أحمد رباص – دنا بريس
أظهرت النتائج الأولية لدراسة جديدة أن القطيرات الجزيئية المنبعثة عند الزفير والتحدث من المحتمل أن تنقل فيروس كورونا في حالة الإصابة.
هذه فرضية تدعم فرض استخدام الكمامات والأقنعة الواقية في الأماكن المغلقة منذ يوم الإثنين الماضي في فرنسا. بدون سعال أو عطس، أي فقط عن طريق التحدث أو الزفير، من المحتمل أن ننقل فيروس كورونا إلى الآخرين إذا كنا مصابين.
هذا ما خلصت إليه، للمرة الأولى، دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع في الولايات المتحدة على الموقع العلمي medrxiv.org، ولا يزال يتعين مراجعتها من قبل لجنة قراءة تابعة لمجلة علمية متخصصة.
وقال جوشوا سانتاربيا Joshua Santarpia، الأستاذ في المركز الطبي بجامعة نبراسكا، لوكالة فرانس برس، إن المهمة من الصعوبة بمكان؛ وهو يقصد طريقة جمع الجسيمات الفيروسية في الهواء باستخدام جهاز بحجم الهاتف المحمول. وأضاف أن “التركيزات منخفضة، ولا توجد فرصة كبيرة لالتقاط عينات قابلة للاستخدام بشكل عام”.
رغم ذلك، اختبر الباحثون الهواء في غرف يوجد فيها خمسة مرضى طريحي الفراش، على علو حوالي 30 سم فوق أقدامهم. كان المرضى يتحدثون، ومنهم من كانوا يسعلون. تمكن العلماء من جمع قطيرات جزيئية محتوية على الفيروس يقل قطرها عن 5 ميكرون، بل منها ما يقل قطرها عن ميكرون واحد.
ثم قاموا بعزل الفيروس ووضعوه في وسط خاص لجعله يتكاثر. لم يتمكنوا سوى من نسخ ثلاث عينات من أصل 18 عينة، مستخرجة من قطيرات جزيئية يقاس قطرها بميكرون واحد. وكان جوشوا سانتاربيا واثقا من نفسه حين قال: “إنه يتكاثر في زراعة خلوية وبالتالي فهو معد”.
واعتبرت السلطات الصحية في العديد من البلدان ومعها منظمة الصحة العالمية أن انتقال العدوى عن طرق الهواء كان غير محتمل في بداية الوباء، إلا أنهم يعتقدون الآن أن الإصابة المباشرة (عن طريق الرش وارتطام القطيرات بشكل مباشر بالوجه) لا يزال الطريق الرئيسية لانتقال العدوى. لكن منظمة الصحة العالمية، تحت ضغط العلماء، اعترفت في 7 يوليوز بأن هناك أدلة على اتقال الفيروس عبر الهواء.
لقد أصبح الجدل سياسيا أكثر منه علميا، غير أن معظم علماء الأمراض المعدية يتفقون على أن مجرى الهواء هو أحد الطرق التي تنتقل بها العدوى، على الرغم من أن أهميته ما زالت محط نقاش، كما لاحظ سانتاربيا وعلق البروفيسور لينسي مار Linsey Marr، المتخصص في انتقال الفيروس عن طريق الهواء، على تويتر قائلاً إن الدراسة قدمت “أدلة قوية”، مضيفاً: “هناك فيروس معد في الهواء، يبقى أن نعرف كمية الهواء المستنشق المؤدية إلى الإصابة بالعدوى”.