الرائدة في صحافة الموبايل

محمد التيجيني.. دواعي انفصاله عن القناة الأولى

أحمد رباص – دنا بريس

قبل سنة، نشرت بعض المواقع الإخبارية المغربية شريط فيديو بظهر أنه مقتطع من الحلقة الأخيرة لبرنامج “ضيف الأولى” وفيه يعلن محمد التيجيني عن رحيله عن القناة الأولى ويشرح أسباب هذا الرحيل المفاجئ.
مهد الصحافي المستقيل للإعلان عن قراره بكلمة شكر وجهها لجمهوره الذي تابع حلقات برنامجه على مدى ثلاثة مواسم، علما أن كل موسم استغرق حولا كاملا، دون أن ينسى تقديم الشكر لإدارة الإذاعة والتلفزة على ما وضعته رهن إشارته من وسائل وإمكانيات حتى يمر البرنامج في أجواء ملائمة. كما شكر الأطر التقنية بمختلف تخصصاتها لمواكبتهم للبرنامج ومساهمتهم في إخراج حلقاته في أحسن نسخة.
بعد ذلك، شرع التيجيني في سرد قصة مغادرة بلجيكا في اتجاه المغرب تلبية لدعوة موجهة له من التلفزة المغربية التي أرتأت الاستفادة من كفاءته كمنشط للبرامج السياسية. حكى كيف أن المسؤولين بدار الإذاعة والتلفزة قرروا اختباره من خلال تكليفه بإعداد حلقات سياسية لا تتجاوز مدة إلقائها 20 دقيقة. كان النجاح حليفه في هذا الاختبار كما قال بعظمة لسانه ما جعل الإدارة تأذن له بتقديم برنامج جديد اختير له من الأسماء “ضيف الأولى” وحددت مدة إلقائه في 90 دقيقة.
استمر محمد التيجيني يقدم برنامجه ذاك على مدى ثلاثة مواسم استقبل فيها عددا كبيرا من الشخصيات السياسية التي حاورها انطلاقا من قناعته أن المغرب خطا خطوات جبارة على درب حرية التعبير والديمقراطية لا سيما بعد تبني الدولة المغربية دستورا جديدا يؤمن ويوصي بحقوق الإنسان. إلا أن التيجيني لم يسكت عما كان يتعرض له من مضايقات ومشاكل تيقن معها أنه إذا تمكن هذه المرة من تمرير الحلقة الأخيرة فلا يعرف إن كان ممكنا تمرير الحلقة القادمة.
تحدث في هذا الصدد عن بعض الزعماء السياسيين الذي لم يجرؤوا على تلبية دعوته لهم بالحضور إلى البلاطه بإيعاز من رفاقهم الذين لهم موقف من البرنامج ومن مقدمه كليهما. كما أشار إلى أن حزب العدالة والتنمية، عندما كان بنكيران على رأس الحكومة السابقة، قرر مقاطعة التيجيني في بادرة غير مسبوقة ولم يسبق لأي حزب أن قام بمثلها. إلى ذلك، صرح المتكلم بتلقيه رسالة ملاحظة من الهاكا جرى تنبيهه فيها بأن الصحافي غير مطلوب منه البتة الإدلاء برأية وهو يتحاور مع شخصية سياسية. عبر مقدم “ضيف الأولى” عن استيائه من هذا التدخل الصادر عن هيئة يفترض فيها التجاوب مع ما في الخطاب الرسمي والدستور من إيجابيات تتعلق بالمواطنة والديمقراطية.
في آخر كلامه، أعلن محمد التيجيني عن نهاية المهمة الموكولة إليه والمتمثلة في إعداد وتقديم برنامج حواري كان ناجحا رغم كل شيء. في هذا المقام، كشف هذا الصحافي الذي كان يتقاضى راتبا يفوق 50000 ألف درهم، عن إمكانية استمراره في التعاون مع التلفزة المغربية إذا قبل العمل على ضوء تعليمات والتقيد بها. إلا أنه رفض هذا العرض واختار الرحيل ما دام أن عمله في هذه المؤسسة الإعلامية بشروط وخطوط هي بمثابة حدود سوف يكون بدون إضافة نوعية ولمسة شخصية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد