الرائدة في صحافة الموبايل

أخيرا.. يتصالح شباب مليلة مع “السياسة “

نافع وديع

منذ عقود والإنتخابات السياسية بجماعة مليلة ، تعرف عزوفا كبيرا للشباب عن السياسة والمشاركة فيها ، لدرجة أصبحت الإنتخابات بهذه المنطقة حدث هامشي عند الشباب وكأن تنظيم الانتخابات يعد إهدارا للمال العام وللزمن السياسي المغربي.

غير أن ما وقع هذه السنة في الإنتخابات الجماعية والجهوية والبرلمانية بجماعة مليلة ، يعد حدثا فاصلا في تاريخ المنطقة ويمكن إجمال تميز هذه اللحظة التاريخية عند الشباب لمجموعة من العوامل نجملها كالآتي:

أولا : أن الشباب كان يعزف عن السياسة لأنه لم يكن يجد من يمثله أو يترشح بإسمه ، بل كانت بروفايلات جميع المترشحين متشابهة وكلهم يشتركون في الفساد والأمية وغياب أي رؤية لتنمية المنطقة .

ثانيا : يتمثل في أن الشباب خلال هذه الإنتخابات تغيرت نظرته للسياسة ، وذلك بترشح وجه جديد وصاحب يد نظيفة “ياسين طارقي”، صحبة مجموعة من الشباب الذي لهم علاقات طيبة بجل شباب المنطقة.

ثالثا: يختزل السبب التالث والأخير في قوة التنظيم الذي ميز مرشحي حزب الإستقلال وخصوصا حجم التواصل مع الشباب وإقناعهم ببرنامجهم الانتخابي سواء عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي أو عن طريق التواصل المباشر في المقاهي واللقاءات الإنتخابية أو عن طريق اللقاءات المباشرة التي كان يقوم بها ياسين طارقي مع شباب المنطقة.

من الواضح إذا؛ أن شباب مليلة لم يكونوا يوما، عازفين عن العمل السياسي ولكن كان لهم موقف سياسي تتجذر أسبابه في عدم إقتناعهم ببروفايلات المرشحين السابقين ، الذي كان همهم الوحيد ، نهب وإغتصاب خيرات المنطقة .

كل هذه العوامل دفعت بشباب مليلة بالإقبال الكثيف لصناديق الإقتراع وقد كانت نتيجة ، إرتفاع نسبة تصويت بنسب غير منتظرة وإفراز نجاح وجوه شابة ستدخل للمجلس الجماعي لأول مرة في حياتها ، بالإضافة إلى القطع مع الوجوه القديمة التي نهبت المنطقة ، فوجدت جوابها في صناديق الاقتراع الذي أخرج المرشحين الفاسدين من الباب الضيق . وكانت النتيجة اكتساح شامل لمرشحي حزب الإستقلال بحوالي 20مقعد من 28مقعد ممكن . كل هذه النتائج المذهلة جعلتنا نسمي ما وقع بربيع شبابي إنتصر على أباطرة الفساد والمال وزكى من يستحق تحمل المسؤولية والأمانة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد