الرائدة في صحافة الموبايل

السديس.. يمثل دولته وسياستها ولا يمثل السنة ومنهج السلف

كتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ

“السديس إمام المسجد الحرام لا يمثل السنة ولا منهج السلف بل يمثل دولته وسياستها فلا ترفعوا أي شخص فوق منزلته” ، كذا قال الشيخ حسن الكتاني حفظه الله. وتعقيبي عليه فيما يلي:
فأقول: يكفي السديس عُلوَّ منزلةٍ أنه إمام المسجد الحرام. أي أنه إمام أعظم مسجد وأشرفِه في العالم كله على الإطلاق. يخطب الجُمعَ والعيدين في ملايين المسلمين حضوراً وعبر الشاشات في مئات الملايين في القارات الخمس. السديس مُزكَّى من طرف كبار هيئة العلماء في “السعودية” ابن باز والعثيمين وغيرهما رحمهما الله. استولى على عواطف المسلمين منذ عقود من الزمن بجمال صوته وتحبير تلاوته واسترسالٍ في دعائه “الخاشع والباكي المبكي” ناهيك عن شواهده العليا وتطويعه للأسلوب العربي المبدع السلس.
هذا هو عنوان الحال من غير بَخْسٍ ولا شطط.
وإذن هو شخصية مرموقة محسوبة على أهل السنة، ينتمي إلى دولة “التوحيد” وعقيدة “الولاء والبراء” ومذهب الإمام أحمد ومدرسة شيوخ الإسلام ابن تيمية وتلميذيه ابن القيم والحافظ ابن كثير… رحم الله الجميع.
مرة أخرى هذا هو عنوان الحال.
هذا الرجل الفقيه المقرئ الإمام عبد الرحمن السديس، ليس تافهاً ولا نكرة ولا جاهلاً… إنه باختصار شديد، لسبب أو لآخر، طوعاً أو كرهاً، رغبة أو رهبة… انقلب على مدرسته “السلفية” ونكص على عقبيه عن علم وبيّنة… وتُمرّرُ على لسانه فتاوى الانبطاح والتطبيع مع الكيان الصهيوني في تمجيد وتبجيل للولايات المتحدة الأمريكية ليس لهما نظير… وهذا استغلال لشعبية الشيخ وشهرتة التي ملأت سمع العالم وبصره.
بطلان ادعاءاته وفساد فتاويه لا تحتاج إلى ردّ من أحد. فقد كفانا السديس نفسه ردّا على نفسه إذ يكفي استحضارُ خطبه من قبلُ في الصهاينة وأعوانهم ووضعُها بجانب خطبه الحالية في نفس الصهاينة وأعوانهم… لتجده يأتي بالشيء ونقيضه… ولترى كيف يهدم ما بناه… بجرأة عجيبة متلاعبا بنصوص الدين وتأويلاتها بما يُضحك الصبيان فضلاً عن غيرهم.
السديس شيخ سنيّ شامخ هوى وانتهى… وبالمناسبة فإنه ليس وحده المتورط في التأطير للتطبيع مع الكيان الصهيوني… إنهم كُثُرٌ لا كثّرهم الله…
تجدر الإشارة إلى أن مناصرة وليّ الأمر والدعاء له وجمع الناس حوله وتزكية أفعاله الإصلاحية والتحذير من شق عصا الطاعة والوفاء بالبيعة مع النصح في السرّ ما تيسّرَ وأمكن، وعدم التشنيع والتشهير وإذكاء نار الفتن والتمرد… الخ… كل هذا من عمل العلماء العاملين الصالحين المصلحين الذين يدركون ما معنى السلم الاجتماعي وقيمة الأمن والأمان والحفاظ على الوحدة والأعراض…
لكن هذا شيء وما جاء به السديس من تعسف في ليّ أعناق النصوص ومحاولة استصدار نسخة إسلامية مشوهة إرضاءً لترامب ونتنياهو شيء آخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد