الرائدة في صحافة الموبايل

التطبيع التربوي.. صهينة أجيال في الأفق

ذ. السعدية الفاضلي

خرج علينا السيد امزازي وزير التعليم بتدوينة تكاد تملك جناحين للطيران به فرحا بما حققه من “انجازات “وما سيحقق من خلال لقاء عبر الأنترنت بوزير التعليم الصهيوني .ونقل الينا بحبور تأكيد نظيره على” أهمية التعاون في قطاع التعليم لإبراز التاريخ العريق الذي يربط بين البلدين.”
نعم هكذا تحدث السيد الوزير عن”بلدين” كما لو كانت “اسرائيل”أيضا بلدا ككل البلدان و”عريقة”أيضا تضرب جذورها في التاريخ وهي التي يوجد في فلسطين شيوخ مفاتيح بيوتهم أقدم منها. هكذا بكل بساطة يريد وزير التعليم تجنيدنا كرجال ونساء للتعليم لنشارك في عملية قيصرية نجعل من خلالها التاريخ يلد رغما عنه “عراقة” صهيونية و”مجدا” لقيطا ونربيه مع أطفالنا كما لو كنا وجدنا كلبا أجرب في الشارع وتبنيناه واعتبرناه فردا من أفراد العائلة.
نعم يا سادة ,تحدث السيد الوزير عن “مشاريع مشتركة” مع الصهاينة , وطبعا لن ينفذها الوزير وحده, بل يريدنا أن نكون نحن وتلاميذنا وأبناؤنا أدواتها, فالسيد الوزير نقل الينا رغبة رومانسية أخرى عبر عنها نظيره متمثلة في تبادل الزيارات بين “تلاميذ البلدين” وترسيخ “قيم التسامح والعيش المشترك”, طبعا فالمطلوب منا هو ترسيخ قيم مسامحة الصهيونية على جرائمها في وعي أطفالنا ,وتفريخ جيل من “الواقعيين” المنقلبين على أدبارهم بدعوى ضرورة البحث عن أراضي المغرب الضائعة في تدوينات الحمقى من رؤساء الدول.وطبعا هذه الرغبة الصهيونية في مضاجعة وعي أطفالنا البرئ يحكمها اعتقاد راسخ لدى هذا الصهيوني بأننا هنا في فصولنا رهن إشارة جده هرتزل ولا أخلاق لنا غير رقم التأجير.
سيد امزازي
أنا كأستاذة ,لن أكون أبدا جزء من مشاريعكم المشتركة مع الكيان الصهيوني.
-لن أقول للأطفال أبدا بأن تاريخا يربط تاريخ أجدادهم بالصهيونية.لم يكن مقاوم الاستعمار الفرنسي موحى وحمو الزياني يعرف هرتزل.لم يكن عبد الكريم الخطابي يعرف هرتزل بل كان يعرف جمال عبد الناصر عدو الصهيونية.
-لن أثقل كاهلهم بشعور بالذنب حيال المحرقة اليهودية كما لو كانوا أحفادا لهتلر بل سأخبرهم بأن الجيش الألماني حينها كان في صفوفه الالاف من اليهود ذاتهم ولم يكن في جيشه فلسطيني واحد.وأن العديد من المؤرخين شككوا في حقيقة أرقامها.
-سأستغل فتح هذا الملف في المؤسسات التعليمية لأخبر التلاميذ بأن إسرائيل لا تمثل الديانة اليهودية أبدا بل تستغل الديانة اليهودية لإعطاء شرعية لنفسها ككيان احتلال.وأن قبول الديانة اليهودية يدخل في سياق قبول كل الديانات الأخرى وقبول الاختلاف العقائدي عامة ولا يعني أبدا التسامح مع الحركة الاستعمارية الصهيونية المبنية على سرقة أرض الاخرين وبالتالي اخر من يمكن التنسيق معه للدفاع عنه هو كيان عنصري” كاسرائيل”.
-سأخبرهم أن اليهود المغاربة مغاربة يدينون باليهودية ويتحدثون العربية. ومن هاجر منهم الى الكيان الصهيوني لم يعد مغربيا .وأن العبرية يتم فرض تعلمها على اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة لصناعة مشترك لغوي قسري بين يهود تم جمعهم من كل أرجاء الكون ولا تربطهم أية صلة غير كونهم اعتنقوا اليهودية في بلدانهم وتدريسها لن يكون الا بحمولة صهيونية تخدم كيانا إجراميا.

سيد أمزازي انا موظفة في خدمة أطفال الشعب ولست في خدمة الحكومة الصهيونية وسأخبرهم الحقيقة .لن أحملهم مسؤولية تحرير فلسطين لكن من الإجرام تشويه وعيهم وتكييفه بما يناسب انبطاحكم وتصوير الطفل الفلسطيني الحامل للحجارة عدوا لهم لمجرد أنه عدو لأصدقائكم الصهاينة.
سيد أمزازي لقد أخبرتكم بما أنوي القيام به فلا تكلفوا أنفسكم عناء إرسال لجان أو مؤطرين لتتبع تنزيل مشروع “أسرلة وصهينة المدرسة” ويمكنكم البدء منذ الان في مسطرة التوقيف أو العزل بمجلس تأديبي أو بدونه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد