الرائدة في صحافة الموبايل

ادريس لشكر والابتذال السياسي

كتب ذ. عبد المولى المروري

حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب وطني كبير – في الماضي طبعا – كان يقام له ويقعد زمان عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي والفقيه البصري كسياسيين، ومحمد عابد الجابري ومحمد جسوس كمثقفين ومفكرين…

ما الذي وقع الآن؟ كيف تحول هذا الحزب العتيد وهو حزب النخبة المثقفة والشعب المقهور، الذي يجر وراءه تاريخا حافلا وزاخرا بالنضال والفكر والتضحيات الجسام إلى ملحقة صغيرة لحزب إداري ليبرالي مخزني؟

للأسف الشديد بعد قرصنة هذا الحزب الوطني، نزل من هذه السفينة العظيمة ربابنة كبار، وتم إقصاء آخرين مخلصين لمبادئ الحزب، لتبقى هذه السفينة رهينة في يد قرصان ضخم، يحاول ابتلاع كل ما يجد أمامه!!!

هذا الكائن العجيب لا يجد حرجا من الانقلاب على الديمقراطية المغربية وعلى الدستور وإلغاء الفصل 47 منه، لأنه يعلم علم اليقين الذي لا تتسرب إليه حبة خرذل من شك أنه لن يعطيه الشعب المغربي المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية، لذلك هذا الفصل الذي شكل نقلة نوعية وقفزة مهمة – وإن كانت صغيرة – نحو انتقال ديمقراطي جديد بخطوات صغيرة وثقيلة، هذا الدستور الذي قدم الشعب المغربي من أجله تضحيات كبيرة توجت بخطاب 9 مارس وبإرادة ملكية للقيام بإصلاحات سياسية ودستورية جديدة، هذا الدستور والفصل 47 لن يسمح له يوما بالحلم بمنصب رئيس حكومة. وتصريحه بإلغاء هذا الفصل يعبر عن سقوط وابتذال سياسي رهيب ومقزز يعطي من خلاله شيكا موقعا على بياض كتب عليه : افعلوا بي ما تشاؤون وسأكون الخادم المطيع من درجة ” جفاف “.

هذا الكائن العجيب لا يجد حرجا أن يجر حزبه الوطني العتيد، حزب اشتراكي تقدمي ديمقراطي، إلى عتبة حزب التجمع الوطني للأحرار، الحزب الإداري المخزني الليبرالي، من أجل التبرك به والتمسح بأعتابه كي يدخل بيت الحكومة من أحد مراحيض حزب الأحرار.

هذا الكائن الغريب ما كان ليحظى برئاسة مجلس النواب لولا تصويت نواب العدالة والتنمية لصالح مرشحه، وما كان ليدخل الحكومة لولا تنازلات حزب العدالة والتنمية والضغط الرهيب والابتزاز الشنيع الذي مورس عليه من طرف جزء من الدولة العميقة تحت مسمى التجمع الوطني للأحرار.

بعد كل هذا، يأتي هذا الكائن غريب البنية وعجيب الأطوار ليقول : التحالف مع حزب العدالة والتنمية كان كارثة!!!!

ما الذي يبقي هذا الكائن في هذا التحالف؟ فليكن رجلا ويعلن انسحابه من هذه الكارثة! ولكن هيهات!!

فهل يوجد ابتذال سياسي أكثر من هذا ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد