الرائدة في صحافة الموبايل

عاملات مغربيات في مزارع الفراولة الإسبانية يطالبن بالعودة إلى ديارهن

أحمد رباص – دنا بريس

تقطعت السبل بأكثر من سبعة آلاف مغربي معظمهم من النساء بعد أن أغلقت بلادهم حدودها لكبح تفشي فيروس كورونا.
وصلن إلى إسبانيا لجني الفراولة في مارس، أرسلن عائداتهن إلى منازل عائلاتهن، وأصبحن محاصرات عندما انتهى موسم الجني في ماي. ويوجد الآن 7200 شخص نسيا منسيا بمقاطعة ويلفا بجنوب إسبانيا بدون نقود تقريبا، وفقا لبيان نشرته في وقت سابق من هذا الأسبوع مجموعة من المنظمات غير الحكومية الإسبانية والمغربية لحقوق الإنسان، بما فيها المجموعة الأندلسية المحلية موخيريس 24.
يوم الخميس الماضي، نظمت مجموعة تتكون من 15 امرأة مسيرة احتجاجية في كارتايا بويلفا. رفع هؤلاء النسوة، اللواتي يعملن في إحدى المزارع المتورطة، لافتات تطالب بالسماح لهن بالعودة إلى منازلهن.
“نحن هنا بدون عمل، لا نملك شيئا، النقود التي كانت بحوزتنا أرسلناها إلى عائلتنا. لم نعد نملك نقودا لنشتري ما نأكل، نحتاج إلى العودة. نطلب من [الملك] محمد السادس إرسال شخص لمساعدتنا حتى نتمكن من العودة”، تقول فاطمة، إحدى المتظاهرات، في مقطع فيديو يوثق للتظاهرة حصلت عليه شبكة سي إن إن.
وأضافت قائلة: “أطفالنا متروكون وحدهم لحالهم في المغرب، ليس لديهم من يرعاهم، نحن بحاجة إلى العودة”. للإشارة، فقد حصلت شبكة سي إن إن على شريط فيديو الذي يظهر فيه المتظاهرون وهم يستنكرون وضعهم، من مجموعة من النشطاء.
كيف تتحقق العودة إلى الوطن الأم؟ على سبيل الجواب عن هذا السؤال، قالت وزارة الشؤون الخارجية المغربية إن حدودها ستُفتح مجددا في وجه المواطنين والمقيمين اعتبارا من 14 يوليوز، لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستكون الإجراءات مفيدة للنساء العالقات، حيث سيتم تحديد العبور إلى المغرب حصريا من ميناء سيت في فرنسا، و ميناء جنوة الإيطالي – كلاهما على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من مقاطعة ويلفا الإسبانية.
سيضطر المسافرون إلى المغرب بحرا أو جوا إلى تقديم اختبار فيروس كورونا تنتهي صلاحيته بعد 48 ساعة والامتثال لتدابير النظافة الصارمة التي لم تحدد بعد. لكن نساء كثيرات يعملن في مناطق منعزلة ويفتقرن إلى المال للإبحار أوالطيران أو للخضوع للاختبار، وفقا لمتطوعين في موخيريس 24.
قالت أنترفريسا Interfresa، الجمعية المهنية لزراعة الفراولة في الأندلس، إن بعض العاملات جئن إلى البلاد في وقت مبكر من ديسمبر، وقالت إنها في “اتصال يومي” مع حكومتي إسبانيا والمغرب.
يذكر أن البلدين وقعا سنة2001 اتفاقا يمنح العاملات الموسميات تأشيرات مؤقتة لجني الفواكه في إسبانيا. مددت الحكومة الإسبانية تصاريح الإقامة للنساء حتى 30 سبتمبر، لكنهن أعربن عن رغبتهن في العودة إلى ديارهن.
وقال متحدث باسم وزير الخارجية الإسباني لشبكة سي إن إن يوم الخميس: “نحن على اتصال دائم مع السلطات المغربية. إنها عملية معقدة ولم يتم تحديد التفاصيل بعد”.
وقال متحدث باسم الحكومة الإقليمية الأندلسية، التي تضم مقاطعة ويلفا، لسي إن إن إنهم نجحوا حتى الآن في إعادة 106 امرأة متأثرة وخمسة رضع إلى المغرب من خلال رحلات الطيران العارض. وأضاف المتحدث أن المسؤولين المحليين قدموا الغذاء والمواد الأساسية للعمال ووافق أصحاب المزارع على السماح لهن بالبقاء في سكنهن المحدد سلفا.
لكن المنظمات غير الحكومية الإسبانية – التي شجبت مرارا ظروف العمل الموسمي في المزارع – عبرت عن قلقها بشأن ظروف معيشة العاملات.
“إن المزارع التي تمكنا من الوصول إليها ليست مناسبة للإقامة الطويلة الأمد، والعديد منها عبارة عن وحدات من البناء المفكك، وهي مصممة للظروف الجوية غير القاسية، مع وجود عدد كبير من الأشخاص في مساحات صغيرة جدا، لا تستوفي قواعد اتفاقية التشغيل في الأصل”، يقول أنخلس إسكريبا، المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية موخيريس 24.
وأضاف إسكريبا: “عندما تمطر، قلن لنا إنهن يصبحن مبللات، والآن مع الحرارة يضطرن لافتراش الأرض والنوم في العراء”.
وقال نشطاء في المنظمة غير الحكومية موخيريس 24 لسي إن إن CNN إن بعض العاملات يعيشن في مساكن بلا مياه جارية ولا كهرباء.
كما تكذب بعض النساء ادعاء الحكومة الإقليمية بأنها قدمت لهن الطعام، قائلات إنهن يعتمدن على الإعانات الخيرية لرب عملهن.
وفي مقطع فيديو يوثق لاحتجاجات يوم الخميس حصلت عليه سي إن إن، قالت عاملة موسمية أخرى متوسلة: “الرجاء مساعدتنا، لقد تم التخلي عنا ها هنا. لدي 4 أطفال هم الآن عند حماتي، التي تسدي لي هذه الخدمة.
وأردفت المرأة التي لم تحدد هويتها: “انتهلى العمل. لم نعد نفعل أي شيء، لا يمكن أن نكون في إلا المنزل، الرجاء مساعدتنا، هذه هي حالنا منذ شهر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد