ياسين شكور – دنا بريس
أعلن الممثل المغربي هاشم البسطاوي اعتزاله التمثيل بشكل نهائي عبر منشور له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “أنستغرام”، مطالبا محبيه بحذف صوره من كل الأعمال التّي قدّمها.
وقال البسطاوي في “تدوينة” نشرها عبر خاصية “ستوري”، بعد حذف كل صوره من صفحته الرسمية: “أنا بريء أمام الله من كل الأعمال التي اشتغلت فيها، وأسأل الله أن يغفر لنا جميعا”، وأضاف: “كاع الصور المنشورة لي بغا يحيدها غادي نكون من الشاكرين، شكرا والله ولي التوفيق إخوتي”.
وأثار منشور نجل الراحل البسطاوي ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتضارب الآراء حول هذا القرار المفاجئ بين مؤيد قرار البسطاوي ومحترم له على الخطوة الجريئة التي أقدم عليها في عز تألقه وعطائه الفني، وبين معارض لقرار البسطاوي مطالبين إياه بالتراجع.
فهذا الأستاذ محمد عبد الوهاب رفيقي علق من جهته على قرار الاعتزال بالقول:”أنك تعتزل المجال الفني هذا قرار شخصي وحرية فردية ولا حق لأحد بالتدخل فيه، ولكن المزعج في الموضوع كما وقع سابقا في مصر مع عدد من الفنانات، هو ربط الموضوع ب” التوبة إلى الله”، و البراءة من كل الأعمال السابقة، هذا الربط الفاسد يزرع في وعي الناس أن الفن رذيلة وخطيئة، وأن الفنان كان يرتكب عملا محرما، وبالتالي ننقل الفن من رسالة نبيلة وشريفة، ومن أداة مهمة لتأطير المجتمع وتوجيه سلوكياته وإثارة قضاياه والتحسيس بهاء، إلى كونه ذنبا وخطيئة وجريمة، نصفق لمن تركها”، مضيفا أنه “منساوش أن هذا الربط نرسل به رسالة ان المشتغلين بالفن ليسو بشرفاء ويقومون بعمل مشين في انتظار ذهابهم إلى الحج للتكفير والاستغفار”. مؤكدا على أن “الفن فضيلة وليس بخطيئة، الفن نبل وليس بعار، واعتباره رذيلة هو مما زرعه المال الوهابي الذي كان يغري الفنانين مقابل إعلان اعتزالهم”. متسائلا في الأخير: “عندي سؤال فقهي صغير جدا لكل هؤلاء المعتزلين بداعي التوبة: ما حكم الأموال التي اكتسبوها من خلال الفن؟ و ماذا سيفعلون بها بعد التوبة المزعومة؟”.
وعلق الكاتب والصحفي مصطفى الحسناوي على تدوينة هشام البسطاوي بالقول:”ولد البسطاوي الله يرحمو، أعلن توبته من التمثيل، وبراءته من ماضيه، ويسأل الله أن يغفر له عن تلك المسلسلات التي كانت تعرضها القنوات المغربية على الشعب المغربي، فتزيد معاناته. أودي اسي هاشم، إلى ماغفرش ليك الشعب المغربي وسمح ليك، راه بحال لي مادرتي والو، خاصك تطلب حتى من الشعب يسمح ليك. وهاداك التمثيل نيت لي كنت كاتمثل، راه خاصك تستغفر عليه الله صباح وعشية”.
وأضاف الحسناوي في تدوينته:”نتمناو كاع الممثلين خاصة لي كايدوزو أعمالهم الرمضانية وبالخصوص السيتكومات الحامضة، وصحاب الإشهارات… نتمناو منهم كاملين يحذون حذو هاشم، ويعلنو الاعتزال ديالهم، وتوبتهم النصوح، ويستغفرو الله صباح وعشية، ويتبرؤ من داك لعجب لي كانو كايديرو. والله سبحانه وتعالى غفور رحيم”.
ومن جهته علق الناقد الفني عبد الإلاه جوهري على خبر اعتزال البسطاوي بالقول:” لا أعرف سبب اعتزاله ولا حق لي في التدخل في اختياراته، لكن أزعجني أن يربطه بمفاهيم الدين والتوبة والعودة إلى الله. الأكيد أن سي محمد بسطاوي لو كان حيا لانزعج كثيرا، ولما شرفه أن يعتبر واحدا من أبنائه وأكثرهم موهبة، ممارساته الفنية السابقة خطيئة، ويعلن التوبة، لأن الفن ليس خطيئة بل ممارسة جد نبيلة لا يمارسها إلا النبلاء ولا يدافع عنها إلا الشرفاء”.
وأضاف جوهري في تدوينة له:” أحترم قرار أي إنسان في اختيار طريقه وتوجهاته، لكنني لا أقبل تجريم الفن وتكريس فهم مقعر عنه، فهمُ أن كل ممارس له هو بالضرورة خارج عن الملة والدين”، مضيفا: “لا أقبل أن يستغل أحدهم هذا القرار للشتم والنكاية في صاحب القرار، وفي نفس الوقت سأحتقر كل من سيستغل الحدث للركوب على صهوة الإيمان الأعرج، ويحدثنا عن الجنة والنار، ويحاول من خلال ذلك ممارسة الوصاية الدينية على الفنانين”.
الناقد المغربي ختم تدوينته قائلا: “أكيد أنها أزمة خاصة، لا أعرف خلفياتها، لهذا أتمنى لهاشم السلامة والصحة، وأن يعود للساحة الفنية المغربية مغمورا بحب الفن والحياة، ويواصل مشواره الإبداعي الفتي، لأنه شاب موهوب يحمل في دواخله الكثير من قوة التمثيل والأداء”.
ومن جهتها وجهت الفنانة طاهرة حماميش، رسالة خاصة للفنان البسطاوي، الذي شاركت إلى جانبه مؤخرا في بطولة مسلسل “سلمات أبو البنات”، وذلك من خلال ستوري نشرتها عبر حسابها على الانستغرام.
وأعادت طاهرة نشر قرار هاشم البسطاوي الخاص بالاعتزال، وعلقت عليه قائلة : “تشرفت أنني عرفت شخص في طيبتك وأخلاقك واخا كنت قليل الكلام لكن كنت حاسة أنك مخبي بزاف في قلبك”. وتابعت نجمة ستار أكاديمي قائلة: “الله يعاونك و تلقى السعادة وراحة البال لي كتقلب عليها لأنها مكايناش في هاد الوسط لي أحنا فيه”.
وأعلن زميلهما بمسلسل “سلمات أبو البنات”حمزة الطاهيري، مساندته لزميله هاشم البسطاوي من خلال ستوري عبر فيها عن حبه له وعن احترام قراره.
وحاول البعض أن يربط قرار اعتزاله بدخوله في حالة اكتئاب، في الوقت الذي يرى البعض الآخر أنّ الله يعلم بالسرائر ولا يمكن إطلاق الكلام على عواهنه دون بينة أو برهان في تساؤل من الكثيرين إن كان سبب اعتزاله له علاقة بالدين، خاصة بعد أن قام فنانون بهذه الخطوة منذ سنوات، من بينهم الفنان جدوان والفنان عبد الهادي بلخياط الذي اعتزل الغناء واقتصر على الإنشاد بعد انضمامه لجماعة الدعوة والتبليغ.