الرائدة في صحافة الموبايل

السيناريو المعد سلفا.. إسقاط العدالة والتنمية

ذ. عبد المولى المروري

من سيحتل الرتبة الأولى في هذه الاستحقاقات ؟

اتضح أنه من الصعب أن يكون ذلك من نصيب العدالة والتنمية بالنظر إلى التحامل العام الذي كان عرضة له من طرف جميع منافسيه السياسيين بتواطئ ملحوظ مع السلطة التي سخرت كل إمكانياتها السياسية والإعلامية والشعبية والمالية للإطاحة به… مستفيدة من الخطأ الذي ارتكبته مع حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات السابقة.. دون أن نغفل أن الحزب يتحمل جزء من المسؤولية فيما يتعرض له بعد أن أبان عن ضعف وترهل في بعض القضايا الخطيرة والمهمة وكان لها تأثير سلبي على مكانته وشعبيته وتماسكه…

أهم شيء وأولى الأولويات وأهم الإنجازات بالنسبة للسلطة هو إسقاط العدالة والتنمية، وبأي ثمن… المهم أن تكتب كل وسائل الإعلام الأجنبية أساسا والوطنية ثانيا أن حزب ” الإسلاميين ” أسقطته الانتخابات وليس الانقلابات… وإن كان ما حصل في المغرب هو انقلاب أبيض وناعم ومفضوح على الاختيار الديمقراطي أحد الثوابت الدستورية الرئيسية، وتسريب وتهريب نظام انتخابي فصل خصيصا من أجل غلق أبواب البرلمان والجماعات في وجه أكبر عدد ممكن من مناضلي حزب العدالة والتنمية وتقزيم حجمه وإضعاف تأثيره وتشويه سمعته محليا ودوليا…

وبعدها لا يهم أن تكون المرتبة الأولى من نصيب الأحرار، وهو تخطيط السلطة الأول، أو من نصيب حزب الاستقلال الذي من المحتمل أن يحقق المفاجأة، أو من طرف أي حزب كان.. إلا العدالة والتنمية..

خطورة الأمر لا تقف عن هذا الحد، فهناك ما هو أخطر من عرقلة حصوله على الرتبة الأولى، وهو إشراكه في حكومة لا يرأسها بعد أن يحتل الرتبة الثانية أو الثالثة… وهي قاسمة الظهر بالنسبة لهذا الحزب المزعج. فإذا قبلت قيادته التورط في المشاركة في الحكومة المقبلة دون رئاسة الحكومة فهو الانتحار السياسي بعينه. وأخوف ما أخافه أن يخرج منظرو الحزب بتبريرات من قبيل ؛ تحصين المكتسبات، استكمال الأوراش المفتوحة، صيانة الدعوة من الاستهداف الأمني وغير ذلك من التبريرات والمسوغات التافهة…

السلطة تريد إعدام الحزب بتوريطه في المشاركة في الحكومة المقبلة بحقائب ملغومة وينتهي به التاريخ كما انتهى حزب الاتحاد الاشتراكي بعد حكومة اليوسفي، فهل سيستفيد الحزب من هذا التاريخ الجديد والقريب…؟

على قيادة الحزب أن تعرف أن 40 نائبا في المعارضة أحسن بكثير من 80 في حكومة ضعيفة وتابعة … والمعارضة أسلم له من أجل العودة إلى النضال والتأثير، مع ضرورة القيام بنقد ذاتي جاد وحقيقي ومراجعات سياسية وفكرية عميقة، وإحداث تغييرات تنظيمية جوهرية…

هذا رأيي المتواضع، ولا مجال هنا للمحاباة أو المهادنة أو اليأس.. فطريق النضال والتغيير شاق وطويل.. ورجاله قلائل..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد