الرائدة في صحافة الموبايل

الرباط.. اليونسكو قلقة من عملية ترميم مقهى الأوداية

أحمد رباص – دنا بريس

أدى تدمير المقهى المغربي في الأوداية، بهدف “إعادة بناء متطابقة” محتملة، إلى جعل اليونسكو تتفاعل معه انطلاقا من مركز التراث العالمي. تشير المراسلات المؤرخة بسابع عشر يوليوز الحالي والموجهة إلى سمير الدهر، الممثل الدائم الجديد للمغرب لدى اليونسكو، مع نسخة للجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم/مكتب اليونسكو بالرباط، إلى أن مدينة الأنوار مدرجة في قائمة التراث العالمي منذ عام 2012.
بهذه الصفة، أشارت مديرة هذا المركز، مشتيلد روسلر، إلى أنها علمت مؤخرا عبر وسائل الإعلام المختلفة بمشروع يهدف إلى هدم مقهى قصبة الأوداية، الواقعة في قلب الرباط، العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية المعتبرة تراثا مشتركا.
وكتبت روسلو قائلة: “وفقا للفقرة 174 من المبادئ التوجيهية لتنفيذ اتفاقية التراث العالمي، نرسل إليكم هذه المعلومات حتى تمكنونا، إلى جانب السلطات المعنية، من التحقق من محتواها. “
بالتأكيد على “رد سريع”، تشدد المراسلات الواردة من اليونسكو أن مقتضيات الفقرة 172 الخاصة بالتوجيهات “تنص على أن كل دولة طرف تبلغ عن نواياها “بمباشرة أو الترخيص، في منطقة محمية بموجب الاتفاقية، بترميمات رئيسية أو إنشاءات جديدة، من شأنها تعديل القيمة العالمية البارزة للعقار. يجب أن يتم الإخطار في أقرب وقت ممكن (…) وقبل اتخاذ قرارات يصعب التراجع عنها (…) “.
قامت السلطات في الرباط ودون تشاور مسبق مع أي من أصحاب المصلحة في العاصمة بتدمير هذا المقهى، ما أثار موجة من الاحتجاجات من المواطنين والجمعيات “الغاضبة” من هذا القرار.
بعد هذه الإحتجاجات العامة، وقع عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح، وفكري بن عبد الله، رئيس جمعية ذاكرة الرباط سلا، على بيان مشترك يشيرأن فبه إلى أنهما طلبا لقاء مع والي جهة الرباط – سلا – القنيطرة.
قدم الرئيسان بعض التفسيرات التي يفترض أنها شجعت، بحسب البيان الصحفي، على الإقدام على هذا التدمير. وحدد الموقعان أنهما على المستوى المعماري تم تطمينهما بأن مشروع الترميم سيحافظ على الهوية الثابتة والأصلية والحقيقية للمكان. سيهتم هذا الخيار الاستراتيجي بإزالة كل الإضافات أو الملاحق التي أضرت في الواقع بالسلامة المعمارية التاريخية لهذا المكان الخالد في الذاكرة. كما أشاراإلى أن الطرفين (الولاية والجمعيتين) قد اتفقا على إجراء مشاورات مستقبلية سابقة مع جميع الجهات المعنية بالتراث، بما فيها المجتمع المدني. هذا التواصل سوف يتيح في المستقبل تجنب أي مشكلة تعوق الدعم الجماعي لمشاريع من هذا النوع، مع تعزيز شرعيتها.
في تدوينة استنكارية، أفاد سعيد مولين، المهندس المعماري المعروف في العاصمة، والذي لا يؤمن بإمكانية إعادة إعمار متطابقة، أن هذا الموقع التاريخي الذي هو جزء من تراث المدينة والمشيد من قبل موريس دي لونيل، مهندس الألوان المائية الذي عهد إليه ليوطي ببناء مجمع يضم حديقة ومتاحف أندلسية، تم تدشينه سنة 1917 في خضم الحرب العالمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد