الرائدة في صحافة الموبايل

هل نحن أمام نهاية الداعية؟!

نافع وديع

مهتم بقضايا التاريخ
 

قبل بضع سنوات كتب المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز كتابا سماه “نهاية الداعية “، وفي تلك الفترة كانت القنوات التلفزيونية العربية مفتوحة على دعاة الفكر الوهابي والسلفي المتطرف، فكان أنذاك الأستاذ بلقزيز يسائل فكر وثقافة هؤلاء الدعاة الذين كانوا متحالفين مع الحكام والساسة العرب قبل أن ينقلبوا عليهم بعد 2011 عندما أعلن الإسلام السياسي الحزبي عن رغبته ومطامعه في الوصول للحكم. هذه المتغيرات الحاسمة ستنتج عنها متغيرات عديدة في خريطة التحالفات السياسية والإديولوجية في الوطن العربي، وهذا ما بدأ في مصر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نكل بالإخوان المسلمين في السجون ودخل في حرب طويلة مع الجماعات الإسلامية في مصر، التحول الثاني سيكون حدث القرن الواحد والعشرين بإمتياز ، وهو وصول الملك بن سلمان ولي العهد للحكم بالمملكة العربية السعودية والإنقلاب على فقهاء الوهابية بعد تحالف دام لعقود من الزمن، هذه المتغيرات سيصاحبها كذلك الحرب غير المباشرة والمباشرة أحيانا كثيرة من طرف الإمارات العربية المتحدة التي سخرت أموالها وإعلامها ودبلوماسيتها لمحاربة الإسلام السياسي في جل الدول العربية، كل هذا جعل الدعاة الإسلاميين بمختلف إنتمائاتهم الإديولوجية يشعرون بأن مصالحهم وحظوتهم مهددة من طرف الحكام العرب، فبدأ ضجيجهم يخفت برغبة منهم أو بقرار من السلطات الرسمية. كل هذه التحولات كانت لها إنعكاسات إيجابية على المجتمعات العربية التي تحررت أخيرا من سلطة الداعية الذي أصبح يتدخل للناس حتى في ما يأكلون وما يشربون وما يلبسون. فبدأنا نرى جزء كبير من المؤمنين العرب يمارسون دينهم بكل إعتدال وإنفتاح في غياب أي سلطة أو رقابة تدعي الإنابة عن الإلاه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد