الرائدة في صحافة الموبايل

بسبب الجائحة وتزايد الإصابات.. يرتفع مؤشر البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية

عبدالعالي الطاهري – دنا بريس

أدى الارتفاع الجديد للإصابات بوباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى زيادة نسب البطالة للمرة الأولى منذ نهاية آذار/ مارس، في وقت يسعى الكونغرس إلى التوافق بشأن تمديد مساعدات حيوية للعاطلين من العمل من المتوقع أن تتوقف خلال أسبوع.
وأغلقت آلاف المتاجر والمطاعم أبوابها في البلاد، وأعادت موظفين بدؤوا وظائفهم حديثا إلى بيوتهم بسبب طفرة الإصابات بالفيروس في الجنوب والغرب.
وفي النتيجة، سجل ما يناهز 1,4 مليون طلب جديد لمساعدات البطالة بين 12 و18 تموز/يوليوز، في مقابل 1,307 مليون طلب الأسبوع الماضي.
وهذه أول مرة يرتفع مستوى البطالة خلال أسبوع منذ بدء تراجعه البطيء بداية نيسان/ابريل. وكان الأسبوع الأخير من آذار/مارس شهد تسجيل رقم قياسي مع تقدم 6,6 مليون شخص بطلبات خلال أسبوع.
وتوقع كبير الخبراء الاقتصاديين في “بانثيون ماكرو إيكونومكس” يان شفردسون “ارتفاعا ثانيا الأسبوع المقبل” قبل أن تتناقص الطلبات من جديد.
ويبلغ العدد الإجمالي للمسجلين في لوائح البطالة نحو 16,2 مليون شخص. ويمكن لهذا العدد أن يصل إلى 32 مليونا إذا ما جرى احتساب عدد الأشخاص الذين تراجعت مداخليهم أو توقفت أعمالهم الحرة.
وبالنسبة إلى العاطلين عن العمل، فإن حلول شهر آب/اغسطس يعني نهاية المساعدة الحيوية التي أقرت لهم بداية نيسان/ابريل في إطار خطة النهوض الاقتصادية الضخمة التي أقرتها إدارة دونالد ترامب والكونغرس في مواجهة أزمة الوباء.
وكان هؤلاء يتلقون 600 دولار إضافي أسبوعيا ، ما كان يتيح لهم غالبا الحصول على مداخيل أعلى من أجورهم السابقة. وتتراوح عادة تعويضات البطالة، التي تتبدل بين ولاية وأخرى، بين 235 و823 دولارا أسبوعيا ، وتدفع ما بين 3 وستة أشهر.
وساهمت هذه المساعدات في عدم وقوع ملايين الأسر في الفقر، إلا أن معارضيها يرون أنها تعرقل العودة إلى العمل.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين، في تصريح لشبكة “سي إن بي سي” أمس الخميس، إن تمديد هذه المساعدات يمثل “أولوية” لإدارة الرئيس الأميركي.
لكن بخلاف ما يدفع حاليا ، فإن قيمة المساعدة ستتراجع في بداية آب/أغسطس إلى “نحو 70%” من المرتب قبل البطالة. وقال منوتشين “لن ندفع للناس المزيد من المال للبقاء في المنزل بدلا من العمل”.
غير أن المعارضة الديمقراطية ترغب في تمديد المساعدات بشكلها الحالي “حتى العام المقبل على الأقل”، وفقا لـ”سي إن بي سي”.
وبدأ نواب الكونغرس الإثنين الماضي التباحث في خطة اقتصادية جديدة ينبغي أن تنص، فضلا عن تمديد المساعدات للعاطلين عن العمل، على شيكات جديدة للأسر، وقروض إضافية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأكثر تضررا ، وأيضا مبالغ تخصص للمدارس لإعادة فتح أبوابها مع احترام التباعد الاجتماعي.
واستبعد وزير الخزانة الحل القائم على خفض النفقات الاجتماعية المترتبة على أرباب العمل، برغم أن ترامب يؤيدها.
وتشكل هذه القضية نكسة جديدة للرئيس الأميركي الطامح إلى الفوز بولاية ثانية، حيث كان يعول على استئناف النشاط الاقتصادي بغية إعطاء زخم لحملته الانتخابية وإطلاقها من جديد.
وكان ترامب يدعو إلى إعادة الحياة الاقتصادية سريعا ، كما فعلت بعض الولايات على غرار جورجيا وتكساس. غير أن العدوى تفشت من جديد فارتفع عدد الإصابات وسط تسجيل البلاد أرقاما قياسية جديدة، ما دفع العديد من المناطق إلى إعادة إغلاق المتاجر والمطاعم.
واتُهم ترامب طويلا بالإنكار في مواجهة الوباء، إلا أنه بدَّل لهجته بشكل مذهل الثلاثاء الأخير، بإقراره بأن ثمة “ارتفاعا جديدا مقلقا في الإصابات” في جنوب البلاد، وطالب “الجميع بوضع الكمامة حين يصعب احترام التباعد الاجتماعي”، وذلك بعدما دافع عن “الحرية” الفردية في هذا الخصوص.
وأصيب ما يقارب أربعة ملايين شخص بالوباء في الولايات المتحدة، وتوفي أكثر من 143 ألفا، ما يوازي ربع عدد الوفيات في العالم، حسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد