الرائدة في صحافة الموبايل

عبد اللطيف اللعبي/عيسى مخلوف.. عاش لبنان الأنوار

أحمد رباص – دنا بريس

في رسالة مصوغة بلغة راسين، عبر الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي والكاتب اللبناني عيسى مخلوف عن دعمهما للشعب اللبناني الذي يجتاز اليوم محنة قاسية، دعيا كل من أراد الانضمام إليهما للتوقيع على الرسالة ونشرها في محيطه. إليكم في ما يلي نص الرسالة بلغة الضاد:
“الكارثة الرهيبة التي ضربت ببيروت وأدت إلى حداد في لبنان حلت في الوقت الذي كانت فيه البلاد تمر بالفعل بواحدة من أحلك اللحظات في تاريخها، أسوأ من تلك التي مرت بها خلال الحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاما. ثلاثون عاما مرت على تلك المأساة دون أن يعالج ما تسببت فيه من شرور. على العكس من ذلك، تفاقمت هذه الشرور، من ناحية، بسبب التدخل الأجنبي من جانب القوى الإقليمية أو القوى العظمى، ومن ناحية أخرى بسبب احتكار السلطة من قبل قادة الجماعات الدينية، الذين لطالما اعتبروا البلد مثل غنيمة حرب. شهد 17 أكتوبر من العام الماضي اندلاع حركة احتجاجية استثنائية، هي الأولى في تاريخ لبنان المعاصر. هذا يعني أنه تمكن من تجاوز كل الانقسامات: المذهبية، الأيديولوجية، الإقليمية والحزبية.
أعرب عشرات الآلاف من المشاركين، في طليعتهم شباب، بقوة عن الحاجة إلى تغيير جذري في الأعراف السياسية ووضع حد لإهدار الثروات العامة. كما طالبوا بتنحية الطبقة الحاكمة الكريهة التي عرّضت البلاد لتوتر دائم، ودفعت بها إلى صراعات خارج حدودها، واختزلت الدولة في الحد الأدنى، مما جعلها عاجزة عن التصرف فقط لضمان المهام الأساسية مثل توزيع المياه أو الكهرباء أو جمع القمامة.


في أعقاب هذه الحركة الاحتجاجية، تم مؤخرا نشر ميثاق الإنقاذ الوطني الذي أطلقه عدد من نشطاء الحركة الاجتماعية والكتاب والمثقفين، والذي دعا إلى إعادة تنظيم المجال السياسي، وخلق تحالف واسع مهمته بناء دولة القانون، وإرساء ديمقراطية تضمن مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية.
مع انهيار النظام الاقتصادي، واحتجاز البنوك لأموال المودعين، وتدهور الوضع الاجتماعي والثقافي، في ظل نقص الغذاء، لا يوجد لبنان فقط على حافة الهاوية، بل أصبح مهددا في وجوده.
سيكون لانهيار لبنان بلا شك عواقب وخيمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وسيعني سقوط آخر معقل للتعددية والتنوع والانفتاح في هذا الجزء من العالم. كما سيعلن عن نهاية دور الجسر بين الشرق والغرب الذي لعبه لبنان، ودور الرئة الذي أتاح للثقافة والديمقراطية في العالم العربي أن تتنفس حياة جديدة. لبنان الإبداع، لبنان حرية التعبير، لبنان نبذ الظلامية والفكر الواحد، لبنان الملتزم بحزم بمشروع الحداثة والذي وضع نفسه في حالة حوار على قدم المساواة مع الثقافات الأخرى، لبنان الأنوار هذا مهدد اليوم بالموت. إن اختفاءه يعني اتساع رقعة التعصب والقمع والإرهاب والنعرات الطائفية التي لا يمكن السيطرة عليها.
نحن اللبنانيين، أو محبي لبنان عبر العالم، نؤكد هنا على رفضنا الاستسلام لمثل هذه الخسارة.
اليوم ننحني لجميع ضحايا كارثة الرابع من غشت ونشارك في عزاء أسرهم. ولكي تكون للحياة الكلمة الأخيرة، فإننا نعبر عن دعمنا الكامل لحركة المجتمع المدني التي ستستمر في النضال من أجل لبنان جديد حيث سيكون من الممكن مرة أخرى إقامة دولة قانون حقيقية، متحررة من القيود الطائفية، تضمن لكل فرد حقوق وحريات المواطنة الكاملة.
عاش لبنان الأنوار..”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد