الرائدة في صحافة الموبايل

ومضات تجديدية.. تقديس الجماعة والزعيم على حساب الوطن والدين

الصادق العثماني باحث في الفكر الإسلامي – مغربي مقيم في البرازيل

هذه آفة خطيرة أبتلي بها أبناء الجماعات الإسلامية اليوم ؛ بحيث قدسوا جماعتهم وحزبهم وشيخهم، على حساب دينهم وأوطانهم؛ فتراهم يستشهدون بكلامه في دروسهم وحلقاتهم ومواعظهم وخطبهم أكثرمما يسشهدون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبآيات الذكر الحكيم ، وتحولت الجماعة عندهم إلى حزب سياسي إيديولوجي؛ يحاسبون الناس ويكفرونهم حسب البعد والقرب منها ، هذا مما أدى إلى ظهور فقه جديد خطير وسط هذه الجماعات لايستند إلى الدين الإسلامي في شيء؛ بقدر ماهو تحريفات وتأويلات بعيدة كل البعد عن ضوابط وقواعد الشرح والتفسير لأحاديث سيد المرسلين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضلوا وأضلوا شباب الإسلام معهم، ومن خالط هؤلاء القوم في هذه الجماعات سيرى العجب العجاب ؛ بحيث يحلون لأنفسهم مايحرمونه على غيرهم ، ومن هذه العجائب يمنعون ويحرمون دفع الزكاة على فقراء المسلمين؛ اللهم إذا كان هذا الفقير المسلم ينتمي لصفوفهم وجماعتهم ويؤمن بأفكارهم، وهكذا في الزواج، يمنع الشاب المنتمي للحركة أو الجماعة الملتزم بقواعدها وقوانينها الزواج من أي فتاة مسلمة خارج عن الجماعة أو التنظيم..؟؟!! وبهذا يكونون قد أضافوا للأصناف الثمانية المحددة في القرآن الكريم التي تجب في حقهم الزكاة ، صنف جديد وهو الدخول في جماعتهم..؟!!. كما أضافوا لأركان الزواج المعروفة في كتب الفقه الإسلامي ركنا جديدا سموه بركن “الإنتماء للجماعة” وفي هذا السياق يقول إبن قيم الجوزية: “لقد ظلت الأمة تدور مع الدليل والبرهان، وتقف عند الحجة والاستدلال، وظهرت منذ القرن الرابع الهجري خلوف فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون، وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا، وجعلوا التعصب للمذاهب ديانتهم التي بها يدينون، ورؤوس أموالهم التي بها يتاجرون، وآخرون منهم قنعوا بمحض التقليد وقالوا (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)”. فظاهرة تناسل الجماعات الدينية في دولنا العربية والإسلامية ظاهرة خطيرة على الدنيا والدين معا؛ لأن الفرق بين الدين والطائفية هو فرق بين العلم والجهل ، والحق والباطل، والخير والشر، والإيمان والعصيان.. الدين هو إخاء وتعارف وتعايش ومحبة ، والطائفية أو الجماعة هي عداء وجفاء، الدين رحمة وأمن وأمان وسلام ، والطائفية أو الجماعة كره وقسوة وخصام، الدين وفاء وحسن خلق وطيب نفس وسماحة يد، والطائفية غدر وسوء خلق..علما ان المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد