الرائدة في صحافة الموبايل

عندما يصبح الحب محركا للتاريخ

نافع وديع – دنا بريس

تاريخ الحب ليس إلا تاريخ “امرأة “، نعم؛ تاريخ تمردها وتضحياتها وصمودها، تاريخ اضطهادها ووأدها وانتقامها، وأن تكون المرأة رمزا الحب في التاريخ فيعني ذلك أن الحب محرك للتاريخ، هكذا يكشف لنا الباحث الفرنسي سيناك مونكو في كتابه: ” تاريخ الحب” في العصور القديمة لدى المسيحيين والعرب والمسلمين والبرابرة ومن العصر الوسيط إلى القرن الثامن عشر.

يرى مونكو في كتابه أن الأمم تنقسم في كل العصور إلى قسمين كبيرين سياسياً وأخلاقياً، فنجد من جهة الشعوب المستسلمة للفساد والإسراف، وهي الشعوب المهزومة، ونجد من جهة أخرى الشعوب القوية التي تؤسس مجدها على صفاء الحب وعلى الشجاعة وعلى الإخلاص والصبر، هذه الشعوب هي التي تزدهر وتنتصر.

ولانندهش إذا وجدنا طغيان قيمة الحب كتيمة مركزية وأساسية عندما تكون الشعوب في أقصى تطورها العلمي وتحضرها الثقافي والإنساني، ولنا في تاريخ الحضارة الإسلامية مثال بارز على ذلك، فأكبر ملاحم قصص الحب وصلتنا من تلك الفترات الزاهية، قيس وليلى، إبن زيدون وولادة بنت المستكفي، الملك شهريار وشهرزاد، قصص حب خلفاء الأمويبن والعباسيين والأندلس لجواريه..

وأما مؤلفات الحب التي كتب عنها المؤلفون العرب لاتعد ولا تحصى، يكفي أن نذكر هنا مؤلف إبن حزم “طوق الحمامة” الذي عد فيه مراتب العشق وعلاماته . فالسؤال الذي يلاحقنا لماذا تاريخ الحب مرتبط بدرجة مدنية الشعوب وتحضرها وبمدى إحترام أنوثة المرأة وخصوصيتها؟ هذا التساؤل إذا كان يحيل على شيء معين فهو يحيل على قدسية الحب ودوره التأنيسي الذي يخفف من توحش البشر المترسب من تاريخ إرتباطه بالطبيعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد