الرائدة في صحافة الموبايل

الجمعية المغربية للتراث تنبش في إشكالية تدوين التاريخ السوسي

بهيجة حيلات
 

نظمت الجمعية المغربية للتراث الكائن مقرها بمدينة أكادير، والنشيطة في ميدان التراث الثقافي بمناطق الجنوب المغربي، لقاء علميا بتقنية التناظر عن بعد في موضوع ” إشكالية كتابة التاريخ المحلي لسوس” وذلك مساء يوم الجمعة 12 فبراير2021 بمنصتها التفاعلية على الفايسبوك (الصفحة الرسمية للجمعية)، واستضافت في هذا اللقاء أساتذة جامعيين وباحثين مهتمين بتاريخ وتراث مجال سوس، بكل من جامعة ابن زهر بأكادير وجامعة محمد الخامس بالرباط والأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين، سوس ماسة.
وشكل اللقاء الذي قام بتسيير أشغاله نائب رئيس الجمعية الباحث في التراث والآثار جمال البوقعة فرصة للتداول في موضوع إشكالية كتابة التاريخ المحلي لسوس، وقد أسهم كل متدخل من جهته على تناول الموضوع والإدلاء برأيه من منظوره الشخصي مقترحا ما يراه ناجعا لتدوين تاريخ يليق بمجال سوس الغني بحضارته ووثائقه المادية وغير المادية. حيث سلط الدكتور عبد الواحد أومليل أستاذ التراث والأركيولوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة إبن زهر، بأكادير الأضواء على علم الأركيولوجيا ودوره في إماطة اللثام عن قضايا متعلقة بالاستقرار البشري القديم بسوس، موصيا بضرورة خلق خلية بحث محلية متعددة التخصصات تحمل على عاتقها مسؤولية كتابة تاريخ سوس من جميع النواحي.


 وأشار الدكتور محمد أوبيهي أستاذ التاريخ الراهن بكلية الآداب والعلوم الإنسانيةـ جامعة محمد الخامس، الرباط  إلى الكتابات الكولونيالية أو التدوين التاريخي الذي وثق في فترة الحماية من حيث نواقصه وقيمه، خصوصا أن كتابات من هذا القبيل أسهمت إلى حد ما في تدوين قضايا مهمة من تاريخ وتراث سوس، المتعلق بالأعراف والتقاليد وعادات أهل سوس، وعلاقتهم بالمجال وجهودهم من أجل ردء التوغل الاستعماري بسواحل سوس وجباله.
 أما الباحث عبد العزيز ياسين أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة إبن زهر بأكادير فقد نبه إلى ضرورة الاهتمام بالرواية الشفوية وإيلائها الأهمية اللائقة لدورها الفعال في كتابة التاريخ، وتدوين معطيات مهمة ستساعد من دون شك في تعزيز المعطيات المكتوبة على الوثائق، وستمكن الباحثين من التعرف بشكل مباشر على التاريخ الحقيقي لمجال سوس.
 وعرف الباحث مصطفى وبالسان مهتم بالتاريخ البحري لسوس ممثلا للأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين سوس ماسة، بموضوع التاريخ البحري، مشيرا إلى أهميته والدوافع التي قد تدفع بالباحث إلى الخوض فيه رغم صعوبته، وأهم الإشكالات التي يستطيع الباحث طرحها والتقيد بها لإنجاز بحوث في هذا التخصص ستسهم في معرفة التاريخ المحلي لسوس، والمرتبط بالبحر باعتباره ركنا هاما يكتنز تاريخ مهما وتراث سوسيا جديرا بالاهتمام العلمي على وجه الخصوص.
وشهد اللقاء الذي حقق نسبة مشاهدة عالية جدا، بلغت حوالي  13 ألف متابع، تفاعلا كبيرا من قبل المتابعين، الذين أثنوا على أهمية مضامين المداخلات العلمية ومستوى مؤطريها ومجهوداتهم الرامية إلى التعريف وتوثيق تاريخ سوس وتثمينه.
وتهدف الجمعية من خلال هكذا لقاءات علمية رقمية التواصل عن بعد مع شريحة كبيرة من المتابعين والمهتمين بقضايا التاريخ والتراث الثقافي بالمغرب، ومناطق الجنوب المغربي على وجه الخصوص، وذلك تماشيا مع الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة لمنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد19 ).
يذكر أن الجمعية المغربية للتراث قد تأسست سنة 2009  بأكادير بهدف الاهتمام بالتراث الثقافي المغربي والعمل على انقاذه وتثمينه، وذلك من لدن نخبة من الباحثين بجامعة ابن زهر على رأسهم الدكتور عبد الواحد أومليل، وقد ساهمت في إغناء النقاش الثقافي والعلمي بالجنوب المغربي، من خلال تنظيمها للعديد من الأنشطة والملتقيات العلمية الوطنية والدولية، الهادفة إلى التعريف بالتراث الثقافي المغربي بشقيه المادي واللامادي، وصيانته وتنميته وحفظه للأجيال القادمة.

رابط الندوة
https://www.facebook.com/102716101728366/videos/466162661081281/

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد