الرائدة في صحافة الموبايل

كلمة أحمد حجي والي الجهة في اجتماع اللجنة الاستشارية لإعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة سوس ماسة

كوا محند من جهة سوس

بتاريخ 08 يناير 2021

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الرسول الكريم
وعلى آله وصحبه
السيد رئيس جهة سوس ماسة.
السادة عمال صاحب الجلالة على عمالات وأقاليم الجهة.
السادة رؤساء مجالس العمالات والأقاليم و الجماعات الترابية والغرف المهنية؛
السيدات والسادة ممثلو القطاعات الحكومية والمصالح الأمنية ورؤساء المصالح الخارجية.
حضرات السيدات والسادة؛

يُسْعِدُني، بِدَايَةً، أنْ أُرَحِّبَ بِكُم جَمِيعًا في هذا الاجتماع الهام للجنة الاستشارية لإعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب الذي ينعقد عن بعد في إطار الالتزام بالتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية للحد من انتشار جائحة كورونا، وذلك لتقديم عرض حول الدراسة المتعلقة بِمرحلة التَّشْخيص الاستراتيجي المجالي، في سِياق العمل على تنزيل المُقتضيات القانونية والتنظيمية المتعلقة باختصاصات الجهات؛ والتي أوكلت إليها مسؤولية إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب.
وتُشَكِّل هذه العملية تَجْسيدًا للإرادة السياسية الرَّائِدة في رسم وتحديد معالم مستقبل الجهة من خِلال وَضْع خارطة طريق علمية على المدى البعيد (25 سنة)، عَبْرَ التَّشاوُر بين مُختلف الفاعلين لتحديد الرُّؤية المستقبلية للنهوض بالجهة، وتحديد مجالات المشاريع الْمُتوافق بشأنها لِضمان الاستثمار المستدام والأمْثل لِمؤهلاتها وتَثْمِين موارِدها والرَّفع من جاذبية مجالها والرقي بتَنافسيَّتها، وذلك انسجاما مع ورش الجهوية المتقدمة، وتنزيلا لِمُخْرَجات المناظرة الوطنية الأولى للجهوية المتقدمة المنعقدة بأكادير يومي 20 و21 دجنبر 2019.
ويستمد لقاؤنا اليوم أهميته البالغة من كونه يَضُمُّ مُمَثِّلي كافة عمالات وأقاليم الجهة والمجالس المنتخبة والمصالح المعنية، لِتقديم الملاحظات والْمقترحات حول هذه المرحلة للمساهمة في وَضْع الصِّيغة النِّهائية للتصميم الجهوي لإعداد التراب، من خِلال مُقاربة مُندمجة تَرتكز على التَّحْدِيد الجماعي لِلأولويات والْحِرْص على التَّكامُل والتَّضَافُر بين مُختلف الجهود المبذولة والبرامج الْمُنَفَّذَة.
وذلك من مُنْطَلَق كون هذه الدراسة، تَسْعَى إلى تحقيق الأهداف التالية:
إنْجاز تَشْخِيصٍ استراتيجي تَشاوُري يُبرز أهم مميزات العملية التنموية داخل الجهة والإشكاليات التي تُواجِهُها ؛
وَضْع رؤية للتنمية الجهوية بِطريقة جماعية وتشاوُرية وتحديد مجالات المشاريع الكفيلة بتحريك الْعَجَلَة التنموية؛
تحديد المجالات الأساسية الحاضِنَة للمشاريع الْمُهَيْكِلَة، وكذا حَصْر الأنْشطة القائِمة وتلك التي في طور الإنجاز، وكذا الْمُبرمجة، والتي ستُساهم في تَعْزيز دينامية هذه المجالات ذات الأولوية، عَبْرَ تحديد أهم التَّحَدِّيَّات التي تُواجهها التنمية الجهوية؛
تَدْعيم تَدَخُّل الفاعلين المحليين في عملية إنجاز المشاريع المبرمجة من خلال التَّعاقُد بين الدولة والجهة.
حضرات السيدات والسادة؛
غَنِيٌّ عن البيان أن اجتماعنا اليوم يأتي وجهة سوس ماسة تعيشُ مرحلةً حاسِمَةً في مسار إقلاعها الاقتصادي ونهضتها الاجتماعية وتنميتها المستدامة، بعد الزيارة الملكية الميمونة التي قامَ بها صاحِب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لها في شهر فبراير الماضي، وما شَهِدَتْهُ خلالَها مِنْ إطْلاقٍ لِلْعديد من المشاريع المهيكلة والأوْراش الاقتصادية والاجتماعية والبشرية الْمُنْدرجة في إطار مُسلسل التَّشْيِيد والْبِناء الذي يَرْعاهُ جلالتُه حفظه الله لإعادة الاعتبار لهذه الجهة العريقة ولحاضرتها مدينة أكادير، لتَعْزِيزِ مكانتها كَقُطْبٍ اقتصادي رائِد ذي موقع جيو استراتيجي بالغ الأهمية، كما جاء في الخطاب الملكي التاريخي بمناسبة الذكرى الـ 44 للمسيرة الخضراء المظفرة في 6 نونبر 2019، حيث أكد جلالته، أعَزَّ اللهُ أمْرَهُ، على أَنَّ:
“…جِهة سوس ماسة يجبُ أن تكون مركزًا اقتصاديًا، يربط شمال المغرب بجنوبه، من طنجة شمالا، ووجدة شرقا، إلى أقاليمنا الصحراوية. وذلك في إطار الجهوية المتقدمة، والتَّوْزيع العادِل لِلثَّروات بَيْنَ جميع الجهات. فالمغرب الذي نُريده، يجب أن يَقُومَ على جهات مُنْسَجِمَة ومُتكامِلة، تَستفيد على قدَم الْمُساواة، من البنيات التحتية، ومن المشاريع الكبرى، التي يَنْبَغي أن تَعُود بالخير على كل الجهات.”.
(انتهى كلام جلالة الملك).

حضرات السيدات والسادة؛
لقد مَرَّت دِراسة التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة سوس ماسة، حتى الآن، من المراحل التالية:
إصدار القرار الْوِلائي رقم 46 بتاريخ 28 يونيو 2019 المتعلق باللجنة الاستشارية لإنْجاز التَّصْميم الجهوي لإعداد التراب لجهة سوس ماسة طِبْقًا لِما تَنُصُّ عليه المادَّتان 4 و5 من مرسوم رقم 2.17.583؛
عَقْد أشغال اجتماع انطلاق مشروع التصميم الجهوي لإعداد التراب خلال يوليوز 2019، والذي خُصِّص لِعرض الإطار التَّوْجيهي للسياسة العامة لإعداد التُّراب لجهة سوس ماسة من طرف المفتشية الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني لجهة سوس ماسة وتقديم الْمنهجية الْمُقترحة للدراسة من طرف مكتب الدراسات.
المصادقة على التقرير التمهيدي للدراسة في أكتوبر 2019؛
مرحلة التشخيص والتي خصصت لجمع المعطيات من طرف مكتب الدراسات، وتنظيم ثلاث ورَشات تشاركية في يناير 2020. وقد شارك في هذه الورشات مختلف الفاعلين الْمَحَلِّيين والجهويين والخواص، وممثلُي المجتمع المدني، وتم خلالَها مُناقشة العديد من المواضيع الْمِحْوَرِيَّة، كالتَّأقْلُم المجالي، الهوية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، النُّظُم الإيكولوجية الطبيعية، الْمَخاطِر، رافِعات التنمية المجالية، الحكامة، التواصُل، التجهيزات، وما إلى ذلك.
وقد تمت مُراعاة الْبُعْد المجالي في بَرْمَجَة هذه الورشات كما يلي:
عُقِدَت الورشة الأولى، المعنية بمجال الواحات، بِمَقَر عمالة طاطا، وعَرَفَت مُشاركة مُمثلي أقاليم تارودانت، اشتوكة ايت باها وتزنيت.
عُقِدَت الورشة الثانية بمقر عمالة تارودانت، وشارك فيها مُمَثِّلُو عمالات وأقاليم تارودانت، طاطا، إنزكان آيت ملول وأكادير إدا وتنان، وقد سَلَّطَت الضَّوْء على مجال الْجَبَل والسَّهْل.
عُقِدَت الورشة الثالثة بمقر عمالة انزكان آيت ملول، وقد عرفت مُشاركة ممثلي عمالَتَيْ إنزكان آيت ملول وأكادير إدا وتنان، وإقليمَيْ اشتوكة ايت باها وتزنيت، و اهتمت بالمجال الساحلي على وجه الخصوص.
دراسة النَّسْخة الْمُؤَقَّتَة لتقارير التَّشْخيص التُّرابي الاسْتراتيجي (التقارير الموضوعاتية القطاعية، والتشخيص الترابي الاستراتيجي)، والتي تم عَرْضُها على أنظار اللجنة التقنية في 04 شتنبر 2020 بِرئاسة السيد رئيس مجلس الجهة ؛
استلام الصيغة الْمُنَقَّحَة من تقارير المرحلة الأولى، حيث تم عرضُها على أعضاء اللجنة الاستشارية تحضيرًا لهذا الاجتماع قصد التَّداوُل وإبْداء الرأي بِشأنها.
حضرات السيدات والسادة؛
إنَّ أشغال هذه اللجنة تَكْتسي أهمية كبرى على مستوى اسْتكمال مُسلسل الْمُشاورات الْمُرْتَبِطة بالمرحلة الأولى من الدراسة، وتُشَكِّل محطةً بالغة الأهمية في مَسار إنْجاح هذا الورش الجهوي الكبير.
لِذلك أُهيبُ بكم جميعًا، كل واحد من موقعه ومسؤوليته، الْمُشاركة الفعالة في أشغال هذا الاجتماع والإسْهام بآرائكم البنَّاءة واقتراحاتِكم الموضوعِية لإغْناء النِّقاش، والتَّوَصل بالتالي إلى وضع تقارير التشخيص الترابي الاستراتيجي على أفْضَل الأُسُس حتى تشكل القاعدة الأساسية الصَّلْبة لبناء إستراتيجية مستقبلية لإعداد تراب هذه الجهة العريقة والطَّمُوحَة، الغنية بطاقاتِها البشرية وبمؤهلاتها الطبيعية وبتراثها الأصيل وبمجالها المتنوع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد