الرائدة في صحافة الموبايل

عملية “مرحبا 21” والصراع المغربي الإسباني.

بقلم عمر علاوي

إضافة إلى جانبها الإنساني وبعدها الوطني، تعتبر عملية “مرحبا 2021 ” آلية دبلوماسية وإستراتيجية ضمن الصراع المغربي الإسباني. إقصاء الموانئ الإسبانية وتيسير تكلفة السفر عبر الطائرات والبواخر تحمل رؤبة إستراتيجية غاية في الدقة والأهمية. فبجوانبها الإنسانية والوطنية في علاقة المملكة بمواطنيها داخليا وخارجيا، واقتصاديا كذلك من خلال إعادة الروح للاقتصاد الوطني، خاصة القطاع السياحي. مع تكبيد الاقتصاد الإسباني خسائر تقدر بملايين الدولارات ومئات الآلاف من الوظائف الموسمية. هو درس مهم في طريقة تدبير الأزمات، قد يعود بالنفع الكبير على المغرب من خلال الداخل الإسباني. فإذا كانت إسبانيا قد قطعت مع الدولة الشمولية و تبنت الديمقراطية والإقتصاد الليبرالي الحر مند نهاية عهد فرانكو، وجاهدت لبناء رؤبة براغماتية على الشاكلة الغربية – و هو ما توج بدخولها للاتحاد الاوروبي اواسط ثمانينيات القرن الماضي – فإن الشعبوية ألتي اجتاحتها مند عهد حكومة” ازنار “و ما تلاها من عنترية بوديموس وتصدر المشهد السياسي الإسباني من طرف ” نخبة ” اعتقدت بأن لها من الإمكانيات ما يسمح لها بتبني ” نظرية الإقتصاد الحر”، والذي له قواعد تضبط مساراته داخليا وخارجيا مع ممارسة فكر فرانكو الاستعماري المبني على إخضاع الجيران. فدرس الصراع المغربي الإسباني قد يساهم في إعادة خلخلة مفاهيم التعامل لدى النخبة الإسبانية وقد تكون له أثار سياسية وانتخابية داخليا.
وهو درس كذلك موجه للنخبة السياسية والاقتصادية المغربية لاستخلاص دروس تفضي إلى بناء تصور جديد في التعامل مع الجارة الشمالية. بالنسبة للسياسيين؛ يجب فهم آليات الاشتعال على تفكيك “العقل السياسي الإسباني” وبناء علاقات تسمح بإمكانية التأثير بدل التأثر فقط وردود الفعل. واقتصاديا؛ فبناءا على نجاح الاستراتيجية الملكية في عملية استقبال مغاربة العالم هذه السنة، يجب على الفاعل الاقتصادي الانخراط بكل قوة لبناء قاعدة لوجيستكية، بمعنى يجب توفير بنية اقتثادية ولوجيستيكية يكون هدفها عملية مرحبا ” بأفارقة العالم ” حتى يكون المغرب هو معبر عودة الأفارقة المغتربين كل سنة لدولهم عبر المغرب مع اعتماد منهجية “مرحبا 21 “.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد