الرائدة في صحافة الموبايل

عالم يتغير ومحتويات تعلمية شبه ثابتة

د.الحبيب ناصري

جولة تربوية في بعض الكتب المدرسية لبعض المواد الدراسية، تجعلك وبشكل بسيط، تستنبط ضرورة تغييرها لاسيما في عالم يتميز بالتحول السريع !. ارقام وصور ومفاهيم وإحصائيات ومعطيات ومقاربات ومحتويات عديدة، وجب اعادة النظر فيها لكونها لم تعد كما كانت!. أكيد ان المدرس سيواكب التغيير وسينبه المتعلم إلى طبيعة ما وقع من تحولات جديدة ويضعه بهذا في ظل كل جديد، لكن هذا لا ينفي ان للكتاب المدرسي “سلطته” “المقدسة”، والتي تفعل فعلها في المتعلم وتجعله ميالًا الى محتواه على الرغم من كون المدرس بحث واجتهد ودقق ونبه إلى طبيعة التحول والتغيير الذي لحق رقما او نسبة ما، الخ. طريقة مقاربة النصوص والعديد من المحتويات، لابد من تطويرها وتجديدها وتكييفها مع عالم متحول ومحيط محلي وجهوي ووطني، بدوره يتغير بشكل سريع!. لابد من التفكير في كيفية تحيين العديد من المعطيات والمحتويات والمقاربات والمفاهيم ، في افق جعل المتعلم مندمجًا وحاضرًا في ظل هذا الكم المتحول حوله والذي يدركه بنفسه ومن خلال ما لديه من تكنولوجيا متطورة في بيته وجيبه. ويبقى السؤال المطروح، هل من الممكن، وفي ظل ترسيخ ثقافة المحلية والجهوية الموسعة والبعد الوطني والإنساني لتعلماتنا، البحث عن صيغة تربوية ما تجعل من هذه المحتويات التربوية المقررة تتميز بالتجدد الدائم عوض “تدوير”، نفس المحتوى ولسنوات عديدة دون تغيير جزئي او كلي، وهو ما يجعل وثائق المدرس وادارته التربوية وغيرها، تبقى بدورها تتحرك ضمن نفس المحتوى السائد !. خلق جاذبية مهنية وتعلمية، قد تبدأ من هنا ايضا، ومن خلال البحث عن تعلمات جديدة ونافعة للمتعلم ومزودة له بما يحتاج في حياته !.
يتبع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد