الرائدة في صحافة الموبايل

ما رصيد التلميذ والطالب؟!

د.الحبيب ناصري


يقضي المتعلم، وهو بين جدران مؤسسته التعليمية، سنوات العمر الذهبية الأولى!. منذ تعليمه الأولي والابتدائي ⁸إلى أن يحصل على شهادة جامعية ما او قد يتوقف عن الدراسة لأسباب عديدة، ورصيده في العمل الثقافي الجماعي، ربما، لاشيء!. أسرنا همها الوحيد النقطة وولوج ابنائها معاهد وكليات عليا تضمن الحصول على شواهد عليا لها قيمتها في سوق الشغل الخاص او العام !. المدرس، هاجسه الاول إنجاز المقرر و”تفريغه” في وثائق المتعلم وتدوين ما يؤكد أنه أنهى مهمته . الإدارة التربوية بدورها وظيفتها محددة في تتبع هذا “التفريغ” والذي عليه ان يتم بسلام !. اعرف العديد من الأسر التي ترفض ان يشارك ابناؤها في اي عمل جماعي ثقافي او فني، الخ ، داخل او خارج المؤسسة، لانه لن يفيدهم في مسارهم الدراسي وسيعرقل تحصيل نقطة جيدة !. النقطة وولوج المعاهد والكليات العليا، طريق “مقدس” وكل ما يعرقل السير فيه يرفض جملة وتفصيلًا وينقض على من “عرقله” !. لنتساءل مع أنفسنا كمدرسين وكاسر وإدارة تربوية وكمنظومة تربوية ككل، هل في منظومتنا التربوية ما يجعل المتعلم يتربى على العمل الجماعي الثقافي او الفني او الاجتماعي ، ليس كأنشطة موازية خارج حصص التعلم وبمناسبة وطنية او دينية او اممية، بل كجزء من برامجنا الدراسية قابلة للتقويم وتكون حاضرة كوضعيات تعلمية واختبارية لها أهدافها وكفايتها!. حولنا المتعلم إلى حصان داخل حلبة السباق وبدأنا نراهن عليه ليكون الاول !!. نغذيه ونعلمه ونعالجه ونربيه ونشجعه على حصص إضافية خارج المدرسة في البيت او في أماكن اخرى من اجل هذه الوظيفة فقط!. ان يربح رهان الفوز والتباهي بقوة هذا الحصان على الفوز الدائم !. قد يلج المتعلم اول قسم يتعلم فيها بعض الحروف، وقد يتخرج وفي جيبه شهادة الدكتوراه في الهندسة او الطب او البيولوجيا، او التاريخ، الخ، ولم يسبق له ان اشتغل مع جماعة من اقرانه من اجل تحويل فكرة من الورق إلى الواقع وتتبع مراحلها وإنجازها ( مثل تأليف كتاب جماعي او أغنية جماعية او مسرحية جماعية او اخراج جماعي لفيلم وثائقي، او تنظيم مهرجان سينمائي، او ندوة فكرية، الخ)، وهو ما يجعلهم يكتشفون غياب تلك القنطرة الغائبة بين الداخل التربوي والخارج التربوي، وهنا من الممكن ان يراكموا خبرة جماعية مفيدة لهم جميعًا وطبعا تحت اشراف مدرس من مدرسيهم على سبيل المثال !. اعتدنا حركة هادئة داخل مدارسنا !. أقسام ابوابها مغلقة وداخلها مدرس ومن معه وهم ينجزون تعليماتهم ومكاتب أخرى داخل نفس المؤسسة ابوابها مفتوحة او مغلقة حسب الطقس ، حيث من بها منهمك على تدوين الغياب او القيام بعمل اداري روتيني ، الخ!. متسابقون تربويون في حلبة تربوية لإنهاء السباق والعقل والقلب غير حاضرين في هذا السباق !. ربما الجسم وحده يجري وبشكل روتيني ممل لإنهاء السباق !. الآلة /التربية، تفرغ ما في جوفها في الآلة/المتعلم !. التعلم بناء للتعلمات وشخصية المتعلم التي عليها ان تكسب مناعة تتميز بالديمومة!.

يتبع
الصورة من موقع آفاق علمية وتربوية!.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد