية في العقل المسلم لا بد من نفي الصدفة والعبثية عن العالم، والتخلص من عولمة الأفكار.

أما الفصل الثاني فقد حمل عنوان، “إسلامية العلوم مقاربة في المنهج”، واندرج ضمنه ثلاثة مداخلات كانت المداخلة الأولى لدكتور سعد الدين العثماني، تحت عنوان “إسلامية المعرفة الإشكالية والمفهوم”، التي تناول فيها  أن السنة النبوية، غير مؤهلة لتكون مصدرا للمعرفة، باعتبارها أن كل ما صدر عن النبي صلے الله عليه وسلم، غير قابل ليكون تشريعا، وهو أمر بديهي، فالرسول صلے الله عليه وسلم، بشري بطبعه، يعتريه ما يمكن للبشر أن يعتريه، غير أنه صلے الله عليه وسلم، معصوم فيما يبلغه عن ربه، ولكن يمكن اعتبار كل ما صدر عنه صلے الله عليه وسلم في التشريع مصدرا للمعرفة والحضارة[9]، واعتبر كذلك أن الغيب مصدره الوحي، وأن عالم الشهادة مصدره العقل، وكما سبق فإنه يدعي أن العلوم الغربية أو الغرب ذاته، متحيز إلى ذاته، باعتبار أن الفكر الغربي-ادعاء-أنه الموحد للعلوم المنشئ  للثقافة العقلية، من خلال الإستمداد الجذري من الثقافتين الإغريقية واليونانية.

ينتقد الدكتور العثماني، الدكتور طه جابر العلواني في طرحه لسؤالين:

١- إلى حد يمكن أن يكون القرآن مصدرا للمعرفة؟

٢-أن بعض الوحي ظني يبيح احتمالات لا معارف ثابتة، وأن الكون ينتج باستمرار مغارف ظنية؟[10].

والمداخلة الثانية تحت عنوان “من أسلمة فلسفة العلوم إلى أنسنتها”، لدكتور عبد الرحمان اليعقوبي، اذ يعتبر الدكتور اليعقوبي أن العلم كلي وعام غير خاص، وأن أنسنة العلوم أولى من أسلمتها، حيث أن الإسلامي علامي الوجود، في مطلق الذاتية الفردانية لمختلف المجتمعات، فإن العلوم إنسانية قبل أسلمتها، فهي بذاتها تخدم الإنسان ذاته، وهي من أجله بغية تحقيق التكامل المعرفي، الكوني، فالفلسفة عنده هي مجال معرفي وأكد أن الإبيستيمولجيا؛ علم من مجموعة من العلوم التي تندرج ضمن الفلسفة وهي دراسة نقدية لمختلف الفرضيات والنتائج، وكما هو الجوهر العام فإن الدكتور اليعقوبي يؤكد على أن أنسنة المعرفة، أولى من أسلمتها إذ تشكل محورا أساسا كله حول أنها فهم الإنسان، على  مختلف شاكلته وخلفياته المعرفية والذاتية.

أما المداخلة الثالثة والأخيرة في ذا الفصل فكان بعنوان “فلسفة العلوم الإسلامية قراءة في الفصل والوصل”، لدكتور الحسان شهيد، فقد كان مضمون ما تناوله عن أن العلوم الإسلامية تنقسم إلى أصلية وتبعية، فالأصلية كالفقه والحديث، والتبعية كأصول الفقه وأصول الحديث، ومما ترمي إليه مقاصد هذه العلوم أنها تشكل نواة وبؤرة تحقيق مقاصد العمران والإستخلاف، وأن العلوم قد تتورط نوعا ما من إلى الوجودي، فمن فقه الحياة إلى فقه الأصول ، ومن تفسير النص إلى أصول النص، ومن إعتقاد الأصول إلى  أصول الإعتقاد، ومن ورود لحديث إلى أصول الحديث، ومن استثمار اللغة  إلى ضبط اللغة.

حمل الفصل الثالث والأخير عنوان العلوم الإنسانية وأسئلة الإبيستيمولجيا، وفي ثناياه اندرجت ست مداخلات، كان الأولى للدكتور محمد همام تحت عنوان “لماذا تخاصم العلوم الإنسانية الإبيستيمولجيا ” حيث يرى الدكتور همام أن الفكر المغربي المتعلق بالإبيستيمولجيا، يدور في فلك فكر باشلار، وغير منفتح على المناهج الأخرى، مما يشكل عائقا أمام المقارنة الإبيستيمولجية، لدى كل إبيستيمولوجي من روادها، في الفكر الغربي، وهذا من المناهج التي لا تدرك ولن يدرك من خلالها، التنوع الكلي في المقارنات المعرفية، حيث يشكل المنهج الواحد تحجرا على الفكر، غير قابل للممارسة النقدية والمقارنة المعرفية.

حملت المداخلة الثانية عنوان “فصول في أصول المعرفة وشيء من سيرها ببلاد الأندلس” للدكتور عبد الله التوراني، فقد تناول فيها أهمية المعرفة التي كانت سائدة في الأندلس، وقد ضاعت هذه المعرفة، من خلال عاملين:

١-الإهمال والإحراق، والإغراق.

٢-قل المتصدرين لتأريخ العلوم الإسلامية.

كما أشار إلى الموازنة بين المعرفة الشرقية والمعرفة المغربية في الإنفتاح على العلوم الأخرى من خلال ثلاث أمور:

١-المزج بن الطب والفلسفة.

٢-الإتسطان لمذاهب التصوف الشرقي.

٣-التصريح بمقولات مناقضة للشريعة وهادمة لأصولها.

المداخلة الثالثة كانت من قلم الدكتور أحد الفراك تحت عنوان “العلوم الإسلامية وإشكالات العلمية والموضوعية” من خلال ما قدمه الدكتور أحمد الفراك، تمحورت كلمته حول الفرق الجلي بين العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية، فالأولى تحتفظ بالدراسة القدي دراساتها لذاتها دون غيرها، والأخيرة تعاني من مبدأ تعطيل الموضوعية وصعوبة تحقيقه، وأن الباحث في العلوم الإنسانية لا يتخلص من ذاته في البحث.

والمداخلة الرابعة تحت عنوان “القرآن والتأسيس للإبيستيمولجيا البديلة الشروط والإمكانيات” لدكتور عبد الله أخواض، التي اتسمت بنوع من الدعوة إلى مواجهة الإبيستيمولجيا الغربية التي تحتكر العلوم لذاتها، مصنفة غيرها مجرد ذوات عالة عليها في العلوم، وللمواجهة الغربية هذه، لا بد من مبادئ وأسس منهجية، وقد اقترح الدكتور أخواض، مرحلتين للمواجهة:

١- ثغرات العقل الوضعي من الإستيعاب إلى التجاوز: وصلك من خلال تجاوز العقل الغربي الوضعي إلى العقل التوحيدي الروحي.

٢-تجاوز منطق الذهنية التقابلية في الفكر الإسلامي: من خلال تجاوز مفهوم الإعجاز الذي أورث البخل، والركود للعقل المسلم.

وكانت المقالة الخامسة لدكتور حسن تلموت تحت عنوان “الجرآة والإقتحام في البحث العلمي الضمانات القيمية الإبيستيمولجية”، حيث ارتكزت على مفهوم الإجتهاد، الذي هو في المقابل جرأة الباحث على الإقتحام، في الدراسات العلمية، والإشكالات المنهجية والمعرفية، والظنيات الوجودية التي تنشأ من الفرضيات الظنية، وأن العلم أصله الخطأ فدون الخطأ لا يمكن ممارسة عملية الإجتهاد، في تحقيق سبيل حقيقة ظنية هي في المقابل قابلة للإجتهاد، بعد وجودها في الحقل الفكري بعد أن تتجاوز الزمن الفعلي لوجودها.

وكان ختام هذه الدراسة، مقالة تحت عنوان أهمية تجديد النظر حول الفكر الخلدوني في الفكر الإسلامي الحديث، للدكتور رضے ابراهيم، والتي اتسمت بنوع من الهم المعرفي، والدعوة إلى إعادة قراءة الفكر الخلدوني، وكل ما قدمه من عطاء فكري خاصة في المقدمة والتي اعتبرها الدكتور رضے مؤسسة لعلم الاجتماع والتاريخ والعمران البشري، عكس الادعاءات التي تمكن السبق لهذا العلم، من منطلق غربي ، كدوركهايم، مسندا ذلك برأي الحضآري أرنولد توينبي في اسهامه في اغناء الفكر العالمي بكتاب المقدمة.

من خلال كل ما سبق يمكن القول بأن الفكر الإسلامي في أمس الحاجة إلى تجديد المنهج وتقويم السبل والأسس في سبيل إعادة صياغة للفكر العالمي، وأسملة المعرفة، التي لا يزال المعهد العالمي للفكر الإسلامي يدعمها، وينادي بها، رغم مجموعة من المعارضات التي لقيها، ولا يزال في استمراريته يلاقي النقد وعدم القبول في الدعوة، فكانت هذه مساهمة فعلية وذات طابع علمي، داعية إلى ضرورة أسلمة المعرفة، للولوج إلى ساحة الفكر العالمي، والمساهمة في تصحيح مسار الفكر العلمي القائم على الفلسفة الوضعية، الذي تتبناه الحضارة الغربية.

عصام أخيرى

باحث في الفكر الإسلامي.


[1]– الفاروقي، إسماعيل راجي، التوحيد ومضامينه على الفكر والحياة، ترجمة د. السيد عمر، مدار للأبحاث والنشر، ط 2، 2014، ص 92-59.

[2]– سورة الأحزاب، الآية ٦٢.

[3]– سورة العلق، الآية ١.

[4]– الفاروقي، التوحيد ومضامينه على الفكر والحياة، م س، ص ٨٥.

[5]– نفسه، ص ١٠٨.

[6]– نفسه، ص١٢٣.

[7]– نفسه، ص ٢١٣.

[8]– نفسه، ص ٢٨٥.

[9]– انظر الدكتور يوسف القرضاوي، السنة مصدرا للمعرفة والحضارة، دار الشروق، الطبعة ٥، ٢٠٠٩، وقد كانت هذه الدراسة في محل نسيج غير مسبوق، فقد فصل د. القرضاوي، في الفصل الأول أن السنة تنقسم في حقيقتها إلى تشريعية وغير تشريع، حتى يدرك الباحث المطالع أن السنة ليست كلها تشريع، وأن ما يمكن أن يكون مصدرا للمعرفة هو كل ما متعلقه بالتشريع، لا ما يتعلق بالحياة الجبلية والشخصية لنبي صلے الله عليه يسلم.

[10]– مقالة الدكتور العثماني هذه تتسم بشيء من النمط التقليدي، لمصطلح القرآن المجيد، حيث لا تزال الفكرة التقليدية طاغية على فكره في أن القرآن المجيد ظني في بعض آياته، وهذا ما سعى الدكتور طه جابر العلواني في معظم كتاباته، أن يسلخ مثل هذه الأفكار عن القرآن المجيد، من خلال: نحو موقف قرآني من النسخ، نحو موقف قرآني من المحكم والمتشابه، الجمع بين القراءتين، معالم في المنهج القرآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد