الرائدة في صحافة الموبايل

“دمشق و حنين” بين ألوان وأيادي الفناّنة التشكيليّة سناء هيشري

كما تعودنا من الأصابع الذهبية كل فترة تبهرنا بلوحة من لوحاتها وقصة من قصصها…

اللوحة موضوع القصة..

ولكن اليوم لوحة مختلفة وقصة مختلفة

فهى تعبر عن واقع يعيشه الكثير  ، اللوحة ” دمشق وحنين ” ليست لوحة فنية فقط ، أنها رسالة للعالم ، أنها تمثل قدوة لبلد بل استطيع ان اقول للعرب اجمع ، فهى رمز الصمود والتحدي والعمل تحت احلك الظروف فى ظل ظلم الإنسانية وصمت غير مبرر من العالم فهى رسالة فنية ورسالة سياسية .

فتحية لحنين و تحية لسناء 

وتروى  هيشري عن لوحتها وتقول :-

تعوّدت رسم لوحات تكون عنوانها المرأة المناضلة التي خُلّد اسمها في كتب التّاريخ. واليوم أردت خوض تجربة فنّيّة جديدة تكون فيها المرأة مرّة أخري ضيفة علي لوحتي و لكن برسالة جديدة و طريقة مختلفة عن العادة.

كنت دائمة المواظبة علي التّجوّل في بارك إيغمونت اثر وجودي ببروكسال ، هي من احب الحدائق لقلبي ، واحة خضراء منعزلة،من اجمل الحدائق بالمدينة تميّزت بأجوائها الهادئة، اختفي و اهرب إليها بحثا عن الإسترخاء و الإلهام ، هنا بين المساحات الخضراء للحصول عن موضوع جديد و رسالة فنّيّة و صورة أرسمها…!

كان يوم بارد من أيّام شهر ديسمبر و انا في طريقي أتنزّه تعرّفت علي فتاة إسمها حنين و ما أجْمل ذالك الاسم الذي اتّخذته عنوان للوحتي!

كانت حنين ترتدي قبّعة و ثوبا أزرق، و كانت جالسة علي أحد المقاعد ، شاردة الذّهن بذكرياتها، دخلتُ في حوار معاها و عرفت أنها من دمشق سوريا!

تشوّقت لمعرفة قصّتها و الطريق الذي اخذها الي بروكسال،
جلوسي مع حنين أعطاني شعور بالشغف لسماع حكايتها و لا الف ليلة و ليلة…!

أخبرتني انها مدنيّة سوريّة دفعت ثمن هذه الحرب ، و أُجْبرت علي النّزوح من منزلها بسبب التشريد و القتال و الدمار ،سُرقت شركتها و منزلها و كلّ ما لديها!

ليالي مظلمة قضتها في عدّة مراكز ، عاشت مشاهد مؤلمة لن تُنسي و تبقي في التّاريخ،و بعد 5 سنوات من المعاناة تمكّنت حنين من الوقوف مرّة أخري و إثبات ذاتها و إعادة ولادة حياة جديدة في بروكسال،
توقّعت أنّها فازت بالإستقرار و بالأمان أخيرا و لكنّ كيْد عدوّ خفيّا كان بالمرصاد ليُعرّضها مرّة اخري للخطر و يهدم الطّمانينة و راحة بالها !

“كورونا” التي أدخلت الخوف و الاكتآب في قلبها مرّة أخري
حينذاك توقفت مشاريعها في بروكسال مع تفشّي وباء كوفيد19

و اتّخذت قرارا بأن تُساهم في تعقيم المستشفيات حرصا لها علي ردّ المعروف لاهالي المنطقة التي تسكن فيها الذين عاملوها بكل إنسانيّة و إحترام
أدهشتني حنين بشخصيّتها بالرّغم من صغر سنها 37 عاما و رؤيتها للحياة بحكمة تُلهمنا لرسالة الإصرار و العزيمة و الهمّة و التّغلّب علي أصعب الأمور، ليست لاجئة بل هي بنت حوّاء جلبت ثقافة و حضارة وطنها الي بروكسال

و لا زالت مصرّة و تأمل في يوم من الأيام ان تتمكن هي و عائلتها العودة الي سوريا، في سلام و حرّية و بناء وطن حرية و عدالة، دولة لها دستور ،سوريا بصمة للتاريخ و الحضارة، تلك الجنّة الدّمشقية التي وصفها نزار القباني:-

هاهي الشّام بعد فرقة دهر ، أنهر سبعة و حور عين
آه يا شام كيف أشرح ما بي و أنا فيك دائما مسكون
أهي مجنونة بشوقي إليها ، هذه الشام أم أنا المجنون؟

من هنا كانت بداية انطلاق رسم لوحتي الجديدة “حنين” و مرّة اخري كانت الأُنثي هي مُلْهمتي، خُضْتُ في أعماقها و أنطلقتُ في التّعبير عن القضيّة السّوريّة بألواني و ريشتي علي لوحة الكانفاس لأُوصل للعالم صورة و رسالة ….!

بروكسال ديسمبر 2020

سناء هيشري فنانة تشكيلية و مدرسة فنون جميلة من خريجة المعهد الملكي للفنون الجميلة ببروكسال و خريجة معهد:
“Paul académique “ للعلاج بالفنّ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد