الرائدة في صحافة الموبايل

ما مصير مكتباتنا/ كتبنا التي نملكها في بيوتنا؟!

الدكتور الحبيب ناصري

منذ قراءتي مقال الناقد والشاعر المغربي، سي محمد بنيس، حول المكتبات العائلية، والتي لم يعد أحد يرغب في حصته من الإرث من هذه المكتبات الخاصة، والسؤال يطاردني ويخلخل كل مشاعري. هذا السؤال شبيه، وفي عمقه، بسؤال، لماذا لم يدقوا الجدران؟، الوارد في رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس). سؤالي هنا، ما مصير مكتباتنا/كتبنا التي نملكها في بيوتنا؟. اعرف شكوى العديد من الأصدقاء الكتاب والباحثين والمدرسين، وهي نفس الشكوى لدي، وتتعلق بكون الأسر لم تعد ترغب في وجود مكتبات في بيوتها لعوامل عديدة!. الناقد والشاعر سي محمد بنيس، وكما قلت سابقا، كتب ونشر مقالا خارقا وحارقا ومؤلما ، حيث عرى عن كون العديد من الورثة يتخلون عن نصيبهم من كتب مكتبات آبائهم. هناك من يجمع الكتب في اكياس ويرميها ليلًا في أمكنة الأزبال !. لم ننجح في اوطاننا العربية في ترسيخ ثقافة عشق الكتاب وقراءته. نسبة القراءة متدنية في العالم العربي . بعض الجهات المختصة تحصره في دقيقتين ونصف كمعدل فردي سنوي. وهناك من يحصره في ستة اسطر سنويا مقابل عشرة إلى اثني عشر كتابا في السنة في بعض الدول الأوربية (ما يقرب من كتاب في الشهر )!!. منظوماتنا التربوية لم تتمكن من القبض على وصفة تربوية دقيقة تجعل الكتاب حاضرا في حياتنا وبشكل دائم!. طبعًا، لابد من الإبداع في جعل الكتاب خير رفيق !. شخصيا، راكمت تجربة في طبع ونشر بعض الكتب الفردية والجماعية، وراكمت خبرة مفادها ان ما نطبع وننشر اثره جد محدود!. نعاني من سوء توزيع الكتاب وإيصاله إلى أطراف شاسعة خارج وداخل ارض الوطن!. صحيح التكنولوجيا عمقت الجرح لدينا نحن العرب، وطورت سؤال القراءة والكتاب لدى الدول المتقدمة. اذن، ماذا سيقع لمكتباتنا حينما نرحل الى جوار رفيقنا الأعلى وهي غير مرغوب فيها ونحن على قيد الحياة، في زمن تهافت الأسر وابنائها على الشعب الهندسية والتقنية والطبية؟. شخصيا أوصي وأنا في قواي العقلية بتقسيمها مناصفة بين كلية الاداب بمراكش وكلية الاداب بالرباط. مؤسستان جامعيتان لهما دين في عنقي. تعلمت فيهما وحصلت فيهما عن شواهد جامعية عديدة !. مصير مكتباتنا/كتبنا، يعكس حقيقة تحولات نوعية نعيشها!. فماذا لو كنا نقرر مجموعة من الكتب اثناء مباريات التوظيف والترقيات وتخفيف عقوبة السجن لمن قرا بعض الكتب؟.ماذا لو فرضنا على الأقل كتابا واحدًا على جميع طلبة الطب والهندسة والحقوق والأمن ، الخ، يمتحنون فيه شفهيا وله معامله وعلامته؟.ماذا لو فكرنا وابدعنا في صيغ شعبية ورسمية من اجل إنقاذ الكتاب من وضع مأزوم ومهزوم يسير في اتجاه تخلي الأسر عن مكتباتها الخاصة والبحث عن حيل للتخلص منها وصاحبها على قيد الحياة؟.كان حلم الأجيال السابقة توفرها على مكتبات خاصة!. بذلت العديد من الجهودالمادية والمالية،الخ، لتحقيق حلم هو اليوم مهدد برميه ليلًا في حاويات الأزبال !. المكتبات لا تورث، بل يوصى بإهدائها للمدارس والثانويات والجامعات ومكتبات الجماعات الحضرية،الخ، وذلك حسب نوعيتها وخوفًا من مصيرها الجريح!.
يتبع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد