الرائدة في صحافة الموبايل

أيادي خفية تسعى إلى إضعاف وتدجين النقابة الوطنية للتعليم العالي

عبد الحق غريب

انزلاق خطير للنقابة الوطنية للتعليم العالي منذ المؤتمر الوطني 11، يتجلى أساسا في استعمال واستغلال الأجهزة الوطنية والجهوية لتصفية الحسابات والهجوم على المناضلين في النقابة وسب وشتم السيدات والسادة الأساتذة الباحثين.

بعد الرسالة القصيرة التي تداولها أعضاء المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي عبر الواتساب عشية اجتماع مجلس التنسيق واللجنة الإدارية (20 و21 يوليوز 2019)، والذي طالب من خلالها نائب الكاتب الوطني تحويل اللجنة الإدارية لمجلس تأديبي لمعاقبة من ينتقد المكتب الوطني وطرده من النقابة الوطنية للتعليم العالي؛
وبعد البلاغ العار الذي أصدره مكتب الفرع الجهوي بالدار البيضاء لتصفية حسابات الكاتب الجهوي مع مناضلين في النقابة الوطنية للتعليم العالي، ها هو المكتب الوطني يصدر بلاغا بتاريخ 5 أبريل الجاري يستعمل فيه كلمات أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها كلمات حاطة وسوقية بالمفهوم الشعبي (“النكرة” و”ضعاف النفوس”…) لوصف الأساتذة الباحثين الذين يختلفون معه في تدبيره لملفهم وينتقدون ضعف أداءه.

ما جاء في هذا البلاغ البئيس لا يمكن القول أنه يتعارض فقط مع مقتضيات القانون الأساسي (المادة 3) والنظام الداخلي (المادة 2) للنقابة أو لا يتقيد بأعراف وتقاليد منظمتنا العتيدة، بل يمرّغ سمعتها في الوحل ويخدش صورتها ويسيء لتاريخها، وسيبقى وصمة عار على جبين الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والنهج الديمقراطي والعدل والإحسان، المكونات السياسية لهذا المكتب الوطني.

وهنا يحق لنا أن نتقاطع مع من يتساءل عن الأيادي الخفية وراء كل ما يقع داخل منظمتنا العتيدة، خاصة وأن إصدار بلاغ هجومي على الأساتذة الباحثين، ينهل كلماته من قاموس الأسواق جاء ضد توقعات وانتظارات القواعد التي كانت تنتظر بفراغ الصبر بلاغا رصينا:
-يجمع ويرصّ الصفوف بين جميع الأساتذة الباحثين ومختلف مكونات النقابة الوطنية للتعليم العالي، خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي يتسم بتوغل الدولة وعزمها على إهانة كرامة الأساتذة الباحثين ووأد الجامعة العمومية؛
-يعيد الثقة والأمل في نفوس الأساتذة الباحثين، بعد كل الأعطاب والتراجعات وأخطاء المكتب الوطني؛
-يلخص بأمانة مخرجات الجولة الوطنية التي قام بها المكتب الوطني في مختلف المدن الجامعية (باستثناء مدينة أگادير عقدة الكاتب الوطني ونائبه)، والتي أجمع فيها الأساتذة الباحثون على رفضهم للصيغة الحالية لمشروع النظام الأساسي؛
-يعلن فيه عن تنديده ضد الاعتقالات والقمع والعنف الذي يتعرض له الأساتذة الذين فُرض عليهم التعاقد بشوارع الرباط ويعبر عن تضامنه معهم ومع قضيتهم (إسقاط التعاقد..).

في الأخير، لا بد من التذكير بأن الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالدار البيضاء أصدر قبل أكثر من سنة بلاغا يتضامن فيه مع رفيقهم محمد أبو النصر، عضو نفس الفرع الجهوي للجمعية ويهاجم عبدُ ربّه، عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالجديدة، بكلمات قدحية (الحاقدين..).

إشهدوا أنني بلغت… وتحملوا مسؤوليتكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد