الرائدة في صحافة الموبايل

العالم العربي يدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية على مواقع التواصل الاجتماعي

أحمد رباص – دنا بريس

في حملة تزداد زخما شيئا فشيئا، دعا العديد من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية على الشبكات الاجتماعية لعدة أيام احتجاجا على “الانجراف الاستبدادي والقمعي ضد المسلمين” منذ الهجوم على صمويل باتي، أستاذ التاريخ.
يعني الهاشتاغان الرئيسيان الموظفان في هذه الحملة باللغة العربية “#قاطعواالمنتحاتالفرنسية”. كما يطالب مستخدمو الإنترنت باستقالة وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانين والرئيس إيمانويل ماكرون.
من جهته، صرح إيمانويل ماكرون خلال حفل تأبين وطني للمدرس القتيل: “سنواصل هذا الكفاح من أجل الحرية” الذي يعتبر صموئيل باتي “وجها” لها. إنها جريمة “وحشية” ارتكبها سبعة أشخاص تطالهم المتابعة الآن، من بينهم قاصران.
“لن نتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية والرسومات حتى لو انسحب الآخرون “، يقول رئيس الدولة الفرنسية بنوع من الإصرار، موجها التحية “لأحد هؤلاء الأساتذة الذين لن ننساهم أبدا “، خلال كلمة ألقاها في فناء السوربون، مكان رمزي لروح التنوير والتعليم.
الجو متوتر على وسائل التواصل الاجتماعي حيث أبان عدد لا يحصى من المسلمين في فرنسا وغيرهم عن شعورهم بالغضب من عمل يعتبرونه داخلا في إطار الإسلاموفوبيا. يتعلق الأمر بعرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الإسلام على جدران المباني العامة. وهكذا، تم إطلاق حملة واسعة النطاق على شبكة الإنترنت تدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، تستهدف البلدان الإسلامية.
تُعرض الرسوم الكاريكاتورية لنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) على واجهة فندق مدينة مونبلييه بفرنسا، وكذلك على المقر الرئيسي لمنطقة أوكسيتاني الإدارية في تولوز. تكثر على شبكة الإنترنت الحملات التي يقودها مسلمون يطالبون بلدانهم الأصلية بمقاطعة المنتجات الفرنسية. هذا ما أوردته قناة النهار الفضائية يوم أمس الأول (23 أكتوبر).
من أجل توضيح الرؤية حول هذا الملف، استضافت هذه القناة التلفزية الجزائرية الناطقة بالعربية أحمد البرقاوي، مدير مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية بالعالم العربي في باريس.
في مداخلته، عرض الأستاذ الخبير عناصر قراءته للأحداث من خلال إلقاء نظرة تفسيرية على هذه الرسوم الكرتونية وانعكاساتها على مستخدمي الإنترنت المسلمين، دون إهمال الحديث عن النتائج المحتملة لهذه القضية، في المستقبل القريب وعلى نطاق أوسع.
استهل حديثه بالإشارة إلى أن “الازمة الحالية مختلفة عن الأزمات التي سبقتها”. في نظره، هذه أول مرة تشاهد فيها السلطة التنفيذية تقدم على ردود أفعال من هذا القبيل. فعلا، هذا لم يحدث من قبل. خاصة وأن فرنسا بلد علماني يفصل بين الدين والدولة”، يشرح البرقاوي. حتى في وقت الأحداث المرتبطة برسوم شارلي إيبدو، لم تتبع السلطات الفرنسية هذا المنطق.
وبحسب أحمد البرقاوي، على الدولة الفرنسية أن تعود إلى موقفها الحيادي تجاه جميع الأديان. هذا هو الدور المنوط بها على هذا المستوى بموجب قانون 1905، كما يقول المتخصص.
يقال إن الأخير مقرب من حركة النهضة في تونس؛ الشيء الذي لا ينفيه على الإطلاق. هناك اعتبارات انتخابوية تكمن خلف هذا الهجوم على الإسلام ونبيه، يعتقد المتحدث.
كما أدان الأخير النزعة “العلمانية” التي تمثل، حسب رأيه، شكلاً من أشكال الاضطهاد. لدى المؤمنين مساحة لا تنس تضيق للتعبير عن أنفسهم، كما يظن مدير مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية . لتعزيز حجته، استشهد محاور قناة النهار بقول منسوب لنيكولا ساركوزي ويتوافق مع أقواله. الإسلاموفوبيا هي أحد تجليات هذه “العلمانية”، في نظر المتحدث.
“لا يوجد إسلام سياسي في فرنسا”، هكذا أعلن أحمد البرقاوي. وأشار، في أعقاب ذلك، إلى عدم وجود حزب ذي توجه إسلامي على الساحة السياسية في هذا البلد. وقال الخبير في مجال الدراسات الاستراتيجية إن “مسلمي فرنسا مسالمون”. وأضاف: “فرنسا شيدت بأذرع هذه الطبقة التي جيء بها من المغرب والجزائر وتونس ودول إفريقية أخرى”. ربما تكون هذه طريقته في القول إن المسلمين جاءوا كبناة لا كمخربين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد